العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ

الريال ما يزال المرشح للنهائي والدليل... ديربي كاونتي

يفكر فريق ريال مدريد بطل الدوري الاسباني لكرة القدم مليا في كيفية تعويض هزيمته 4/1 في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند والوصول إلى النهائي ويمكنه الحصول على الإلهام من انجاز مماثل قبل 4 عقود من الزمان أمام ديربي كانتي الإنجليزي عندما يستضيف منافسه الألماني في لقاء الإياب الثلثاء.

وعلى رغم أن ريال مدريد من أبرز المرشحين للوصول إلى المباراة النهائية على استاد ويمبلي في لندن يوم 25 أيار/مايو المقبل، إلا أن دورتموند تلاعب به تماما في لقاء الذهاب الأسبوع الماضي.

ويتضاءل أمل معظم الفرق في قلب النتيجة لصالحها في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي عندما تتأخر بنتيجة مثل 1/4 في مباراة الذهاب ولكن ريال مدريد برهن دائما أنه ليس كباقي الفرق، إذ أكد من قبل على قدرته في تغيير النتيجة لصالحه في أكثر من مرة على مدار تاريخه الحافل.

ومنذ عودته إلى اسبانيا عكف ريال مدريد على البحث في سجلاته القديمة عن انتفاضاته التاريخية لإقناع جماهيره بإمكانية تعديل النتيجة، ونجح ريال مدريد في تعويض هزيمته بنفس النتيجة مرة واحدة من قبل في كأس أوروبا وكانت أمام ديربي كاونتي العام 1975.

وسجل تشارلي جورج 3 أهداف لبطل انجلترا ليقوده للفوز 4/1 على ريال مدريد في ذهاب الدور الثاني ثم هز الشباك مرة أخرى في مباراة العودة بالعاصمة الاسبانية.

لكن ريال مدريد وبتشكيلة ضمت المدرب الحالي لإسبانيا فيسنتي ديل بوسكي عادل النتيجة ليمتد اللقاء لوقت إضافي قبل أن يحرز المهاجم سانتيانا هدفا في الدقيقة 100 ويقود الفريق للفوز 5/1 والتفوق 6/5 في مجموع المباراتين.

وقال سانتيانا لصحيفة «ماركا» الاسبانية اليومية: «المباريات أمام ديربي وبوروسيا مونشنغلادباخ كانت مذهلة، إذا اشتعلت الإثارة في معقل ريال مدريد فان هذا يحرق كل شيء».

وتعتمد آمال ريال مدريد بشكل كبير على المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي غاب عن المباراة التي فاز فيها الفريق 2/1 على مضيفه وجاره اتلتيكو مدريد في الدوري الاسباني السبت الماضي بسبب الإصابة. ورونالدو هو هداف دوري الأبطال الحالي برصيد 12 هدفا وهز الشباك مع فريقه 51 مرة في 50 مباراة هذا الموسم لكنه عانى من إصابة في العضلات أمام دورتموند الأسبوع الماضي وتدرب بعيدا عن زملائه الأحد.

وسيتوخى ريال مدريد حذره من الاندفاع الهجومي أمام دورتموند الذي لم يخسر حتى الآن في دوري الأبطال هذا الموسم وخصوصا أن الاهتزاز بدأ يعرف طريقه إلى دفاع الفريق الاسباني حديثا. ويملك ريال مدريد أضعف دفاع من بين رباعي قبل النهائي بعدما استقبل مرماه 18 هدفا كما حافظ على شباكه نظيفة مرة واحدة في المسابقة الحالية.

وإذا فشل مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينهو في تجاوز قبل نهائي دوري الأبطال للموسم الثالث على التالي مع الفريق فان هذا قد يؤثر على بقائه في ظل عدم تمتع رئيس النادي فلورنتينو بيريز بالصبر.

ومع اقتراب برشلونة من حسم الدوري الاسباني لصالحه أصبحت آمال ريال مدريد في الفوز باللقب الأوروبي للمرة العاشرة معلقة بخيط رفيع، لكن مورينهو سيحصل على فرصة أخرى للتتويج هذا الموسم عندما يلعب الفريق مع اتلتيكو في نهائي كأس الملك شهر مايو/أيار المقبل.

وعكفت صحيفتا «آس» و»ماركا» الرياضيتان الصادرتان في العاصمة الاسبانية مدريد خلال اليومين الماضيين على تذكير القراء بالمناسبات السابقة التي شهدت عودة رائعة للريال في مواجهاته الأوروبية.

