العدد 3859 - الأحد 31 مارس 2013م الموافق 19 جمادى الأولى 1434هـ

عمالقة الأدوية تخسر قضاياها في "صيدلية العالم"

تحارب الشركات العملاقة العالمية للأدوية دفاعا عن اختراعاتها أمام المحاكم الهندية في معركة يمكن أن تتسبب في خفض المعروض من الأدوية رخيصة الثمن والأدوية الضرورية لملايين الفقراء والتأثير على سمعة الهند باعتبارها "صيدلة العالم".

لكن حكم المحكمة العليا اليوم الاثنين (1 أبريل/ نيسان 2013) الذي أنكر على شركة نوفارتس السويسرية للأدوية الحق في براءة اختراع لعقارها "جليفيك" المضاد لمرض الدم اللوكيميا لاقى فرحة غامرة بين جماعات المرضى والناشطين في مجال الصحة الذين اعتبروا الحكم أكبر انتكاسة تتلقاها الشركات الكبرى في الآونة الأخيرة.

وتعاني شركات باير الألمانية وروش هولدنج السويسرية وفايزر الألمانية من سلسلة من الهزائم القانونية التي إما أزالت مفعول براءات اختراع أو سمحت لشركات الأدوية المحلية ببيع نسخ أصلية أرخص لأدوية باهظة الثمن.

وتريد الشركات متعددة الجنسيات دخول سوق الأدوية في الهند التي تبلغ قيمتها 13 مليار دولار، لكنها تصاب بالحزن جراء الأحكام القضائية التي تقوض قدرتها في بيع أدويتها المحمية ببراءات اختراع.

من ناحية أخرى، تعرض شركات الأدوية المحلية عددا كبيرا من نسخ الأدوية الأصلية الرخيصة في الهند والخارج لتلحق أضرارا بأرباح شركات الأدوية الكبرى.

ويعزو ظهور الهند كلاعب عالمي رئيسي في صناعة الدواء إلى نظامها لبراءات الاختراع المطبق منذ عام 1970 الذي ينص على تصنيع الأدوية التي لم تعد تشملها براءات اختراع.

وبفضل العمالة الكثيرة متدنية الأجر وانخفاض تكاليف الإنتاج، أصبحت صناعة الأدوية الأصلية المحلية تبيع أدوية بأسعار أرخص بأكثر من 90% من نظيراتها التي تنتجها الشركات الأجنبية.

وقال شينو سرينيفاسان الشريك المؤسس لمنظمة "لوكوست" وهي منظمة تقوم بتصنيع وتوزيع الأدوية الأصلية إلى الفقراء في أنحاء الهند إن "السنوات في الفترة بين عامي 1970 و2005 أدت إلى انفجار في صناعة الأدوية في الهند مع تصنيع أرباب العمال والصناعة بالقطاع الخاص تركيبات ومكونات صيدلانية فعالة بأسعار أرخص... والازدهار يستمر".

وفي عام 2005، غيرت البلاد قانونها للبراءات كي يتوافق مع اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن حقوق الملكية الفكرية وبدأت في منح براءات على الأدوية.

وتصنف صناعة الأدوية الهندية الآن بأنها الثالثة عالميا من حيث حجم المبيعات وتورد نحو 10% من الإنتاج العالمي الإجمالي والذي يشكل أيضا نحو 20% من الأدوية الأصلية على مستوى العالم.

وتصل قيمة مبيعاتها السنوية الآن 11 مليار دولار، لكن من المتوقع أن يزداد الرقم إلى 74 مليار دولار بحلول عام 2020 وفقا لتقرير "برايس ووتش هاوس كوبرز".

وعلى الرغم من أن التوقعات ما زالت مشجعة ، يتجه الصراع بين شركات الأدوية الأجنبية والمحلية نحو التصعيد.

وقالت صحيفة تايمز أوف إنديا أن "حرب براءاتهم" التي كانت مقصورة بالأساس في وقت من الأوقات على أدوية ضرورية بدأت تنتشر الآن إلى أدوية علاج أمراض مزمنة مثل السكري.

وتعتزم شركة جلينمارك جينيريكس طرح نسخ رخيصة الثمن من عقار شركة ميركيس آند كو وهو جانوفيا لعلاج السكري.

وبدأت أيضا شركات الأدوية العملاقة في الاندماج في الهند من خلال شراء الشركات وهي تطورات تصيب الصناعة المحلية بالقلق.

كما أنها تتابع عن كثب نتائج المفاوضات بين الهند والاتحاد الأوروبي إذ أن حقوق الملكية الفكرية عقبة رئيسية في طريق التوصل لاتفاقية لتحرير التجارة بين الجانبين.

وقال سرينيفاسان إننا "نشهد حربا اقتصادية بعيدة المدى .. الشركات الغربية لا تريد صناعات دوائية أن تزدهر في الهند أو الصين. الأمر يتعلق كله بالأسواق والأرباح".

ويقع في قلب النزاع الطويل المبادلة بين مستلزمات الصحة العامة والقدرة على شراء أدوية ضرورية مقابل أعمال البحث والابتكار.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة "نوفارتس الهند" رانجيت شاهاني إن الشركة ستستمر في التقدم بطلبات للحصول على براءات اختراع والاستثمار "بحذر" في الهند.

وقال إننا "نأمل أن يتحسن النظام البيئي للملكية الفكرية في الهند".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً