العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ

التوانسة تلاعبوا بالسعوديين وطاروا بلقب عربي 15

بثلاثة أشواط مقابل شوط 1

أحرزت تونس لقب الكرة الطائرة العربية بفوزها أمس على المنتخب السعودي في المباراة النهائية للبطولة الخامسة عشرة لمنتخبات الرجال للكرة الطائرة التي أقيمت بصالة مركز الشباب، وجاء فوز المنتخب التونسي بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل شوط واحد للسعودية واستغرقت نحو ساعتين وجاءت نتائج أشواطها على النحو الآتي (33/35 للسعودية، 22/25 و18/25و20/25 لتونس)، وقد أدار اللقاء النهائي الحكم البحريني جعفر إبراهيم حكم أول والسوداني المعتصم عبد العال حكم ثانٍ.

أسدل الستار مساء أمس على فعاليات عربي 15 للكرة الطائرة بعد ثمانية أيام متواصلة من المنافسات التي انطلقت في السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وأقيمت جميع مبارياتها على صالة مركز الشباب واشتركت فيها 10 منتخبات عربية وجاء ترتيب النهائي على النحو الآتي: تونس، السعودية، الجزائر، البحرين، قطر، عمان، لبنان، السودان، الكويت والعراق.

استحق المنتخب التونسي اللقب العربي الخامس عشر بعد تغلبه على السعودية بجدارة، وعلى رغم تفوق الأخضر السعودي خلال الشوط الأول إلا انه تخلى عن أفضليته تاركا للمنتخب التونسي من أن يبسط هيمنته على مجريات اللقاء منذ الشوط الثاني بعد أن نظم صفوفه وأعاد ترتيب أوراقه، واستطاع التونسي من كسب ثلاثة أشواط متتالية بفضل قوة ومتانة حوائط الصد التي وقفت بالمرصاد لضربات الجهيني والباهلي والبخيت، فيما كان لتنويع المعد التونسي محمد بن سليمان (رجل اللقاء) الدور الأبرز في تفكك الدفاع السعودي لإعداده الكرات للضاربين من مناطق عدة فتالق السماري والفهري في تنفيذ الضربات الساحقة والموجعة للمنتخب السعودي الذي عانى الأمرين في تشكيل حوائط الصد وفي استقباله للكرة الأولى.

وبدأ مدرب المنتخب السعودي اليوغزلافي رادوسلاف اللقاء النهائي بالمعد خليل البحراني وبالضاربي الأطراف ماجد الجهني وأحمد البخيت وعبد الله الباهلي ووضاربي الارتكاز إسماعيل الخيبري وياسر المكاوني واللاعب الحر إبراهيم الحربي.

في المقابل بدأ المدرب التونسي هشام بن رمضان بالمعد محمد بن سليمان وبضاربي الأطراف طارق السماري ومروان الفهري وسالم الماجري وضاربي الارتكاز سيف الدين حمام ووبلال بن حسين واللاعب الحر أنور التوارغي.

شوط مارثوني

الشوط الأول جاء قوي ومثير ومتكافئ بين المنتخبين إذ تناوب الفريقان في إحراز النقاط، اعتمد السعودي على تنويع اللعب وبرز في صفوفه الجهني في الضرب الساحق من مركز 4 والباهلي في في مركز 2 وفي الحوائط تألق الثنائي الجهني والمكاوني، وكان مروان الفهري أبرز لاعبي منتخب تونس خلال الشوط الأول بجانب معد الفريق بن سليمان.

