العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ

هل يكون اعتزال السباح ثورب قراراً صائباً؟

بعد الاعتراضات التي واجهها اعتزاله

من الطبيعي أن يلقى قرار اعتزال أي بطل رياضي عالمي المستوى في سن الرابعة والعشرين، رد فعل قوي وقدرا كبيرا من مشاعر الدهشة والضيق.

ولكن بعدما أعلن السباح الاسترالي الشهير إيان ثورب، الحائز على 5 ميداليات ذهبية أوليمبية اعتزاله السباحة الثلثاء الماضي، رأى الكثير في بلده أستراليا أن ثورب أو “الشخص الجيد” كما وصفه رئيس وزراء البلاد جون هاوارد اتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب.

وقد فاز ثورب الذي يعد أعظم بطل أولمبي في تاريخ أستراليا ب11 لقبا في مختلف بطولات العالم، وحقق 13 زمنا قياسيا عالميا على المستوى الفردي في المسافات الطويلة خلال مشواره المذهل بأحواض السباحة. إلا أن ثورب قدم نفسه كشخص غير مستقر في الكثير من المناسبات خلال العقد السابق من الانجازات.

وكان إحساس الارتياح والثقة لاتخاذ قرار اعتزال رياضة فرض سيطرته عليها، ولكنه لم يعد يعتبرها ضمن أولوياته، واضحا على وجه ثورب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مسقط رأسه سيدني للإعلان عن اعتزاله.

كان ثورب مسترخيا ومرحا وبدا في حال سلام تام مع نفسه، ما أعطى انطباعا واضحا بأنه على رغم أن قرار اعتزاله في هذه السن المبكرة فاجأ البعض كثيرا، فإنه قرار يستطيع ثورب بل ويجب عليه أيضا التعايش معه. إذ قال ثورب “كان مشواري الرياضي رائعا، إنه ليس الوقت الأمثل لاعتزال اللعبة ولكنه وقتي أنا ... إنه قرار صعب. ولكنني أعرف أن هناك أمور أخرى في حياتي أكثر أهمية بالنسبة لي”.

واعترف ثورب، بأنه في الوقت الذي بلغ فيه عنان السماء في عالم السباحة، فقد تعرض للكثير من العثرات وفي الكثير من الأوقات كان يستغل الرياضة للهروب إليها من العالم.

وقال “كانت السباحة بمثابة دثار الأمن بالنسبة لي. ولكنني لم أوازن حياتي ... أدركت أنه يجب عليّ تقديم أشياء أخرى في ترتيب قائمة أولوياتي، وأن أترك السباحة في المؤخرة”.

وكانت التوقعات بقرب اعتزال ثورب بدأت فعلا منذ أن قرر السباح الكبير اتخاذ راحة لمدة عام كامل بعد مشاركته في دورة الألعاب الاولمبية الأخيرة أثينا 2004، ما أدى إلى غيابه عن بطولة العالم لعام 2005 في مونتريال.

وأوضح ثورب أنه اتخذ قراره باعتزال السباحة التنافسية يوم الأحد الماضي، بعدما قرر عدم المشاركة في بطولة العالم المقبلة التي من المقرر أن تجرى العام المقبل في ملبورن بأستراليا.

ولم يفصح ثورب حتى الآن عن خططه للمستقبل بعد اعتزال السباحة، ولكن ترددت أنباء عن احتمال توجهه للعمل في السينما.

بينما سبق أن ذكر ثورب نفسه إمكان أن يصبح سفيرا للشباب في الأمم المتحدة.

ولكن الشيء المؤكد هو أن ثورب يعد بكل تأكيد ثروة قومية في أستراليا، وسيكتشف أنه لديه عدد هائل من الأصدقاء والمؤيدين، بصرف النظر عن طبيعة القرارات التي يتخذها.

إذ قال هاوارد “إن اعتزاله يعتبر خسارة هائلة بالنسبة للسباحة الاسترالية. ولكنها (السباحة) أمر شاق، وخصوصا أنه بدأ ممارستها من سن مبكرة كما يفعل كل السباحين”.

وأضاف رئيس الوزراء الاسترالي “سيظل الملايين من الاستراليين يتذكرون عروضه الفردية الرائعة”

العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً