العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

الجمل

يبلغ ارتفاع الجمل عند الكتف ما بين 1,8م ومترين. ويتراوح وزنه بين 250 و680كجم. ويبلغ طول ذيله نحو 50سم. وتظهر الجمال بحجم أكبر من حجمها الحقيقي بسبب وبرها السميك ذي اللون البني المتدرج من اللون الأبيض تقريبًا إلى الأسود. ويلاحظ أن وبر الجمل العربي قصير، ويساعده هذا على وقاية جسمه من الحرارة. أما وبر الجمل ذي السنامين فهو طويل، وقد يصل طوله إلى نحو 25سم وذلك عند رأسه وعنقه وسنامه.

تفقد كل الجمال وبرها في فصل الربيع، فتبدو نحيلة غير أنها سرعان ما تكتسي وبراً سميكًا جديدًا في فصل الخريف بعد ذلك.

رأس الجمل. للجمل عينان واسعتان على جانبي رأسه. ولكل عين رموش مقوسة تقي العينين من الرمال، وعندما تعلو الشمس فإن الجفون الكثيفة الشعر تقي العيون من شمس الصحراء ولا تسمح بدخول ضوء زائد عن الحد. وهناك بعض الغدد التي تزود العيون بكميات كبيرة من الدموع لتبقي عليها رطبة. وفي موضع خلفي عند منتهى الرأس، نجد آذان الجمل القصيرة المستديرة يغطيها شعر يصل إلى داخلها ويساعد الجمل على وقاية أذنيه من رمال الصحراء وغبارها. وللجمل حاسة سمع قوية، ولكنه كالحمار كثيرًا ما يتجاهل الأوامر التي تلقى عليه.

وللجمل فم كبير و34 سنًا قوية حادة. وباستطاعته استعمال هذه الأسنان كسلاح. وبإمكان صاحب الجمل أن يغطي فم الحيوان بكمامة ليمنعه من العض، غير أن الجمل الذي يستخدم في الأشغال المختلفة لا يمكن أن يُلبس مكبحًا كما يُفْعَلُ مع الحصان؛ لأن فم الجمل يجب أن يبقى بدون أي نوع من القيود حتى يتمكن من الاجترار. ولذلك فإن الناس يربطونه بحبل في خطمه (أنفه) وذلك لاقتياده بدلاً من اللجام.

سنام الجمل. يتكون سنام الجمل في معظمه من الشحم. وهناك ألياف قوية تحفظ الشحم وتكوِّن السنام في ظهر الجمل. وقد يصل وزن سنام الجمل الممتلئ صحة والذي أحسنت تغذيته أكثر من 35كجم.

ومعظم الحيوانات تختزن الشحم في أجسامها، ولكن الجمال وحدها التي تختزن معظم شحمها في سنامها. وإذا عز الحصول علي طعام فإن الشحم الذي في السنام يزود الجمل بالطاقة التي قد يحتاج إليها. وإذا مرّ الجمل بفترة جوع فإن حجم سنامه يتقلص، بل قد ينزلق هذا السنام من ظهر الجمل، ويتدلى على أحد جنبيه. ولكن بعد أن يأخذ قسطًا من الراحة، ويتناول طعامًا كافيًا لمدة أسابيع؛ فإن هذا السنام يشتد وينتصب، ويقف بثبات على ظهر الجمل الذي يبدو بدينًا مرة أخرى.

الأرجل والأقدام. للجمل أرجل طويلة قوية. وتساعد العضلات القوية التي في الجزء العلوي من أرجل الجمل على حمل الأثقال لمسافات طويلة. ويستطيع الجمل أن يحمل ما يصل إلى 450كجم، ولكن الحمل المعتاد يبلغ نحو 150كجم. وعندما تستخدم الجمال في بعض الأشغال فإنها تقطع عادة نحو 40كم في اليوم بسرعة 5كم في الساعة.

والجمال عادة تسير، وخصوصا في الطقس الحار. ولكن إذا أجبرت على الإسراع فإنها إما أن تعدو أو تَخدُ. والوخد هو سرعة متوسطة ترتفع فيها الرجلان اللتان عل جانب واحد وتطآن الأرض في نفس الوقت. هذا العمل الذي تقوم به الأرجل يحدث تأرجحًا، وحركة تدفع بالراكب إلى الأمام وإلى الخلف. ويحدث لبعض راكبي الجمال دوار كدوار البحر. ويلقب الجمل سفينة الصحراء.

أما المواطن الجلدية القوية من الجسم التي على أرجل الجمل، فإنها بمثابة الوسادات التي تساعد الجمل عندما ينيخ. ويثني الجمل رجليه الأماميتين ثم ينزل على ركبتيه، ثم يثني رجليه الخلفيتين ويهبط إلى الأرض. وعند الوقوف يقيم رجليه الخلفيتين ثم ينتفض إلى أعلى برجليه الأماميتين. ويمكن للجمل أن يبرك وأن ينهض مرة أخرى وهو يحمل حملاً ثقيلاً على ظهره.

