بدأ نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم يحصي خسائره أمس (الأربعاء) بعد تعادله 2/2 مع مضيفه الفرنسي باريس سان جيرمان في ذهاب دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا مساء أمس الأول (الثلثاء) والذي جاء بطعم «العسل المر».

فقد وضع هذا التعادل برشلونة في موقف جيد للتأهل إلى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال للمرة السادسة على التوالي. ولكن الطريقة التي تعادل بها باريس سان جيرمان في اللحظات الأخيرة من المباراة ، إذ سجل صاحب الأرض هدفين في آخر 10 دقائق من اللقاء، أثار العديد من التساؤلات حول مشاكل برشلونة الدفاعية والتي ظهرت بوضوح منذ بداية الموسم. وقالت محطة «راك - 1» الإذاعية الكاتالونية معلقة على تعادل الثلثاء: «يواجه الفريق العديد من الأهداف الحاسمة في نهاية المباريات. فقد حدث الأمر نفسه في سلتا فيغو يوم السبت (في مباراة أخرى انتهت بالتعادل 2/2)، يبدو أن الدفاع يفقد تركيزه في الدقائق الأخيرة من المباريات».

ولكن ما أثار القلق أمس أكثر من هدفي باريس سان جيرمان المتأخرين هي الإصابات التي شهدتها مباراة الثلثاء في صفوف برشلونة. إذ يبتعد أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن الملاعب لمدة 10 أيام تقريبا بعد إصابته بتهتك في العضلة ذات الرأسين بفخذه الأيمن بعد تسجيله الهدف الافتتاحي في باريس مباشرة. أما المدافع الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو فيبتعد عن صفوف برشلونة لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعد إصابته بالتواء شديد في أربطة ركبته اليمنى خلال اصطدامه بزميله جوردي ألبا.

وقال مساعد مدرب برشلونة جوردي رورا: «إنها نتيجة غير وافية كما أن الثمن كان باهظا. فقد خسرنا ميسي وماسكيرانو، وهذا بالإضافة إلى بعض القرارات التحكيمية الغريبة يجعلنا نشعر بالحزن». وأضاف رورا متطلعا لمباراة العودة التي ستقام الأربعاء المقبل الموافق العاشر من أبريل/ نيسان: «لو غاب ميسي وماسكيرانو عن الفريق، فعلينا الاستفادة من واقع أننا نمتلك فريقا كبيرا». وتابع رورا «لاشك في أننا سنفتقد ميسي لأنه أفضل لاعب في العالم، ولكننا سنحاول حسم هذه المواجهة لمصلحتنا عن طريق لاعبين آخرين».

وصدرت صحيفة «إل بيريوديكو» الكاتالونية أمس (الأربعاء) تحت عنوان «التعادل المر» فيما اختارت صحيفة «لا فانجوارديا» تعليق: «نتيجة جيدة بثمن باهظ» عنوانا لها. ومشكلة برشلونة مع الإصابات تكمن في خط دفاعه مع استمرار غياب لاعب قلب الدفاع المخضرم كارلوس بويول لشهر آخر وغياب أدريانو لأسبوعين آخرين تقريبا. وسيكون على مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا، الذي عاد لقيادة الفريق أمس الأول بعد ابتعاد دام لشهرين لتلقيه العلاج من سرطان الحلق، أن يختار بين أليكس سونغ ومارك بارترا لمصاحبة جيرارد بيكيه في قلب الدفاع خلال مباراة العودة. وتلقى فيلانوفا أنباء جيدة بعودة المهاجم الفرنسي المخضرم إريك أبيدال إلى الملاعب أخيرا بعد ابتعاد دام لمدة عام عقب إجرائه عملية جراحية لزراعة كبد. ولكن على الجانب الآخر، لن يتماثل الجناح بيدرو للشفاء قبل 10 أيام تقريبا.

وغادر غالبية لاعبي برشلونة باريس وهم ناقمون على حكم المباراة الألماني فولفجانج شتارك، خصوصا لتغاضيه عن وجود المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في وضع التسلل قبل تسجيله هدف التعادل الأول لباريس سان جيرمان أمس الأول. وقال لاعب خط وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس: «لم يكن (الحكم) سعيدا حتى أدركوا التعادل. لقد جاء هدفهم الأول من وضع تسلل واضح تماما». بينما قال صانع الألعاب المخضرم زافي الذي سجل هدف برشلونة الثاني من ضربة جزاء: «لاشك في أننا مستاؤون كثيرا، فقد كان من المفروض أن نفوز بعد كل هذا الجهد الذي بذلناه. كان الفوز 2/1 سيصبح نتيجة عادلة أكثر لأننا كنا متفوقين ومسيطرين على المباراة».