العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ

الصخرة الايطالية كانافارو نجم شق طريقه من الحضيض

يقترب من الضفر لأول جائزة كبرى في مسيرته الكروية

انـه صخرة الدفاع، قال عنه الطليان من شدة إعجابهم به إنه لـم يكن يرضع إلا المهارات الكروية عندما كان في مهده، إنه فابيو كانافارو...

البداية

عُرفت مدينة نابولي بشغفها الشديد وحبها الجم لكرة القدم، فسكانها يتنفسون هذه الرياضة مع الهواء ويعشقونها بجنون، والجميع يعرف أن هذه المقولة تنطبق على سكان مدينة نابولي بوجه خاص. أطفالها يمارسون لعب كرة القدم منذ الصغر، وفي هذا الواقع الكروي المتميز نشأ النجم اللامع كانفارو وهو من مواليد 13/6/1973، الذي قال عنه النقاد إن موهبته الكروية ترعرعت معه منذ نعومة أظفاره.

عندما وصل فابيو كانفارو إلى مرحلة النضج، برز اسمه أمام مسئولي نادي نابولي. وفعلا، أخذ فابيو فرصته مع النادي. وكانت البداية في العام 1992 1993 وكانت التجربة الفعلية لكانفارو كلاعب ضمن تشكيلة نابولي، إذ كان وقتها في التاسعة عشرة من عمره. وهذه سن مبكرة بالنسبة لمركزه في خط الدفاع الذي يحتاج للقوة والهدوء والسرعة والخبرة وعدم الاندفاع، حتى لا يسبب أخطاء تنتج عنها أهداف قد تقود إلى هزيمة.

وكانت سياسة النادي حكيمة، إذ أدخلت كانفارو جو المباريات في الدوري الإيطالي القوي، وذلك بوضعه في قائمة الاحتياط ليتمكن من أخذ الخبرة عن قرب من خلال مشاهدة زملائه، وكيفية أدائهم وتعاملهم داخل الملعب. ولم تتجاوز مشاركات كانفارو في ذلك الموسم لقاءين فقط، أعطياه المزيد من الثقة وجعلاه يضع أسس الإبداع مبكرا. ويذكر أن من أبرز زملائه في بداياته مدافع اليوفي وكابتن نادي نابولي السابق تشيروفيرارا وكذلك النجم فرانشيسكو زولا لاعب نادي تشلسي الإنجليزي سابقا والنجم الأورغوياني دانيال فونسيكا.

وقدم كانفارو حينها مستوى رائعا ترك انطباعا لدى مسئولي نادي نابولي بقدوم موهبة جديدة في خط الدفاع، وسطوع نجم جديد في سماء الفريق.

هدف تاريخي

في العام 1993-1994 أخذ كانفارو مكانه كلاعب أساسي مع الفريق مؤكدا أنه نجم يشار إليه بالبنان، إذ لعب 27 مباراة وسجل خلالها هدفه الأول في تاريخه الرياضي مع نادي نابولي ضمن مباريات الدوري الإيطالي، ما أسعد الجماهير والمسئولين عن النادي بشكل كبير، وفي العام 1994-1995 لعب كانفارو 29 مباراة وسجل خلالها هدفا واحدا، وقدم في ذلك الموسم مستوى أذهل جميع النقاد والإعلاميين والمتابعين للدوري الإيطالي، وجعله تحت مجهر الصحافة الإيطالية ما دفع الجمهور للمطالبة بضمه للمنتخب الأول، ودفع الأندية الإيطالية لتقديم العروض المغرية، إذ كل ناد يود الظفر بتوقيع هذا النجم الصغير في العمر آنذاك والكبير في الأداء الذي كان يحمل مستقبلا واعدا.

وبـدأت قصـة نـجـم

في العام 1995-1996 انتقل فابيو كانفارو من فريقه الذي تولدت نجوميته من خلاله نادي نابولي الإيطالي إلى فريق بارما الذي كان منتعشا اقتصاديا، ويضم نجوما بارزين من أمثال فرانشيسكو زولا زميل كانفارو السابق والنجم الكولومبي فوستينيو أسبريا. ولعب كانفارو في موسمه الجديد مع نادي بارما 29 لقاء وسجل خلاله هدفه الأول مع ناديه الجديد، وبهذا الهدف والعرض الرائع الذي قدمه في موسمه الأول حقق فابيو النجاح الكامل للصفقة التي تمت بين نادي نابولي وبارما. وفي العام 1997 لعب كانفارو 27 مباراة قدم من خلالها كل ما يتيح له فرصة الانضمام للمنتخب الأولمبي، وبذلك تحقق حلم كانفارو باللعب للمنتخب الإيطالي والمشاركة معه في بطولة دولية. وكانت دورة الألعاب الأولمبية 96 هي البداية الدولية الحقيقة للمدافع الشاب القوي كانفارو.

مـوسـم مميـز للصـخـرة

في العام 1997-1998 لعب كانفارو 31 مباراة مع نادي بارما. وكان موسما ناجحا، ومميزا جدا لفابيو، إذ دخل التصنيف للظفر بجائزة أفضل مدافع إيطالي، واختير ضمن التشكيل لأفضل لاعبي الموسم.

كما شارك فابيو كانفارو ضمن تشكيلة المنتخب الأساسية في التصفيات التأهيلية لنهائيات كأس العالم بفرنسا 98، ونجح في الإسهام بشكل كبير في وصول منتخب بلاده للنهائيات.

أما في العام 1998-1999 فقد لعب كانفارو 30 مباراة سجل خلالها هدفا واحدا كان سببا في تأهل فريقه بارما لبطولة كأس الاتحاد الأوربي.

كما شارك منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم بفرنسا 98 ولكن حلمه لم يتحقق بالفوز بالكأس، إذ خرج المنتخب الإيطالي من المنافسة على يد المضيف وحاصد البطولة المنتخب الفرنسي. ولعب كانفارو خمسة لقاءات قدم خلالها أروع ما يمكن أن يقدمه مدافع في مجال كرة القدم.

أفضل مـواسـمه

في العام 1999-2000 لعب كانفارو 31 مباراة سجل خلالها هدفين، واعتبر هذا الموسم هو الأفضل رقميا بالنسبة لفابيو. وتطور مستواه ليصبح واحدا من أفضل المدافعين على مستوى العالم أجمع، وليس على مستوى إيطاليا فقط . كما شارك منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2000.

وفي العام 2000-2001 لعب كانفارو 33 مباراة مع ناديه بارما ليواصل تألقه ونجاحه مع فريقه، وأصبح مطلبا لجميع الأندية العريقة في إيطاليا، وخصوصا اليوفي والميلان والانتر وروما ولاتسيو، وشارك كانفارو منتخب بلاده في بطولة أوروبا 2000 وأسهم بفعالية مع زملائه في وصول المنتخب للمباراة النهائية، إذ لعب سبعة لقاءات كاملة، ولكن المنتخب الإيطالي أخفق من جديد أمام المنتخب الفرنسي عندما خسر النهائي بالهدف الذهبي لديفيد تريزيغيه، ويقول فابيو بعد انقضاء ذلك الموسم :» اعتقد بأنه أفضل مواسمي الكروية، كان مفعما بالحماس والروعة».

مـونـديـال 2002

في العام 2001-2002 لعب كانفارو 27 مباراة وسجل خلالها هدفاً واحدا وشارك مع منتخب بلاده، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بكوريا واليابان، وبذل جهدا للوصول بمنتخب بلادهم لنهائيات كأس العالم بكوريا واليابان 2002 وشارك بتقديم مستوى رائع ومشهود، ولكن خروج المنتخب الإيطالي أمام المنتخب الكوري حطم جميع آمال وطموحات كانفارو بالفوز باللقب مع زملائه، ومازال فابيو يحلم بتحقيق بطولة كأس العالم لإيطاليا ليحذو طريق من سبقوه من أبطال الجيل الذهبي الفائز بكأس العالم 1982م ولا تزال الفرصة متاحة أمامه لتحقيق مراده في ألمانيا 2006 متى ما واصل تألقه وإبداعه في خط الدفاع.

قـصـر قـامـته… سـر تألقــه

كانفارو لاعب قصير القامة، إذ يبلغ طوله 178 سم وزنه 75 كيلوجراما، وهي بنية ممتازة للاعب بشكل عام، ولكنها ليست مثالية للاعب في خط الدفاع، ولكن يعوض كانفارو قصر قامته بالارتقاء العالي، إذ يتميز عن غيره من المدافعين بقوة عضلات الفخذين، ما يكسبه صفتي الارتقاء العالي والسرعة. ويمتلك كانفارو الشخصية القيادية في الملعب، إذ قاد نادي بارما في الموسمين الماضيين وحقق كأس إيطاليا في الموسم السابق أمام اليوفي، ما جعله مرموقا لدى الأندية في إيطاليا وعلى رأسها الميلان واليوفنتوس والانتر. وقد تنافست هذه الفرق تنافسا شديدا للظفر بتوقيع النجم، ولكن قوة الانتر المالية فرضت نفسها متمثلة في رئيس الانتر ماسيمو موراتي الذي عرف بعشقه للانتر، ودفع ثمن الصفقة من ماله الخاص لشراء اللاعبين للانتر.

وانتقل كانفارو للانتر في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون يورو. وعبر عن سعادته البالغة بانتقاله لفريق كبير مثل الانتر، وقدم مستويات رائعة جدا في خط دفاع الانتر بقيادة المدرب الداهية هيكتور كوبر آنذاك، ومع زملائه كوردبا الكولومبي وزانيتي الأرجنتيني وكوكو الإيطالي.

كـل الطـرق تـؤدي إلى اليـوفـي

بعدها وقع فابيو كانافارو عقدا مع اليوفنتوس لمدة ثلاثة سنوات مقابل 3 ملايين يورو سنويا، وقد صرح قبل الانتقال بشهر أن كل الطرق تؤدي إلى اليوفي.

بعد فضيحة الدوري الايطالي، وبعد هبوط اليوفي إلى (السيريا B) انتقل إلى النادي الملكي ليصبح من ابناء القاعة البيضاء، من أبناء الريال، ليمضي في مسيرة الدوري الاسباني هو وزميله البرازيلي (ايمرسون).

بطلاً للعالم 2006

بعد الخروج المر من كأس العالم 2002 أمام كوريا الجنوبية، تألق المنتخب (الازوري) في الأراضي الألمانية، وبعد هزيمة الحملة الفرنسية، توج البطل الازوري ملكا للعالم، إذ رفع الكابتن كنافارو كٍس العالم في ألمانيا هو ورفاقه

العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً