أكد رواد الأعمال في الشرق الأوسط المشاركون في أعمال منتدى القادة في دبي الذي بدأ فعالياته أمس بمركز دبي العالمي للمؤتمرات على أن منطقة الشرق الأوسط ما زالت زاخرة بفرص الأعمال، وأنها استطاعت الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة مقارنة بالأسواق الإقليمية النامية الأخرى، لافتين إلى توجه جديد بدأت تظهر بوادره على الشركات العائلية التي باتت أكثر انفتاحاً على مسألة طرح حصص كبيرة من أسهمها للاكتتابات العامة، بل وترحيبها بالتخلي عن إدارة الشركات التي تملكها لصالح مجالس إدارات تكنوقراطية أكثر كفاءة.
وأوضح رواد الأعمال خلال مناقشات على هامش منتدى القادة أن الشركات الخليجية استطاعت الحفاظ على ميزاتها التنافسية مقابل المنافسة الشرسة من قبل الشركات العالمية لأنها تمتلك ما لا تمتلكه الأخيرة وهو المعرفة الكاملة بالثقافة المحلية وقدراتها غير المحدودة في التواصل مع العملاء، إضافة إلى السرعة في اتخاذ القرارات الخاصة بالأعمال.
وتطرقت مناقشات الرواد إلى ما يتطلبه الأمر من اجل تحقيق النجاح في عالم الأعمال شديد التنافسية، وقدرة رواد الأعمال العرب على تحقيق التميز، وأكد الرواد في هذا الصدد على أن العالم فتح أسواقه منذ وقت طويل للأفكار والمشروعات البناءة ولا يعترف سوى بالكفاءات والقيمة المضافة التي يمكن أن يحققها أي مشروع بغض النظر عن الحدود الجغرافية أو الثقافية.
وقال الشريك المدير في اثمار كابيتال فيصل بلهول إن شركته ركزت في استثماراتها في البداية على القطاع الصحي والتعليمي وقطاع الخدمات الهندسية، وهي قطاعات واعدة وتحقق عوائد جيدة، مؤكدا أن جميع استثمارات اثمار مرتبطة بشكل أو بآخر بمنطقة الخليج، فإذا لم تكن الشركة عاملة هنا في المنطقة فلابد أن تكون منطلقة أو مستهدفة للأسواق الخليجية، لافتاً في هذا الشأن أن اثمار استطاعت خلال الفترة الماضية تكوين شراكات استراتيجية في عدد من الأسواق العالمية.
وقال بلهول إن اثمار التي مولت شركتين حتى الآن بقيمة 250 مليون دولار إحداهما تعمل في قطاع النفط والغاز في المنطقة فيما الأخرى في الولايات المتحدة وتعمل في قطاعات مرتبطة بمنطقة الخليج.
وتسعى في خطتها التمويلية الأولى إلى طرح أسهم هذه الشركات للاكتتاب العام بعد أن حققت نتائج طيبة، مشيراً إلى أن لدى الشركة خططاً واضحة للدخول في ما بين مشروعين أو أربعة مشروعات فقط خلال العام المقبل.
وعما إذا كان لدى شركته خطط للاستثمار في أسواق الأسهم المحلية قال إن الاستثمار في الأسهم يحتاج إلى معرفة عميقة بالأسواق وبأداء الشركات فيها والمتابعة المستمرة قبل اتخاذ مثل هذا القرار.
وأشار إلى أن بيئة الأعمال الحالية في الخليج تبحث عن من يمتلك مواصفات الرواد أو قادة الأعمال إذ إن القدرة على الإبداع من أهم المتطلبات إضافة إلى القدرة على استخلاص فرص الأعمال.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة ريجنسي القطرية إبراهيم الاصمخ إن مجموعته تخطط لطرح 80 في المئة من أسهم المجموعة للاكتتاب العام بعد الانتهاء من الإجراءات التنظيمية لذلك والحصول على الموافقة الحكومية وتقييم قيمة الشركة التي تصل حالياً إلى 2.5 مليار ريال قطري ويتوقع انجاز ذلك في نهاية العام 2007، مبدياً ارتياحه لنقل الإدارة في الشركة إلى متخصصين لأن كل الشركات تحتاج إلى دم جديد بين الحين والآخر.
وقال إن من بين أهم معوقات تحقيق معدلات أكبر للنمو في دول الخليج العربي افتقار بيئة الأعمال إلى أسس حوكمة الشركات والشفافية والإفصاح، مشيراً إلى أن المنطقة مازالت أمامها الكثير لتفعله في سبيل تدعيم مبادئ الحوكمة، وقال إن الهزات العنيفة التي تتعرض لها أسواق المال الخليجية تعود في جانب منها إلى الغموض وعدم توافر المعلومات والبيانات المطلوبة لاتخاذ القرارات الصحيحة، أضف إلى ذلك أن معظم المضاربات في الأسواق المالية المحلية يقوم بها غالباً أفراد يسعون إلى الثراء السريع فيما يندر وجود المؤسسات المستثمرة في أسواق الأسهم.
وعما إذا كانت لدى شركته خطط للطرح العام قال إن ذلك وارد ولكن لم يحدد جدول زمني له بعد. وأضاف أن مجموعته تخطط خلال السنوات الخمس المقبلة لإنشاء 50 فندقاً فئة ثلاث نجوم والتي تحمل العلامة التجارية «اوريكس» منها 12 فندقاً داخل دولة الإمارات باستثمارات قدرها 60 مليون دولار
إضافة إلى خطط التوسع لنشاطات المجموعة الأخرى في أسواق مختلفة في دول الخليج وآسيا والشرق الأوسط.
وقال إن ريجنسي بدأت بثلاثة موظفين وبرأس مال قدره 200 ألف ريال قطري العام 1989، وهي الآن بحجم 2.5 مليار ريال قطري.
وعن مدى ارتباط نجاح رواد الأعمال في الخليج بنفوذ عائلاتهم وثروتها، قال إن النفوذ والثروة يساعدان بالتأكيد ولكنهما يقفان في بعض الأحيان عقبة في الطريق، مشيراً الى أن «هذا المفهوم طالته تغييرات كثيرة في الفترة الأخيرة وأصبحنا نرى رواد أعمال يبدأون من البداية القصوى ويحققون نجاحات مشهودة في الخليج».
أما الرئيس التنفيذي لشركة بيت الاستثمار العالمي جلوبال مها غنيم فأكدت أن منطقة الخليج مازالت زاخرة بفرص الأعمال على رغم ما قد يبدو من تباطؤ في معدلات النمو في بعض دول المنطقة وهو التباطؤ الذي عدته طبيعياً بعد معدلات نمو كبيرة في الفترة الماضية. مضيفة أن بيت التمويل الخليجي، إضافة إلى إسهاماته المتعددة في الأسواق المحلية بات يلعب دورا متناميا في عدد من الأسواق الخارجية.
وردّاً على سؤال بشأن ظروف اختيارها للعمل المصرفي قالت إن دخول القطاع المصرفي كان بالنسبة إليها رغبة ملحة وأنه لم يأت مصادفة وخصوصا أن دراستها التخصصية كانت في المحاسبة، لافتة إلى أن السيدات في منطقة الخليج أصبحن مؤهلات لتولى مناصب قيادية في القطاعات الإنتاجية أو الخدمية المختلفة، غير أن هذه المرأة تطالب في لحظة من اللحظات بالاختيار بين الزواج والمنزل وتكوين الأسرة أو العمل، وغالباً ما يكسب الزوج والمنزل.
وقالت إنها تنوي مواصلة مهنتها التي تحبها والتي برعت فيها ولا تريد استبدالها بمهنة أخرى حتى ولو تم اختيارها للوزارة.
وتعد مها الغنيم من أوائل السيدات الكويتيات اللواتي احترفن الاستثمار وإدارة الأصول، ومن أوائل من تقلدن مناصب قيادية في هذا المجال وفي شركات استثمارية كبرى، وتسعى لانتهاز الفرص الاستثمارية ولكن دونما اندفاع، بل بابتكار وانضباط ووفق استراتيجية واضحة تنتهجها «جلوبل».
ويعود سر نجاح مها الغنيم إلى عوامل عدة منها - كما تقول - التزامها التام بالعمل وفق القواعد والأسس المتبعة عالمياً، أما العامل الآخر والمهم أيضاً فهو العمل كفريق متكامل مع الإدارة التنفيذية في جلوبل والذين عملت معهم لسنوات عدة.
وعلى صعيد «جلوبل» فإن رؤيتها تعتمد على ان تكون الشركة الاستثمارية المفضلة في منطقة الشرق الأوسط، وتؤمن جلوبل أن هذه الرؤية ليست بعيدة المنال إذ استطاع القائمون على الشركة في وقت قصير جداً أن يميزوا أنفسهم من خلال ما يقدمونه من خدمات استثمارية على مستوى منطقة الخليج. وبما أن مها الغنيم سيدة عاملة وناجحة في مجالها فإنها حتماً لا ترى أي فرق بين المرأة والرجل في مجال العمل، فالنجاح يعتمد على شخصية وخبرة الشخص سواء كان رجلاً أم امرأة.
ومن نجاحات السيدة الغنيم أن شركة «جلوبل» تدير نحو 1.16 مليار دينار كويتي على هيئة صناديق يصل عددها إلى نحو 20 صندوقاً. حققت جميعها أرباحاً جيدة، وتمارس نشاطها في الأسواق الخليجية والأسواق العالمية?
العدد 1545 - الثلثاء 28 نوفمبر 2006م الموافق 07 ذي القعدة 1427هـ