وجاءت بداية المباراة سريعة تفوق فيها التوانسة عندما تقدموا 1/5 بفضل تألق الضارب طارق السماري في مركز 2، نظم المنتخب صفوفه سريعا واستطاع تقليص الفارق إلى نقطتين 4/6 بعد أن نفذ احمد البخيت لارسال قوي احبر التوانسة على اللعب المفتوح والمقرؤ للحوائط السعودية، انتفض المنتخب السعودي وتمكن من تسجيل نقاط متتالية، ومن نقطة مباشرة احرزها الخيبري عبر الارسال وكرة طائشة لهجوم تونسي بجانب تألق الباهلي في مركز 2 والجهني في 4 استطاع الأخضر من تحقيق التعادل 14/14، واصل المنتخب السعودي تفوقه وتمكن أن ينهي الوقت المستقطع الفني الثاني متقدما 14/16، ونجح نجم المنتخب التونسي الفهري من تقليص الفارق إلى نقطة 17/18، أدرك منتخب تونس التعادل 20/20 بعد أن كان متخلفا 17/20 نتيجة فقد لاعبو السعودية التركيز في إنهاء الهجوم وارتكاب أخطاء فردية، غلب الحذر والتركيز في إنهاء الهجوم ومن كرة طائشة من سيف الدين يحقق السعودية فارق نقطتين في وقت حساس 21/23، لاعبو تونس الذين يتمتعون بالإصرار تمكنوا من تحقيق التعادل 23/23، واخفق الجهني في تسجيل نقطة مانحا التقدم للتوانسة 23/24 ونجح المكاوني في احراز نفطة التعادل 24/24، وشهد الشوط بعدها تالق حائط الصد الثنائي من الجهني والمكاوني الذي اصطاد كرة تونسية 24/25، وكان الرد مشابهة من حوائط الصد التونسية محرزه التتقدم 25/26، استمر التقدم بنقطة وتحقيق التعادل بين الفريقين حتى تمكن المنتخب السعودي من حسم الشوط لصالحه عند النتيجة 33/35.

عزيمة تونسية

دخل المنتخبان الشوط الثاني بالتشكيل السابق نفسه، وجاءت البداية متكافئة عندما تعادلا 2/2، وكان واضحا منذ البداية عزيمة التونسيين في تحقيق انطلاقة قوية ومريحة إذ تقدموا 2/6 قبل أن يطلب مدرب السعودية رادوسلاف وقتا مستقطعا ويعيد ترتيب أوراق فريقه ويتمكن بعدها الأخضر من إحراز 3 نقاط متتالية 5/6، عاد منتخب تونس إلى افضليته في الشوط ونجح في مسك زمام الشوط مره أخرى عندما أعاد الفارق إلى 5 نقاط 7/12 مما اجبر رادوسلاف أن يطلب وقته المستقطع الثاني وهذه المره لم يفلح فيه حيث واصل التونسي تفوقه بنفس الفارق 10/15 وكان لتحسن استقبال الكرة الأولى لدى لاعبي تونس الأثر في تحسن أداء الفريق ككل مما ساعد على تفوقه في الشوط ، دفع المنتخب السعودي باللاعب نايف الحسون بدلا من المكاوني لتحسين حائط الصد وبالبديل شريف الخليفة لتحسين استقبال الكرة الأولى وعلى رغم إحراز المنتخب السعودي تقدما على صعيد الأداء إلا أن النتيجة ظلت في صالح تونس الذي استمر في تقدمه 21/24 ، ويتمكن المنتخب التونسي من أن ينهي الشوط الثاني لصالحه وبجدارة 22/25.

الأخضر يفقد التركيز

استمر التعادل بين المنتخبين في مطلع الشوط الثالث حتى 3/3 بعدها بدأ المنتخب التونسي في فرض سيطرته بفضل حوائط الصد القوية والمتماسكة عن طريق الفهري وبن سليمان وبلال التي صنعت الفارق بين المنتخبين وأعطت الأفضلية لتونس في أن يتقدم بفارق كبير منذ البداية 4/12، حاول مدرب السعودية رداوسلاف جاهدا في إعادة فريقه بإجراء عدة تبديلات فاخرج المعد خليل البحراني والباهلي ودخا بدلا منهما المعد البديل ثامر الدوسري والبوحسون، احرز المنتخب السعودي بعدها تقدما وتمكن من تقليص الفارق الكبير إلى 5 نقاط 11/16، أعاد المنتخب التونسي تنظيم صفوفه واستعاد بعدها تفوقه وتمكن تسجيل نقطتين من حائط صد ناجح 12/18، فقد المنتخب السعودي تركيزه بعد تدخل طاولة التحكيم في احتسابها خطا دوران على الخيبري ما ترتب عليه اختلاف توازن المنتخب السعودي الذي فقد السيطرة تدريجيا على الشوط، واستغل التونسي حالة الارتباك في صفوف الفريق السعودي جراء تغير دوران اللاعبين ووسع الفارق تدريجيا حتى تمكن من أن ينهي الشوط لصالحه 18/25.