وللجمل إصبعان في كل قدم. وهناك حافر يشبه ظفر إصبع القدم ينمو في كل إصبع. وتسير الأبقار والجياد وغيرها من الحيوانات على حوافرها، ولكن الجمال تسير على أخفافها العريضة التي تصل بين إصبعيها الطويلتين. ويمتد خف ا لجمل عندما يطأ الأرض، وتتسع دائرته. وتساعد الأخفاف الجمل على تثبيت أقدامه في الرمال كما تفعل أحذية الجليد التي تساعد في تثبيت أقدام صاحبها. وعندما يسير الجمل أو يعدو لا تكاد أخفافه تحدث صوتًا.

حياة الجمل

تلد الناقة حوارا واحدًا بعد فترة حمل قد تصل إلى 13 شهرًا. وتُفتح أعين الحُوار، وقد غُطِّي جسمه بوبر كثيف. ويستطيع الحوار أن يجري على قدميه بعد سويعات من ولادته. كما أنه يستطيع نداء أمه بصوت قريب من صوت الحملان. ويعيش الحوار الصغير مع أمه لعدة سنوات ما لم يتم فصله عنها. فإذا فصل عن أمه فهو فصيل.

يُسمّى الصغير قَـعُودًا فإذا بلغ السادسة من عمره فهو جَمَل. وعندما يبلغ سنة من العمر يبدأ صاحبه في تعليمه كيف يستجيب لأوامره حين يريده أن يبرك أو ينهض. وفي هذه السن أيضًا يُعَوَّد القَعود على حمل السرج أو بعض الأحمال الخفيفة. ويزداد حجم هذه الأحمال ووزنها تدريجيًا كلما كبر القعود. وعندما يبلغ الجمل الخامسة من عمره يستطيع أن يحمل كامل الحمولة التي تطلب منه عند اكتمال نموه.

الغذاء

تستطيع الجمال العيش لأيام وربما لأسابيع بقليل من الطعام والماء أو بلا شيء على الإطلاق. ويطعم سكان الصحاري جمالهم التمر والحشائش والحبوب مثل القمح والذرة والشعير. وفي حدائق الحيوان تعطى الجمال الكلأ والحبوب الجافة بمعدل 3,5 كجم من كل نوع في اليوم. وعندما يسافر الجمل عبر الصحاري، يصعب الحصول على الطعام، وعندها عليه أن يعيش على ورق الشجر الجاف والبذور وأي نبات صحراوي يجده أمامه. وباستطاعة الجمل أن يأكل الأغصان ذات الشوك دون أن تضرَّ بفمه، لأن بطانة فمه قوية إلى درجة أن الأشواك الحادة لا تستطيع اختراقها. وإذا أصبح الطعام نادرًا فبإمكان الجمل حينئذ أن يأكل أي شيء مثل العظام والسمك واللحم والجلد، حتى خيمة صاحبه.

لا يمضغ الجمل طعامه جيدًا قبل ابتلاعه إذ إن لمعدته ثلاثة أقسام يخزن في أحدها الأطعمة التي لم تمضغ جيدًا، ويعاد هذا النوع من الطعام غير المهضوم فيما بعد للفم في شكل كرات، ثم يبدأ الجمل في مضغها وبلعها، ثم تذهب إلى بقية أقسام المعدة حتى تهضم تمامًا. وتُسمّى الحيوانات التي تتغذى بهذه الطريقة: مثل الغزلان والبقر والجمال وغيرها بالحيوانات المجترة.

الشرب. للجمل قدرة على العيش بدون ماء لمدة أيام بل شهور. وتختلف كمية المياه التي يشربها الجمل باختلاف فصول السنة والطقس. فالجمال تحتاج إلى ماء أقل في الشتاء حيث يكون الجو باردًا، والنباتات التي يقتاتها تحتوي على ماء أكثر من النباتات الصيفيّة. وتستطيع الجمال التي ترعى في الصحاري أن تقضي الشتاء كله دون أن تشرب ماءً. وقد ترفضه إذا قدّم لها. غير أن الجمل يستطيع أن يشرب ما يبلغ مقداره نحو 200 لتر، وهذه الكمية لا تخزن في جسم الجمل ولكنها تحل محل الماء الذي سبق أن فقده الجسم.

يحتاج الجمل إلى ماء قليل كل يوم إذ إنه يجد الماء في بعض طعامه الرطب. كذلك فإنه يحتفظ بمعظم كميات المياه في جسمه، والجمل يختلف عن كثير من الحيوانات الأخرى في أن هذه الحيوانات تعرق عندما ترتفع درجة حرارة الجو، ويتبخر ذلك العرق ويجعل جلدها باردًا. بيد أن الجمال لا تعرق كثيرًا ولذلك فإن درجة حرارة جسمها ترتفع إلى ما يقرب من نحو 6 درجات مئوية أثناء حرارة النهار، ثم تبرد ليلاً. وارتفاع درجة حرارة الإنسان درجة مئوية واحدة أو اثنتين دليل على مرضه.

وفي الأيام الشديدة الحرارة، فإن الجمل يعمل على تخفيف حرارة جسمه بقدر الإمكان، بالخلود إلى الراحة بدلاً من اللجوء إلى الطعام. وقد يرقد في مكان ظليل أو يواجه أشعة الشمس بوجهه حتى لا يتعرض سوى جزء يسير من جسمه لحرارة الشمس وأشعتها. وقد تطرد مجموعة من الجمال الحرارة بأن يضغط بعضها بعضًا لأن درجة حرارة أجسام الجمال تكون أقل من درجة حرارة الجو

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً