تأهل فريق المحرق حامل اللقب لمواجهة غريمه الرفاع في المباراة النهائية لكأس الملك لكرة القدم يوم الخميس المقبل، وذلك بعد تخطيه عقبة البسيتين بهدفين نظيفين في مباراة نصف النهائي التي جمعتهما مساء أمس على استاد مدينة خليفة الرياضية. وضرب المحرق موعداً مع غريمه الرفاع في سيناريو مكرر لنهائي كأس الملك الموسم الماضي، والذي كان انتهى لصالح المحرق وهو يطمح للمحافظة على لقبه وتحقيقها للمرة السابعة عشرة وأسعد جماهيره التي حضرت وساندت وتغنت بفوز فريقها بـ «يايين يايين... يايين لكأس الملك يايين»، فضلاً عن أن المحرق واصل طريقه نحو تحقيق أول ألقابه في الموسم الكروي الحالي الذي يسعى خلاله المحرق إلى تحقيق الثلاثية، إذ بجانب كأس الملك فإنه يتصدر الدوري قبل 6 جولات من النهاية، وكذلك تنتظره مواجهة منتظرة أمام بني ياس الإماراتي الأسبوع المقبل في دور ربع نهائي بطولة الأندية الخليجية.
في المقابل، خسر فريق البسيتين وتبدد حلم فريق البسيتين مجدداً في تحقيق حلم كأس الملك للمرة الأولى في تاريخه وبات أمله الأخير هو استمرار المنافسة على صدارة الدوري الذي يحتل فيه المركز الثاني بفارق نقطتين خلف المحرق، وذلك بعدما خرج من الدور الأول لبطولة الأندية الخليجية.
ولم تظهر المباراة بالمستوى المنتظر لكن المحرق نجح بـ «شخصيته البطولية» وخبرته في المواجهات الحاسمة في تخطي عقبة البسيتين من خلال نجاحه في التعامل الواقعي مع مجريات المباراة وتمكن من التقدم بهدف صاروخي بتوقيع محترفه الليبي المتألق أحمد الصغير ثم سجل محترفه النيجيري أوتشي هدف التعزيز في الشوط الثاني، فيما لم يظهر البسيتين بالصورة المطلوبة التي تتناسب مع أهمية المباراة على رغم محاولاته في الشوط الثاني التي عجزت عن تغيير واقع خسارته.
حذر وصاروخ أحمر
ودفع مدربا الفريقين التونسي سمير شمام «المحرق» وخليفة الزياني «البسيتين» بتشكيلتين ضمتا عناصرهما الأساسية الجاهزة في ظل بعض الغيابات وخصوصاً من جانب المحرق الذي مثله الحارس سيدمحمد جعفر وفي الدفاع إبراهيم المشخص وصالح عبدالحميد ووليد الحيام وعلي غالب وفي الوسط محمود جلال وسيدضياء سعيد والليبي أحمد الصغير ومحمود عبدالرحمن «رنغو» والمهاجمان السوري محمد رضوان و النيجيري أوتشي، فيما ضمت تشكيلة البسيتين الحارس حسين حرم ورباعي الدفاع البرازيلين فابيو ولويس ومحمد صالح وراشد الحوطي وفي الوسط عبدالوهاب علي وهشام منصور وعيسى غالب والسيراليوني كامارا وثنائي الهجوم سامي الحسيني والأردني محمود زعترة.
وكما كان متوقعاً كانت الندية والحذر شعاراً لمستوى الفريقين في الشوط الأول في ظل تكافؤ القوى والقدرات الفنية، وامتزج الأداء الحذر بالمبادرات الهجومية القليلة التي ظهرت بين تارة وأخرى في ظل الصراع القوي بين الطرفين على مفاتيح اللعب وخصوصاً في وسط الملعب وكان شوطاً تكتيكياً بحتاً وشهد أفضلية نسبية للمحرق في الشوط الأول وتحديداً في النصف الأول من الشوط من حيث التنظيم والمبادرة الهجومية من خلال تحركات لاعبي وسطه بقيادة الخبير محمود جلال والليبي أحمد الصغير الذي كان أبرز لاعبي المحرق وقام بدور فعال في ضبط إيقاع اللعب بين الوسط والهجوم بجانب تحركات محمود عبدالرحمن «رنغو» في الناحية اليسرى والظهير الشاب علي غالب الذي شكل مع سيدضياء سعيد نشاطاً في الجهة اليمنى لكن الفعالية الهجومية المحرقاوية لم تفرز فعالية وخطورة مكثفة للاعتماد على المهاجم الثابت الوحيد أوتشي في ظل عدم وجود دور هجومي واضح للسوري محمد رضوان.
في المقابل، ظهر فريق البسيتين أكثر ميلاً إلى أسلوب الحذر والحرص على إغلاق اللعب وذلك ماوضح من خلال مهام وأدوار لاعبي وسطه عبدالوهاب علي والسيراليوني كامارا وهشام منصور بجانب غياب المساندة الهجومية من جانب الظهيرين راشد الحوطي ومحمد صالح الأمر الذي وضع ثنائي الهجوم سامي الحسيني والأردني محمود زعترة خارج التغطية ووقعا «تحت ظل» الدفاع المحرقاوي في غياب قلة التموين من الوسط والأطراف ما اضطرهما إلى التحرك خارج المنطقة بحثاً عن كرات.
وكانت الدقائق الأولى شهدت محاولتين خطيرتين إذ تصدى القائم لكرة مهاجم البسيتين سامي الحسيني في الدقيقة الرابعة، فيما رد المحرق في الدقيقة العاشرة عبر كرة عرضية هيأها محمود عبدالرحمن «رنغو» بأتجاه النيجيري أوتشي لكن تسديدته مرت بجوار القائم في الدقيقة العاشرة.
ووسط صراع منطقة المناورات كسر الليبي أحمد الصغير حاجز الصمت عندما فاجأ الجميع بتسديدة بعيدة المدى استقرت في الزاوية الصعبة لمرمى حارس البسيتين حسين حرم معلناً هدف التقدم في الدقيقة 20.
وظلت وتيرة المباراة على وضعها حتى بعد الهدف في ظل استمرار أداء الفريقين على رغم محاولات البسيتين في تنشيط صفوفه والخروج من إطار التحفظ والأداء الحذر، واستطاع الاستحواذ على الكرات في الربع الأخير من الشوط لكنه واجه صعوبة في بناء الهجمات والقدرة على تفعيل محاولاته في الربع الهجومي الأخير التي غالباً ما تحطمت فيها محاولات البسيتين وعدم تنويع بناء الهجمات التي جاءت أغلبها من العمق وهو ما سهل المهمة لدفاع المحرق.
محاولات بسيتينية وحسم محرقاوي
وفي الشوط الثاني تحسن الأداء العام لفريق البسيتين ونشط في وسط الملعب وكان الأكثر استحواذا على منطقة المناورات لكن ظلت المشكلة التي يعانيها الفريق في تفعيل محاولاته إذ ظل الثنائي الهجومي الحسيني وزعترة خارج التغطية وخضعا تحت الرقابة الدفاعية ولم يشكلا اي خطورة الأمر الذي دفع مدربه الوطني خليفة الزياني إلى البحث عن الحلول بالتبديلات فأشرك محمد نجيب وياسر إسماعيل في محاولة للعب بثلاثة مهاجمين لكن وضعه لم يتغير وظلت خطورته غائبة، فيما ساءت أمور الفريق أكثر بخروج أبرز عناصره أمس عيسى غالب مصاباً في آخر ربع ساعة ودخول خالد عمر مكانه، علماً أن غالب كاد يدرك التعادل بتسديدة من ركلة حرة مرت بجوار القائم في الدقيقة 68.
في المقابل، تعامل المحرق بواقعية في الشوط الثاني وأنتهج أسلوب تأمين المنطقة بهدف المحافظة على تقدمه من خلال تنظيم دفاعي وسط الملعب وبرز دفاع المحرق بقيادة المشخص وصالح عبدالحميد في التصدي لمحاولات البسيتين، والاعتماد على الكرات المرتدة التي لم تظهر كثيراً، وبالتالي فان مدرب المحرق سمير شمام حاول تنشيط صفوفه بتبديلين في وسط الملعب بإشراك حمد الدخيل وراشد الدوسري مكان سيد ضياء سعيد ومحمود «رنغو».
وعلى رغم ذلك تمكن المحرق من تعزيز فوزه بتسجيل الهدف الثاني بتوقيع هدافه النيجيري أوتشي الذي ظهر في الدقيقة 79 عندما تصدى حارس البسيتين حسين حرم إلى الكرة القوية التي سددها محمود جلال لترتد وتجد مهاجم المحرق رضوان الذي هيأها بدوره إلى أوتشي فسددها قوية في الشباك وسط غياب التغطية الدفاعية.
العدد 3873 - الأحد 14 أبريل 2013م الموافق 03 جمادى الآخرة 1434هـ