العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ

أسئلة في واشنطن بعد تخلي السفير السعودي عن منصبه

فوجئ الخبراء والدبلوماسيون برحيل السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمير تركي الفيصل بشكل مباغت ولايزال الغموض يلف القضية في غياب أي توضيحات. وأعلنت مصادر سعودية الثلثاء أن الأمير تركي أحد الدبلوماسيين الأكثر نفوذاً في العاصمة الأميركية والحلقة الرئيسية في التحالف الدقيق إلى حد الصعوبة أحياناً بين المملكة النفطية والقوة الأكبر في العالم عاد إلى الرياض. وعزا مسئول في السفارة السعودية رحيله المباغت الذي حصل بعد 15 شهراً فقط من تولي مهماته إلى أسباب خاصة.

وقال أستاذ الدروس العربية في جامعة جورجتاون في واشنطن مايكل هادسون معلقاً على المسألة: «هذا غريب جداً ومفاجئ جداً بنظر غالبيتنا».

وأضاف «من الصعب جداً معرفة ما يجري في السعودية. إنه مكان تسوده سرية تامة. هذا الرحيل المباغت غير اعتيادي إطلاقاً ويدعو إلى الاعتقاد بأن هناك مسألة أخرى». وسرعان ما سرت شتى الافتراضات بين الخبراء والدبلوماسيين بشأن أسباب هذا الرحيل تراوحت بين ترقية غير متوقعة للسفير أو تعرضه لمؤامرة حاكها خصوم له في الرياض.

ورأى البعض في القضية رسالة سعودية إلى واشنطن تعبر عن استياء المملكة حيال الوضع في العراق وقد تمهد إلى تعيين سفير لا يلقى تقدير إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش مثل الأمير تركي. كما تحدثت فرضيات أخرى على الإنترنت عن اضطرابات وتقلبات داخل الأسرة الملكية السعودية. وبادرت صحيفة «واشنطن بوست» منذ صباح الثلثاء إلى الحديث عن إمكان تعيين السفير وزيراً للخارجية مكان شقيقه الأكبر المريض الأمير سعود الفيصل. وأضفى مكتب ستراتفور للاستشارات الجيوسياسية بعض الصدقية إلى هذه النظرية، معتبراً أن «احتمال تعيينه وزيراً للخارجية هو دليل إضافي على تقدير الرياض وواشنطن له».

ورفض المسئول في السفارة السعودية التعليق على هذه الافتراضات، مكتفياً بالقول «ما نعرفه هو أن شقيقه مريض جداً وأنه قد يحل محله». ورداً على سؤال في هذا الشأن، قال مصدر في الرياض: «أشك في ذلك».

وقال خبير السياسة الخارجية في معهد «نيو أميركا فاونديشن» ستيفن كليمونز استناداً إلى مصادر سعودية إن الأمير تركي سئم بكل بساطة المؤامرات التي يحيكها بعض خصومه في الحكومة الذين لا يؤيدون إجراء إصلاحات. وقال كليمونز إن «رحيله سلبي للغاية بالنسبة إلينا»، موضحاً أن النفوذ الكبير الذي يتمتع به الأمير تركي في الشرق الأوسط كان يمكن أن يساعد واشنطن في وقت يسعى جورج بوش إلى اعتماد إستراتيجية جديدة في العراق. وأضاف أن علاقات الأمير تركي في الخليج والشرق الأوسط كان يمكن أن تسهل على الولايات المتحدة أية خطوة حيال سورية أو إيران أو دول إقليمية أو في اتجاه إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وزاد هذا التطور المفاجئ من الغموض الذي يغلف العلاقات السعودية الأميركية وسط مؤشرات تفيد بمخاوف سعودية من فشل الولايات المتحدة في الحد من العنف المتنامي في العراق.

وكان مستشار السفير للشئون الأمنية نواف عبيد نشر مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست» كان له وقع مفاجئ، فقد قال فيها إنه في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق فإن السعودية تعتزم «التدخل بشكل مكثف لمنع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران من ارتكاب مجازر بحق العراقيين السنة». ونأى الأمير تركي بنفسه آنذاك عن مقال مستشاره غير أن صدوره بعد بضعة أيام من زيارة مفاجئة قام بها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى الرياض جعل بعض المراقبين يرون فيها دليل توتر بين الحكومتين. ورحيل السفير سيحرم الخبراء والدبلوماسيين والصحافيين من شخصية تسارع إلى الإدلاء بملاحظات صريحة وجريئة بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ولاسيما في العراق. وكان السفير البالغ من العمر 61 عاماً أبدى قناعته بأن على واشنطن التحاور مع إيران وبذل جهود لتحريك عملية السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين طبقاً لتوصيات تقرير مجموعة الدراسات بشأن العراق برئاسة السفير الأميركي السابق جيمس بيكر والسناتور السابق لي هاملتون

العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً