نجح «الوسط الرياضي» في اختراق «كمبيوتر» الأرجنتيني غابرييل كالديرون والوصول للخطوط العريضة التي وضعها على طاولة اتحاد الكرة بشأن تجديد عقده ومفاوضاته الأخيرة عبر الاجتماعات التي جمعته مع مسئولي بيت الكرة البحرينية.
وكان كالديرون سبق أن أعلن في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي بعد انتهاء مهمته مع المنتخب في خليجي 21 عن 3 شروط لتجديد عقده مع اتحاد الكرة، وهي ضرورة أن يكون العقد بين الطرفين لأطول فترة وليس لمدة أشهر كما هو الحال في العقد الحالي «8 شهور فقط»، وثانياً تهيئة منظومة العمل والآلية المناسبة في الكرة البحرينية لتساعد على نجاح العمل، وثالثاً وضع خطة وإستراتيجية واضحة الملامح والأهداف للسير عليها خلال فترة عمله، ومن ثم أخيراً تأتي الناحية المالية للعقد.
المعلومات الواردة من «كمبيوتر» كالديرون تشير إلى وضعه مشروعا متكاملا لتطوير كرة القدم البحرينية ولن يكون مقتصرا فقط على المنتخب الأول أو المنتخبات الوطنية الأخرى، وهو مشروع ربما يكون متكاملا وخصوصا أنه يحمل مواصفات الخطة والطريقة التي سيدار بها العمل الكروي التنظيمي والإداري.
ويحتوي المشروع الذي وضعه كالديرون على تنظيم المسابقات الكروية والمنتخبات الوطنية والإدارة الفنية، وتضمن أيضا مكافآت ورواتب لاعبي المنتخبات «الأول والأولمبي» أو ما يسمى في علم الإدارة اللائحة الخاصة بمبدأ الثواب والعقاب.
وفي تفاصيل المشروع فإن كالديرون أشار بصورة واضحة لتطوير المسابقات الكروية وخصوصا بطولة الدوري التي تعاني من الكثير من الصعوبات أثرت بشكل كبير على المستوى الفني، ومن أهم وأبرز التفاصيل في جانب التطوير زيادة عدد المباريات للفرق والأندية واللاعبين في ظل قلة المباريات المحلية التي يخوضها كل فريق «لا تتجاوز الـ22 مباراة طوال الموسم»، كما أشار كالديرون لنقطة سلبية جدا تؤثر على جاهزية اللاعبين وهي تتعلق بكثرة التوقفات وطول فترتها.
أما على جانب المنتخبات الوطنية، فإن كالديرون وضع مسارين لها الأول يتعلق بالهيكلة الإدارية والفنية الخاصة بالمنتخب الأول وآلية العمل التي تربط الطرفين مع اتحاد الكرة، في حين تضمن المسار الثاني الخطة الفنية والتدريبية للمنتخب الأول لنهاية العام 2015 وتتضمن الكثير من الجوانب نسبة إلى مشاركاته المقبلة والتي أبرزها تصفيات كأس آسيا 2015 ونهائياتها التي ستقام في استراليا، وكذلك خليجي 22 بالبصرة العراقية.
وفي جانب رواتب ومكافآت اللاعبين الدوليين فإن المدرب الأرجنتيني وضع لائحة خاصة تهدف لرفع مستوى اللاعبين الدوليين من خلال التحفيز والتشجيع للمحافظة على المستوى والسعي وراء تطويره، واللافت في هذا الجانب أن اللائحة تغافلت أن اللاعب ليس ملكا لاتحاد الكرة طالما أنه مرتبط بناديه سواء بعقود احترافية أو من خلال ممارسته اللعبة كهواية.
ومن ضمن ما وضعه كالديرون في هذا الجانب هو ضرورة العمل بجد لاستعادة جميع اللاعبين المغادرين أو المهاجرين الذين خرجوا بداية الموسم قاصدين الاحتراف في سلطنة عمان طلبا للحصول على مزايا مالية أو الحصول على بطاقاتهم الدولية التي تخولهم أن يكونوا أحرارا.
مطالب مالية ليس مبالغا فيها
أما فيما يتعلق بجوانب العقد أو مطالبات كالديرون المالية فإن المعلومات التي حصل عليها «الوسط الرياضي» تؤكد أنها غير مبالغ فيها ولا تتعدى المليون ونصف مليون دولار «1.5 مليون» وهي شاملة مستحقاته وجميع رواتب الطاقم الفني المساعد.
ولغاية الآن لم يتحدد مصير كالديرون وعقده الممتد لنهاية يونيو المقبل، فاتحاد الكرة لم يمنح الأرجنتيني الكلمة النهائية أو الحاسمة في تحديد مصيره، وربما تكون ارتباطات اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة مع انتخابات الاتحاد الآسيوي سببا في ذلك، بالإضافة إلى مسألة مهمة أخرى وهي تتعلق بانتخابات اتحاد الكرة ذاته التي حدد لها موعدا لا يتجاوز 10 يونيو.
وينتظر اتحاد الكرة الإعلان عن حجم الدعم الذي سيحصل عليه من قبل اللجنة الأولمبية لتحديد مصير تجديد عقد كالديرون وطاقمه المساعد وخصوصا أن هناك رغبة متبادلة بين الطرفين لتجديد العقد والاستمرار في العمل الذي بدأه كالديرون في أكتوبر الماضي بعد قرار إقالة الانجليزي بيتر تايلور. وسرت أنباء إعلامية في الفترة الأخيرة عن حصول كالديرون على بعض العروض الجادة من أندية خليجية أبرزها عرض نادي الاتحاد السعودي، إلا أن كالديرون تمسك بعقده مع اتحاد الكرة ورفض التوقيع مع اتحاد جدة على رغم أن العرض المالي كان كبيرا ويسيل له اللعاب، وربما يكون ذلك إشارة واضحة لتمسك اتحاد الكرة به وبخدماته.
يذكر أن كالديرون قاد منتخبنا في بطولة غرب آسيا السابعة بالكويت في نوفمبر الماضي كأول مشاركة رسمية وخرج منها من الدور نصف النهائي، وتبعها بمشاركة أخرى تتمثل بخليجي 21 بالمنامة في يناير وخرج منها أيضا من الدور نصف النهائي على يدي العراق، في حين كان الاستحقاق الثالث يتمثل في تصفيات كأس اسيا في جولاتها الأولى.
وشهدت الفترة التي قاد فيها كالديرون «الأحمر» مستويات فنية مقنعة لدرجة كبيرة على رغم أن النتائج لم تصب في صالحه، إلا أن الأهم هو التغيير الفني الذي صاحب أداء منتخبنا طوال المرحلة الماضية مع إمكانية التغيير على مستوى الأسماء التي تمثله في الفترة المقبلة وخصوصا مع المعرفة الكبيرة التي اكتسبها كالديرون نتيجة اطلاعه ومتابعته مسابقة الدوري.
العدد 3896 - الثلثاء 07 مايو 2013م الموافق 26 جمادى الآخرة 1434هـ