قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس (الأربعاء) إنه حقق تقدماً ملحوظاً باتجاه اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان. وقال موسى للصحافيين عقب اجتماعه برئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة: «تقديراتي أنه يوجد أمل كبير في أن نصل إلى شيء (اتفاق) على الأصعدة كافة». وأضاف «عندما أقول تقدماً يكون تقدماً في السلة ككل» مضيفاً أن محادثاته مع الفرقاء تركزت على عدد من القضايا الخلافية وليس فقط الأزمة الحكومية. ومن جانب آخر، قال الرئيس الأميركي جورج بوش: «على النظام السوري كذلك وقف جهوده لتقويض سيادة لبنان عن طريق حرمان الشعب اللبناني من حقه في المشاركة في عملية ديمقراطية خالية من التخويف والتدخل الخارجي». وفي سياق متصل، وصل رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية.
بيروت، الأمم المتحدة - أ ف ب، أ ش أ
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس أن المحادثات التي أجراها من أجل حل الأزمة في لبنان أحرزت «تقدماً»، في وقت يستمر الاعتصام المفتوح المطالب بإسقاط الحكومة في وسط بيروت لليوم الرابع عشر على التوالي. وقال موسى بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في مقر رئاسة الحكومة: «إن هناك تقدماً في الموضوعات المطروحة في سلة كاملة»، رافضاً تحديد نقاط التقدم. وأضاف «هناك أمل كبير في الوصول إلى شيء على الأصعدة كافة». وشدد على أن الحل المنشود سيكون على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب». وقال: «لا يمكن إحراز التقدم إلا بتوصل الفرقاء إلى أرضية توافقية فيها تنازلات وفيها مكاسب»، رافضاً تحديد مهل للتوصل إلى حل.
واستأنف موسى لقاءاته مع الأطراف اللبنانيين والتقى، إلى جانب السنيورة، زعيم التيار الوطني الحر المعارض ميشال عون والبطريرك الماروني نصرالله صفير، والرئيس الأسبق أمين الجميل.
وكان موسى وصل إلى بيروت الثلثاء والتقى السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله. وأكد أن لقاءاته مع الفرقاء السياسيين «كانت إيجابية». إلى ذلك، اقترح النائب بطرس حرب تشكيل حكومة جديدة من 30 وزيراً، تتولى الأكثرية تسمية 19 وزيرا منهاً، وتسمى المعارضة 10 وزراء، على أن يختار البطريرك صفير الوزير الأخير ويكون مسيحياً وملتزماً تجاه البطريرك فقط. كشف حزب الله عن اتصالات سرية أجراها زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري بقيادة حزب الله خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان تشترط تسليم سلاح المقاومة لوقف العمليات الحربية الإسرائيلية. وأوضح الحاج حسين خليل المعاون السياسي للامين العام للحزب الله في مؤتمر صحافي أن حزبه لم يكن يرغب في الكشف عن هذا الجانب من الاتصالات لولا الحملة التي يشنها النائب الحريري وتياره على الحزب وقيادته ويتهمهما بتلفيق الوقائع. ووجه خليل اتهاماً إلى الأكثرية الحاكمة بالتعمية اليومية على الحقائق بدءاً من الطلب من الولايات المتحدة لتشن «إسرائيل» حربها على لبنان والتجسس على المقاومة وقياداتها ومصادرة سلاح المقاومة واشتراط نزع سلاحها لوقف الحرب.
من جانب آخر، أفاد مصدر حكومي أن رئيس الوزراء سيقوم بزيارة رسمية إلى موسكو اليوم (الخميس)، هي الأولى له منذ تسلمه مهماته قبل نحو 18 شهراً، وذلك ليبحث مع المسئولين الروس الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وأوضح المصدر أن الزيارة التي تستمر «عدة أيام» تأتي تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتتزامن زيارته مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد في 19 من الشهر الجاري لموسكو. وكان الأسد دعا خلال لقائه النائب الديمقراطي الأميركي السيناتور بيل نلسون، وهو الأول من نوعه مع مسئول أميركي منذ العام 2004، إلى عدم التدخل في الشئون الداخلية للبنان وإلى التعاون مع دول المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار فيها. وأضاف «إن اللبنانيين قادرون على التفاهم فيما بينهم بشأن قضاياهم الوطنية».
وتزامن ذلك، مع تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتز تقريراً إجرائياً جديداً عن عمله إلى مجلس الأمن الدولي لم يتضمن عناصر جديدة بارزة بشأن التحقيقات.
من جانبه، حذر النائب عن حزب الله حسن حب الله من أن قرار إحالة مشروع إنشاء المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى مجلس النواب للتصديق عليه سيؤدى إلى مزيد من الاضطرابات داخل البلاد. وقال: «إن الأزمة السياسية في لبنان أطاحت الثقة بين الأطراف اللبنانية»، مضيفاً «إن كل القرارات التي تتخذها الحكومة غير شرعية ولا تراعى صيغة العيش المشترك».
وفي نيويورك، أعلن مجلس الأمن الدولي أمس الأول أنه «يدعم من دون تحفظ» الحكومة اللبنانية. وجاء في بيان رئاسي تلاه مندوب قطر الذي يترأس المجلس لهذا الشهر أن المجلس «يعرب مجدداً عن دعمه ومن دون تحفظ للحكومة الشرعية والمنتخبة ديمقراطياً في لبنان ويطالب باحترام المؤسسات الديمقراطية في البلاد بشكل كامل طبقاً للدستور ويدين أي عمل يهدف إلى زعزعة البلاد». وأضاف أن المجلس «يطلب من جميع الأطراف السياسية في لبنان تحمل المسئولية للحول وعن طريق الحوار دون حصول تدهور جديد للوضع في لبنان».
ميدانياً، انفجرت عبوة صغيرة قرب مكب للنفايات في بلدة البداوي شمال لبنان من دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات بالأرواح. وقالت مصادر أمنية إن العبوة التي انفجرت كانت موضوعة على حائط قرب محل تجاري
العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