سمح المعهد القومي للقلب لرئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد بمغادرته والعود إلى منزله بعد أن ظل تحت الرعاية الطبية مدة أسبوع؛ لإصابته بأزمة قلبية. وكان الزعيم الماليزي أجرى جراحةً في القلب العام 1989 وأخضع إلى العلاج الكامل؛ لإصابته بالتهاب في الرئة العام 1999 وأدخل المستشفى قبل أسبوع بعد إصابته بآلام في الصدر.
- ولد في 20 ديسمبر/ كانون الأول العام 1925 في آلور ستار بماليزيا، بأقصى شمال غربي ماليزيا، وكانت الحرب العالمية الثانية واحتلال اليابان إثرها جزر المالايو سبباً في انقطاعه عن الدراسة، التي عاد إليها بعد كد وعمل في كشك لبيع القهوة والحلوى ليكمل دراسته وينخرط في العمل السياسي منذ بدايات تأسيس الاتحاد الفيدرالي لدولة ماليزيا، الذي تشكل من 11 ولاية، و3 عرقيات هي: المالايو المسلمون بنسبة 50 في المئة، الصينيون بنسبة 37 في المئة والهنود بنسبة 12 في المئة.
- التحق منذ سنوات شبابه الأولى بحزب «منظمة الملاويين الوطنية المتحدة» عند تأسيسه العام 1946 وفي صفوفها شق طريقه نحو النشاط السياسي.
- حصل مهاتير على منحة لدراسة الطب، وتخرج من جامعة المالاي في سنغافورة، التي كانت تعرف آنذاك بكلية إدوارد السابع الطبية. وبدأ، بعد تخرجه، ممارسة الطب، إذ فتح عيادته الخاصة.
- نجح العام 1964 في دخول البرلمان نائباً عن حزب «منظمة الملاويين الوطنية المتحدة» وهكذا بدأ مسيرته السياسية الطويلة.
- خلال 5 سنوات فقط من دخوله البرلمان خسر مقعده وطرد من الحزب لتجرؤه على توجيه رسالة انتقاد مفتوحة إلى أول رئيس حكومة للبلاد تنكو عبدالرحمن اتهم فيها عبدالرحمن بإهمال شئون الغالبية العرقية الملاوية. وتبعاً لمؤرخي مسيرة مهاتير السياسية كانت هذه النكسة منعطفاً مهماً بعيد الأثر على مفاهيمه وممارساته السياسية.
- خلال فترة ابتعاده الفعلي عن العمل السياسي ألف كتاباً بعنوان «مأساة الملاي» تحدث فيه عن تهميش الملاي إبان عهد الاستعمار الأجنبي وأخذ عليهم استسلامهم للتهميش، وكانت هذه نقطة ارتكاز منظوره السياسي المستقبلي ببعده الوطني أو القومي المشكك في نيات الغرب والمحفز للتحرر من نفوذه الاقتصادي والثقافي والسياسي. وأدى هذا الطرح إلى ظفر مهاتير بتأييد واسع في صفوف الشباب المالاوي الوطني، انتهى بإعادته إلى الحزب ومن ثم عودته إلى البرلمان العام 1974 وتعيينه وزيراً للتربية والتعليم. وخلال 4 سنوات صار نائباً لرئيس الوزراء، وفي العام 1981 تولى رئاسة الحكومة خلفاً لداتوك حسين عون.
- أفرد مهاتير حيزاً من سياسته التعليمية والاقتصادية لتعليم المالايا وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة وتعلم اللغة الإنجليزية؛ للتواصل مع العالم معرفياً وثقافياً، ونجح بالتالي في إدماج المالايا في سوق العمل الذي كان أحد أسباب نجاح مشروعه التنموي، من خلال تفعيل غالبية المجتمع وزيادة إنتاجهم، إذ إن مهاتير لا يؤمن بالمساواة المطلقة، بل بعدالة التوزيع، ويرى أن التفاوت من سنن الطبيعة، وأن عدالة التوزيع هي من أهم أسباب الاستقرار السياسي، ويرى ضرورة دعم المحرومين بالأخذ من الأغنياء وفقاً للضريبة التصاعدية، التي تعني أن الضريبة تفرض استناداً إلى ثروة المرء.
- من خلال مبدأ التوازن، مازج مهاتير في رؤيته التنموية بين عنصرين: الإسلام، والقيم الآسيوية المستندة إلى قيم أخلاقية مثلى أبرزت خصوصية التنمية في ماليزيا. وإن كان مهاتير، يعد بحق باني ماليزيا الحديثة، إلا أنه لم يسلم من السياسة وخلافاتها، إذ سجن رفيق دربه أنور إبراهيم؛ لخلاف في قضية التعامل مع المؤسسات الدولية الاقتصادية، وإن كان الخلاف السياسي على السلطة هو الأرجح لخلافات من هذا النوع.
- أسس في ماليزيا اتجاهاً علمانياً ليبرالياً بما قام به من إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية، فأصبحت من أبرز دول نمور آسيا.
- استقال من منصبه العام 2003.
- متزوج وله بنتان و3 أولاد
العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