حوائط حديدية

على رغم تقدم تونس في مطلع الشوط استطاع المنتخب السعودي من تنظيم صفوفه سريعا ونجح في مسك زمام الأمور مؤقتا ورفع الفارق تدريجبا 4/7، وكان للارسال القوي من بن سليمان الذي مكن التونسيين من إدراك التعادل 7/7، واصل المنتخب التونسي نجاحاته على الشبك واخذ الاسبقية من السعوديين 7/10 ، عاد السماري لتالقه في مركز 2 والفهري في 4 فكان لهما الدور في تقدم فريقهما، عادت الحوائط التونسيه مجددا عبر السماري والماجري وبلال مانحة التقدم 16/21، لجأ المنتخب السعودي إلى تسريع عبر الضرب من مركز 3 عن طريق الخيبري، إلا أن معاناة السعوديين في التعامل مع الحوائط التونسية الحديدية التيعادت مجددا ورجحت الكفة فتسلل اليأس للاعبي المنتخب السعودي تدريجيا ليخسر الشوط 20/25 والمباراة 1/3.


محمد بن سليمان: حوائط الصد رجحت كفتنا

صانع ألعاب المنتخب التونسي محمد بن سليمان اعتبر أن حوائط الصد القوية التي تميز بها منتخب بلاده هي ما رجح كفته في المباراة النهائية للبطولة أمام المنتخب السعودي، وأضاف «المباراة كانت صعبة في بدايتها ولكن مع تركيزنا في الأشواط اللاحقة وتنويع اللعب الذي اعتمدناه إلى جانب حوائط الصد القوية وخصوصا على الضاربين القويين في المنتخب السعودي مكننا من تحقيق الفوز».

وتابع «في مثل هذه المباريات تلعب حوائط الصد الدور الأكبر في ترجيح كفة الفريق الفائز لذلك ركزنا في التدريبات على إيقاف عناصر القوة في الفريق المنافس».

وعن عصبيته في بعض الكرات التي فقدها قال بن سليمان: «كانت المباراة حساسة باعتبارها مباراة نهائية لذلك كان لدينا اهتمام بكل كرة فيها ما يشعرني بالغضب في كل كرة أفقدها». وأضاف «لم تؤثر هذه العصبية على تركيزنا في المباراة النهائية والدليل قدرتنا على التحكم فيها بدءا من الشوط الثاني وحتى إنهائها».


إنهيار سعودي في النهائي بفعل الإرهاق

شهدت المباراة النهائية انهيار كامل للمنتخب السعودي في الأشواط الثاني والثالث والرابع بفعل الإرهاق الذي لحق بلاعبي المنتخب السعودي بعد مباراتين صعبتين أمام الجزائر في الدور الأول وأمام البحرين في الدور نصف النهائي.

إذ لعب المنتخب السعودي خمسة أشواط مع المنتخب الجزائري و4 أشواط أمام المنتخب البحريني.

وتمكن المنتخب السعودي من الفوز في الشوط الأول للمباراة النهائية 33/35 قبل أن يخسر في الأشواط الثلاثة اللاحقة في انهيار متتابع ظهر خلاله الإرهاق الكامل على اللاعبين ما منعهم من مجاراة منافسيهم بالشكل المطلوب.


قراءة مميزة للمدرب التونسي هشام رمضان

تمكن مدرب المنتخب التونسي هشام رمضان من قراءة المباراة النهائية للبطولة بالشكل المميز والأمثل، إذ حاصر عناصر القوة في المنتخب السعودي، وعمل على تحييدها، إلى جانب قدرته على إرباك حوائط الصد السعودية بالاعتماد على تنويع اللعب واستغلال عناصر القوة لديه.

وقال رمضان «الكرة الطائرة التونسية متطورة إذ أن المنتخب الأول يلعب حاليا في بطولة العالم وتونس تملك أيضا أكثر من منتخب قادر على المنافسة على الألقاب العربية».

وأضاف «تعاملنا مع كل مباراة حسب أهميتها بتكتيك خاص يتناسب مع الفريق المنافس إذ عملنا على التركيز على عناصر القوة فيه ومنعها من القيام بما هو مطلوب منها بالشكل الأمثل».

وتابع رمضان «شكلت هذه البطولة فرصة مناسبة لإيجاد منتخب تونسي ثانٍ قادر على خوض المنافسات الخارجية كما أنها شكلت فرصة جيدة للتعرف على الكثير من اللاعبين الشباب المميزين»

العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً