جزر أمواج - علي الفردان

ذكر سفير البوسنة والهرسك للإمارات والبحرين والمقيم في أبوظبي، ألكسندر دراغيتشيفيتش أن بلاده تعمل على إرسال وفد تجاري رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء لبحث تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، في الوقت الذي تعمل فيه الدولة التي خرجت من حرب أهلية طاحنة قبل أكثر من عشرة أعوام على استقطاب رؤوس الأموال الخليجية.

وأضاف السفير أن الوفد المقترح، الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية جمهورية البوسنة والهرسك زلاتكو لاغومدجيا، يضم نحو 100 من أصحاب الأعمال والشخصيات من القطاعين الخاص والعام في القطاع.

وأشار الدبلوماسي البوسني، خلال حفل استقبال أقامه المدير العام لمجموعة «بروتون» (PORTON) البحرينية عمران الموسوي مساء أمس الأول (السبت)، إلى أن وفداً تجارياً كان زار أبوظبي في مارس/آذار الماضي ووصف الزيارة بأنها كانت بناءه.

وتبلغ الجالية البوسنية في دول الخليج بضعة آلاف كما أن آلافاً من البوسنيين يعملون في القوات الأميركية، ولا توجد خطوط مباشرة بين الخليج والبوسنة التي يستغرق الوصول لها من البحرين نحو أربع ساعات ونصف عن طريق تركيا.

وقال السفير البوسني الذي قدّم وعوداً إلى عدد من أصحاب الأعمال وشخصيات بارزه في القطاع الخاص حضرت حفل الاستقبال، إن بلاده ستعمل على تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول وتقليص مدة الحصول عليها إلى يومين فقط، في الوقت الذي تستقبل فيه الدولة ذات الغالبية المسلمة أفواجاً غفيرة من السياح من دول مجلس التعاون الخليجي؛ إذ تعد الأسعار مقبولة نسبياً قياساً إلى الدول الأوروبية.

وشرح السفير البوسني أن بلاده، التي يربو عدد سكانها على الأربعة ملايين، تقدم حوافز مغرية للمستثمرين ومنها فرص التملك الحر وتأسيس الشركات دون الحاجة إلى شريك كما أن هناك فرصاً متاحة للاستثمار في مختلف المجالات، مبرزاً الموقع الحيوي للبوسنة والهرسك الوسطي في أوروبا، فسكان أوروبا الغربية ينظرون إليها على أنها شرقية في حين ينظر سكان شرق أوروبا على أنها غربية.

من جانبه ذكر المدير العام لمجموعة «بروتون» عمران الموسوي، أن أسواق البوسنة والهرسك الاستثمارية تعتبر «بكراً» نسبياً فالكثير من القطاعات لاتزال تنتظر رؤوس الأموال لذلك فهناك أرضية خصبة للاستثمار.

ولاحظ الموسوي أن الخليجين اكتشفوا البوسنة والهرسك كدولة سياحية، لافتاً إلى أن الاستثمار ليس بالضرورة استثماراً مؤسسياً لكن الأفراد بمقدورهم الدخول في فرص استثمار مثل العقارات فالأسعار مقبولة جداً وفي المتناول.

في حين أشار الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار الدولي، ومقره المنامة، عابد الزيرة إلى أن بنك الاستثمار الدولي قد استحوذ مباشرة في أغسطس/آب 2009 على حصة تبلغ نسبتها نحو 28 في المئة من أسهم مشروع «سراييفو سيتي سنتر» بالتعاون مع مؤسسة الشدي السعودية.

وقال الزيرة: «المشروع في مراحله النهائية المشروع عبارة عن أربعة أدوار فوق الأرضي وأربعة تحت الأرضي وبرجين من 18 طابقاً عبارة عن فندق خمس نجوم والبرج الثاني للمكاتب، ونأمل نهاية العام الجاري أن نفتتح مركز التسوق والعام المقبل نبدأ في إنهاء برجي الفندق والمكاتب».

ويقع مشروع «سراييفو سيتي سنتر»، الذي يشيّد على مساحة 105.410 أمتار مربعة في موقع مهم بمنطقة ماريجين دفور بالعاصمة البوسنية، بجوار مباني الدوائر الحكومية والبرلمان المطل على نهر سراييفو. وسيصبح المركز عند اكتماله أحد أشهر وأكبر المباني التجارية في جمهورية البوسنة والهرسك ودول البلقان، كما أن من المتوقع أن يكون له الإسهام الكبير في سوق المتاجر الراقية والفنادق ومساحات المكاتب المطلوبة في سراييفو. وتقدر قيمة المشروع بنحو 130 مليون يورو وقد تم قطع شوط كبير في إنجازه.

من جانبه أوضح عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المعارض والمؤتمرات في الغرفة كاظم السعيد أن اصحاب أعمال بصدد المشاركة في معرض سيقام في البوسنة والهرسك من أجل تعزيز العلاقات التجارية وبحث آفاق الاستثمار.

أما رئيس مجلس إدارة مركز الخليج العربي البوسنة والهرسك رياض يوسف، فأشار إلى أن مكتبه الذي تأسس قبل نحو 6 شهور في المنامة يعمل على تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي والبوسنة و الهرسك.

وأشار إلى أن فرص التبادل بين دول الخليج والبوسنة والهرسك لا تقتصر على مجال الاستثمارات فقط، بل تتعلق بالسياحة والعلاج والتعليم؛ إذ إن مكتبه يعمل على تقديم الاستشارات للأفراد وتقديم المعلومات المطلوبة.

وقال يوسف، إن المركز يعمل حالياً على تسويق مشروعات عقارية في البوسنة والهرسك في البحرين والمنطقة، وإنه سيتم عرض هذه المشروعات في معرض عقاري سيقام في المنامة، لافتاً إلى أن الأسعار هناك تعتبر مغرية وفي المتناول فالمكتب ينوي عرض عقارات عبارة عن شقق بأسعار تبدأ من 10 آلاف دينار ومنازل تبدأ أسعارها من 35 ألف دينار.

من جانبه استعرض البوسني عامر فتيك والذي يدير معهد كليفلاند للتدريب الأمني أبرز ملامح البوسنة والهرسك وأجاب على استفسارات الحضور، وقال فتيك إنه قبل أعوام استطاع تدشين طيران مباشر إلى البوسنة عن طريق استئجار طائرة من إحدى الشركات لكنه أشار إلى توقف هذا الخط متمنياً أن يحصل على شريك لإحياء الخط الجوي المباشر، لافتاً إلى وجود فرص تجارية جيدة وخصوصاً أن آلاف من البوسنيين ممن يعلمون في القوات الأميركية بأفغانستان ودول أخرى يحتاجون إلى خطوط نقل مباشرة.