وأوضحت «آس» في تعليقها بهذا الصدد «هذه المرات التي شهدت عودة ناجحة للفريق شكلت جزءا مركزيا وجوهريا في أسطورة ريال مدريد، أسطورة الفريق الذي لا يقبل الهزيمة أبدا والذي يكافح دائما حتى النهاية».

وفي 1975، خسر الريال على ملعب فريق ديربي كاونتي الإنجليزي 1/4 ذهابا في الدور الثاني لمسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا) ولكنه قلب الطاولة على منافسه في لقاي الإياب على استاد «سانتياغو برنابيو» في مدريد وفاز 5/1 لتبدأ أسطورة «العودة الناجحة».

وبعدها بخمس سنوات، قلب الريال تأخره صفر/2 ذهابا أمام سلتيك الاسكتلندي في دور الثمانية للبطولة إلى فوز ثمين 3/صفر في لقاء الإياب بمدريد.

وفي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) العام 1984، خسر الريال صفر/3 أمام أندرلخت البلجيكي في الدور الثالث للبطولة ولكنه فاز 6/1 في لقاء الإياب بمدريد.

وفي الدور قبل النهائي للبطولة بالموسم نفسه، خسر الريال أمام إنتر ميلان الإيطالي صفر/2 ثم فاز 3/صفر في مدريد إيابا وواصل مسيرته ليتوج بلقب البطولة.

وفاز الريال بلقب كأس الاتحاد الأوروبي مجددا في العام التالي من خلال تقديمه أبرز «عودة ناجحة» في تاريخه حتى الآن إذ خسر 1/5 ذهابا أمام بوروسيا مونشنجلادباخ ولكنه فجر المفاجأة وفاز 4/صفر في لقاء الإياب.

وفي الدور قبل النهائي للمسابقة بالموسم نفسه، كانت هناك «انتفاضة إياب» رائعة أخرى إذ خسر 1/3 أمام إنتر ميلان على استاد «سان سيرو» ذهابا ولكنه فاز 5/1 في لقاء الإياب بالبرنابيو.

وكان اللاعب الراحل خوانيتو، الذي لقي حتفه في حادث سيارة العام 1992، أحد أبرز الوجوه والنجوم في انتفاضات الإياب للريال بفترة الثمانينات من القرن الماضي.

وأشارت وسائل الإعلام واللاعبون السابقون مرارا إلى «روح خوانيتو» من أجل إلهام اللاعبين الحاليين لمحاكاة ما قدمه الفريق في الماضي من أسلوب «حياة أو موت» في مثل هذه المواجهات.

وعلى سبيل المثال، ذكرت إذاعة «ماركا» الاسبانية «روح خوانيتو ستكون مطلوبة الثلثاء لجعل اللاعبين يثقون في أن كل شيء ممكن في كرة القدم إذا رفضت الاستسلام».

وكانت لخوانيتو عبارته الشهيرة إلى لاعبي إنتر ميلان بعد الهزيمة 1/3 ذهابا في العام 1986 إذ قال: «90 دقيقة على استاد سانتياغو برنابيو تمثل وقتا طويلا للغاية».

وأظهر نجم الريال لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة معرفة تامة بانتفاضات الإياب السابقة لفريق، وقال: «ريال مدريد استمتع بأكثر من ليلة ساحرة على استاد «سانتياغو برنابيو» وخصوصا في دوري الأبطال»، وأوضح «سنحاول إضافة انتفاضة إياب أخرى إلى القائمة»، وأضاف أن مساندة ودعم الجماهير سيكون مهما للغاية، وقال: «عليهم أن يساندونا تماما من البداية وبحرارة مثلما يفعلون دائما، في هذه المباريات، يكون دعم الجماهير مهما للغاية وقد يكون عاملا حاسما».

وأضاف «سيكون أمرا مهما أن نسجل هدفا مبكرا، ولكن علينا أيضا أن نتحلى بالصبر ونبقي رؤوسنا مرفوعة، يجب أن نقدم ريال مدريد في الصورة التي يستحقها كناد عظيم».

وفي الموسم الماضي، نجح الريال في تحقيق الفوز 2/1 على بايرن ميونيخ إيابا في الدور قبل النهائي بعدما خسر أمامه 1/2 ذهابا ولكن الريال خسر في النهاية بضربات الترجيح.

ويأمل الريال في تقديم انتفاضة إياب أكثر نجاحا وإثارة الثلثاء وأن تسيطر «روح خوانيتو» على الفريق.

العدد 3888 - الإثنين 29 أبريل 2013م الموافق 18 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً