قال مسؤول أمريكي رفيع إنه لم يحدث "انهيار" في المفاوضات النووية مع إيران وإن القوى الكبرى التي تضغط على ايران لكبح برنامجها النووي تنوي مواصلة العمل عبر القنوات الدبلوماسية وذلك رغم أن القوى العالمية وإيران أخفقت في إنهاء الأزمة النووية خلال المحادثات.
ولم يتم الاتفاق على موعد جديد لاستئناف المحادثات لكن مفاوضي القوى الكبرى الذين كانوا يصرون في وقت سابق من العام على أن الوقت ينفد بذلوا جهدا للتأكيد على أن العملية الدبلوماسية ستستمر.
وتتهم بعض الدول إيران بأنها تسعى سرا إلى الحصول على سبل إنتاج أسلحة نووية. وتعتبر اسرائيل - التي يعتقد أنها تحتفظ بالترسانة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط - برنامج إيران النووي خطرا محتملا على وجودها.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه في ختام المحادثات "لم يتم إحراز تقدم ملموس لكن ايضا لم يحدث انهيار (للمفاوضات)".
ورجح المسؤول ألا تغير الدول الست - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا - من موقفها في المفاوضات في الوقت الحالي والذي تعتبره "عادلا ومتوازنا".
ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران في يونيو حزيران كان احتمال تحقيق انفراجة خلال الاجتماع الذي استغرق يومين في الما اتا محدودا.
وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وكبيرة مفاوضي القوى العالمية إن المباحثات المطولة لم تجسر هوة الخلافات بين الجانبين.
وقالت آشتون في مؤتمر صحفي "أصبح من الواضح أن موقف كل منا لا يزال بعيدا جدا عن الآخر." وتمثل آشتون القوى الست في المحادثات مع إيران.
وخلال الاجتماع كانت القوى العالمية تطلب من إيران تعليق أكثر أنشطتها النووية حساسية وهو تخصيب اليورانيوم مقابل إعفاء بسيط من العقوبات الدولية وهو ما لم تقبله إيران. وقال دبلوماسي غربي "أشار الإيرانيون إلى استعدادهم لاتخاذ بعض الخطوات لكنها كانت محدودة جدا."
وتقول إيران إن الأنشطة النووية سلمية تماما وإن الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة هي التي تهدد السلام.
كما أقر سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين بوجود فجوة في مواقف كل من الجانبين. وقال في مؤتمر صحفي آخر في إشارة إلى اقتراحات طهران "طرحنا خطتنا للعمل ولم يكن الطرف الآخر مستعدا وطلب بعض الوقت لبحث الفكرة."
وتقول إيران إنها لا تخصب اليورانيوم الا لتشغيل شبكة من منشآت الطاقة النووية وللأغراض الطبية.
ويقول بعض الدبلوماسيين والخبراء إن الانتخابات الرئاسية في إيران تزيد من حالة عدم وضوح الرؤية لدى الغرب فيما يتعلق باستراتيجية طهران بخصوص الدبلوماسية النووية. ولم يستبعد المسؤول الأمريكي إجراء محادثات جديدة قبل الانتخابات.
لكن يتعين أولا على القوى الكبرى أن تحدد الخطوات التي تتخذ لتنشيط الجهود الدبلوماسية.
ومن بين الخيارات المرجحة تشديد العقوبات الاقتصادية التي تستهدف الآن قطاع النفط الحيوي في إيران وكذلك القطاع المصرفي. وقال المسؤول "علينا أن نفهم ونستوعب ما سمعناه... ثم نحدد ما هي أفضل الخطوات في المرحلة القادمة."
ودعا يوفال شتاينتز وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي إلى تحديد مهلة لإيران تقدر بالأسابيع يتم بعدها اتخاذ إجراء عسكري ضدها لحثها على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم بعد المحادثات التي انتهت أمس السبت دون احراز تقدم.