استطاع منتخبنا الوطني خطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا التي ستقام في صيف 2007 في أربع دول، بعد أن هزم المنتخب الكويتي بهدفين مقابل هدف أحرزهما خلال الشوط الأول قائد الفريق طلال يوسف اثر ركلة جزاء وسلمان عيسى من تمريرة ذكية لطلال عاجلها سلمان في المرمى، هذان الهدفان كانا كفيلين بنقل الأحمر إلى ما كان يتمناه ويصبو إليه في كأس آسيا المقبلة، بل وانتشاله من دائرة الإخفاق واستعادة الروح القتالية المفقودة لفترة زمنية غير قصيرة، بعدما كان شبه ميت وكانت هذه المباراة بمثابة الحياة التي أعادته إلى جادة صواب.
على رغم هذا الفوز الثمين والذي كان وراءه الجمهور الغفير المساند بوفائه الدائم للأحمر، وكان عاملاً مؤثراً في خروج الفريق بهذه النتيجة الايجابية، فإن الفريق من الناحية الفنية كان يعاني الكثير من الأخطاء التي يجب معالجتها في الفترة الزمنية المقبلة. وعلى اتحاد الكرة ألا ينسيه هذه الفوز الجلوس مع الجهاز الفني لدراسة وضعية الفريق من خلال مباراة الكويت التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي.
أولاً:
نحن نعتقد ان إشراك اثنين من اللاعبين ممن يلعبون بالقدم اليسرى في عمق الدفاع (الليبرو) سبب لنا الكثير من المعاناة وخصوصاً في الكرات العرضية من الناحية اليسرى لمرمانا، وكلنا نتذكر الكرة العرضية للمنتخب الكويتي في بداية الشوط الثاني التي اخطأ فيها المشخص في إبعاد الكرة بسبب عدم إجادته اللعب بالقدم اليمنى، فكادت تدخل المرمى لولا يقظة عبدالرحمن عبدالكريم في آخر لحظة أبعدها إلى ركنية.
وكنا نود أن يشرك سيدمحمد عدنان في العمق لإجادته اللعب بالقدمين والضربات الرأسية وإشراك محمد حبيل في الجهة اليمنى لخبرته الطويلة في مثل هذا المركز.
ثانياً:
لاحظنا الفريق عندما يفقد الكرة لا يقوم بواجبه الدفاعي عبر إغلاق مناطقه الدفاعية بالمراقبة والضغط على حامل الكرة وعدم إتاحة الفرصة للاعب الكويتي الذي يتحرك في مساحات واسعة وخالية في منطقتنا، ما اوجد الصعوبة البالغة في إيقاف خطورة الأزرق طوال الشوط الثاني، والدليل على ذلك ان الكويت عمد كثيرا للاختراق من العمق على رغم الكثافة العددية الموجودة في هذه المنطقة، وقد نجح الأزرق أكثر من مرة في اجتياز هذا الحصار وأضاع فيها الكويت أكثر من فرصة مؤكدة.
وخلال هذا الشوط (الثاني) لم يقم المدرب بأية محاولة لتعديل الوضعية، وزاد الأمر خطورة مع دخول مهاجم الكويت فرج لهيب الذي تحرك كيفما شاء وأحرز هدفاً، وكاد بتحركاته يدرك التعادل أيضا، ولم يكن له اللاعب الذي يوقف خطورته وهذه سلبية تحسب للجهاز الفني.
ثالثاً:
بعد خروج فوزي مبارك متأثراً بإصابته اضطر المدرب إلى إرجاع سلمان عيسى إلى اللعب في الظهير الأيسر، فغطى على خطورة الأحمر من الجهة اليسرى، وكان لديه عامل الخبرة في الاحتياط من أمثال محمد حبيل الذي كان من المفترض أن يشركه المدرب في هذه الفترة للاستفادة من سلمان عيسى في الانطلاقات الأمامية، أضف إلى ذلك يجب إلا يكون إشراك أي لاعب جديد من أجل التجربة كما قالها المدرب في المؤتمر الصحافي عن محمود عبدالرحمن في مثل هذه المباريات المهمة، إلا انه متيقن بأن اللاعب لديه الاستعداد في تنفيذ طريقة اللعب التي تواكب الظروف المحيطة بتلك الدقائق الحرجة.
رابعاً:
أعتقد أن عدم إدراج اسم نجم الرفاع الجديد جعفر طوق ضمن أسماء الفريق في الاحتياط يحتاج إلى تفسير من قبل مدرب الفريق، لكون طوق من اللاعبين المتميزين والذين يمتلكون حاسية التهديف والمهارات الفنية، ومن الممكن الاستفادة منه في الدقائق الأخيرة على أقل تقدير، وفي ظروف المباراة اتضحت حاجتنا لجهود طوق، ولكن المدرب له رأي آخر نود لو يفصح عنه.
خامساً:
ظهر الفريق خلال الشوط الأول بحال بدنية جيدة استطاع من خلالها الفريق اللعب من دون أن تظهر عليه ملامح التعب والإرهاق، لكون الفريق لعب بحذر مفرط وحاول امتصاص حماس نجومنا، فلم تظهر منه السرعة في الأداء كما ظهرت منه خلال الشوط الثاني الذي شكلت سرعته وانتقاله من الدفاع إلى الهجوم عبئاً ثقيلاً على تحركات نجومنا، وكان واضحاً بعد الدقيقة 30 بأن الفريق صار يصارع التعب والإرهاق، اذ توقفت مكوكية طلال واضطر علاء حبيل إلى طلب التبديل، والوسط الذي تاه في إيقاف تقدم وسط الأزرق بسبب عدم اكتمال الجانب البدني، وهذا الأمر يحتاج إلى الانتباه في مشاركتنا المقبلة
العدد 1533 - الخميس 16 نوفمبر 2006م الموافق 24 شوال 1427هـ