العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ

اتهام عناصر من «الوقائي» باغتيال قاضٍ... ومسيرات تطالب بوقف «الفلتان»

الفصائل في دمشق ترفض الانتخابات المبكرة... ومستشار هنية العائد اليوم يكشف عن مبادرة أوروبية

الأراضي المحتلة، دمشق - أ ف ب، يو بي آي 

13 ديسمبر 2006

أعلن مصدر أمني وآخر طبي فلسطيني أن قاضياً فلسطينياً في محكمة شرعية ينتمي إلى حركة «حماس» قتل أمس (الأربعاء) برصاص مسلحين مجهولين في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال المصدر الأمني إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على مدير دائرة الإرشاد الأسري في المحاكم الجنوبية قاضي المحكمة الشرعية في بلدة بني سهيلة بسام الفرا (45 عاماً)، ما أدى إلى مقتله على الفور». وأوضح أن «أجهزة الأمن والشرطة فتحت تحقيقاً فوريّاً في الاعتداء». وأكد مصدر طبي أن الفرا نقل إلى مشفى ناصر في خان يونس. واتهمت كتائب «القسام» الجناح العسكري لـ «حماس» في بيان «فرقة الموت التي شكلت من عناصر مشبوهة تتبع جهاز الأمن الوقائي بـ (الإقدام) على اغتيال قائد قسامي، القائد الميداني بسام عبدالمالك الفرا». وأضاف البيان أن الفرا «تعرض للتهديد عدة مرات من قِبل هذه العصابة المشبوهة». وتوعدت كتائب «القسام» بملاحقة القتلة ومن يقف وراءهم وتقديمهم إلى العدالة والقصاص من هؤلاء العملاء المجرمين».

وإثر ذلك، دعت «حماس» إلى العودة مجدداً إلى طاولة المباحثات لاستكمال حوار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مطالبةً في الوقت نفسه بوقف التحريضين السياسي والإعلامي، مشددةً على أن تعثر مباحثات تشكيل الحكومة لا يعني «تفجير الواقع الأمني» أمام الحكومة الفلسطينية. وأشارت «حماس» في بيان لها إلى جريمة اغتيال الفرا، موضحةً أن ذلك يأتي «امتداداً للاعتداءات السافرة التي طالت أبناء وأنصار حركة (حماس)». متهمةًَ عناصر من حركة «فتح» بالوقوف وراء هذه الاعتداءات. من جانبها، استنكرت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني اغتيال الفرا، مؤكدةً أن أجهزة الأمن الفلسطينية ستلاحق القتلة والقتلة كافة الذين سبقوهم حتى تتمكن من اعتقالهم وتقديمهم إلى القضاء. وقال الناطق باسم الوزارة خالد أبوهلال - في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة - إن «هناك طرفَ خيطٍ بشأن هوية مرتكبي جريمة قتل الفرا ومرتكبي جريمة اغتيال الأطفال الأشقاء الثلاثة في غزة»، معرباً عن أمله في أن يتم إنهاء هذه القضية بأسرع وقت ممكن، رافضاً اتهام أية جهة فلسطينية بالمسئولية عن الجريمة.

كما قالت وزارة الداخلية إنه «جرى الإمساك بطرف خيط قد يقود إلى الكشف عن هوية منفذي جريمة قتل الأطفال الثلاثة في غزة يوم الإثنين الماضي». وأضاف بيان صادر عن الداخلية أن «الأجهزة الأمنية والشرطة والقوة التنفيذية التابعة إلى الوزارة ضبطت سيارتين يشتبه في استخدامهما في جريمة قتل أبناء العقيد بهاء بعلوشة ومرافقه محمود الهبيل وتم توقيف 6 مسلحين كانوا بداخلهما على ذمة التحقيق».

وفي السياق ذاته، انطلق مئات المواطنين الفلسطينيين في مسيرات حاشدة جابت شوارع غزة تنديداً بالجريمة التي راح ضحيتها الأطفال الثلاثة والقاضي الفرا. ورفع مئات المواطنين بينهم مئات الأطفال والنساء ومنتسبو الأجهزة الأمنية الرايات والشعارات المنددة بجريمة القتل في غزة، مطالبين بأن يكون اليوم هو آخر يوم في الانفلات الأمني الذي يستبيح دماء الأبرياء في شوارع القطاع. وتجمع مئات من عناصر الأجهزة الأمنية بالقرب من مجمع السرايا الحكومي وانطلقوا بمرافقة مئات المواطنين المدنيين باتجاه مقر المجلس التشريعي في مسيرة سلمية مطالبة بوقف حال الفوضى العارمة التي تجتاح القطاع، مشددين على ضرورة محاسبة المسئولين عنها وتقديم المجرمين إلى العدالة للقصاص منهم. وأعلنت المحاكم الشرعية في غزة أمس (الأربعاء) إضراباً عن العمل مدة يوم واحد احتجاجاً على جريمة القتل. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس (الأربعاء) أنه سيعود إلى قطاع غزة ظهر اليوم (الخميس). وأوضح البيان أن سبب قيام هنية بقطع زيارته التي يقوم بها لعدد من العواصم العربية والإسلامية، يرجع إلى تدهور الأوضاع الأمنية في القطاع. وأضاف أن «رئيس الوزراء الفلسطيني سيعقد عقب عودته مؤتمراً صحافياً أمام منزله في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يلخص فيه نتائج جولته الخارجية».

وفي موضوع متصل، اعتبر قادة الفصائل الفلسطينية - التي تتخذ دمشق مقراً في مؤتمر صحافي مشترك عقدته الفصائل في حضور مسئولين فيها من الصف الثاني - أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «فاقدة للشرعية» وتالياً «لا قيمة لتوصيتها بإجراء انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية». واتهمت الفصائل اللجنة بالسعي إلى انتخابات جديدة تزور فيها النتائج لإقصاء حركة «حماس» من السلطة.

وعلى صعيد منفصل، قال شهود عيان ومسئولون عسكريون إن القوات الإسرائيلية قتلت مسلح فلسطيني قرب حدود قطاع غزة في أول حادثة منذ بداية الهدنة.

من جهة أخرى، كشف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني النقاب عن مبادرة أوروبية تقودها بريطانيا سيجرى إعلانها قريباً بشأن الأوضاع الراهنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية

العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً