كشف ندوة زايد السادسة للبيئة " الاقتصاد الأخضر قصص نجاح من الخليج" التي أقيمت صباح اليوم الأربعاء (8 مايو / أيار 2013) في مبنى جامعة الخليج العربي بالمنامة، عن تحولات تنموية جوهرية يمكن للاقتصاد الأخضر تحقيقها بما يكفل وضع حد لمشاكل الفقر والبطالة ويحقق توزيع أكثر عدالة للثروات. وبينت الندوة أن التحول لوسائل الإنتاج "الأخضر" في القطاع الزراعي العربي من الممكن أن يوفر 100 مليون وظيفة سنوياً، كما يكفل التحول لسياسات زراعية مستدامة 100 بليون دولار سنويا، و أشارت الدراسات إلى أن كفاءة المياه من الممكن أن توفر 40% من الاستهلاك الحالي.
وفي مستهل أعمال الندوة التي ترعاها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الخيرية وتنظمها جامعة الخليج العربي منذ العام 2004 ضمن فعاليات كرسي المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للبيئة، أوضح رئيس الكرسي إبراهيم عبدالجليل السيد أن الاقتصاد الأخضر بات يشكل أهم أولويات المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن ندوة اليوم تهدف إلى التعريف بجهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر في قطاعات الطاقة والأبنية الخضراء والمياه والزراعة والأمن الغذائي مع التركيز على بعض من قصص النجاح في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من خلال خمس جلسات عمل يتحدث فيها ستة عشر خبيراً من 7 دول هي المملكة العربية السعودية، البحرين، قطر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، لبنان، وهولندا.
ولفت عبدالجليل أن لقاء هذا العام يقام بالتعاون مع المنتدى العربي للبيئة والتنمية في بيروت، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، الصندوق الكويتي للتنمية، ومن القطاع الخاص مجموعة الخرافي بدول الكويت.
وتحدث سفير دول الإمارات المتحدة لدى مملكة البحرين محمد سلطان السويدي نيابة عن مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية التي ترعى الكرسي الأكاديمي في العلوم البيئية بجامعة الخليج العربي.
وقال إن هذه الندوة، تقام للعام السادس على التوالي لتناقش واحدة من أهم قضايا التنمية في المنطقة والعالم.
واستعرض السفير جهود دول الإمارات في التحول للاقتصاد الأخضر مبيناً أن الدولة عمدت إلى إنشاء خمس وحدات متكاملة تعمل على تطوير جميع مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة في الدولة، ومنها مدينة مصدر في أبوظبي التي تعد أول مدينة خالية من الكربون والنفايات في العالم، كما أنها أول مدينة كاملة تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى إطلاق مبادرة المباني الخضراء في عام 2010 ليتم تطبيقها في جميع أرجاء الدولة وكخطوة أولى تم تطبيقها في المنشآت الحكومية اعتبارًا منذ عام 2011.
وتابع كما أطلقت دولة الإمارات العديد من الجوائز الكبرى للتشجيع على البحث العملي وتقديم الحلول في مجال البيئة والطاقة المتجددة منها جائزة زايد الدولية للبيئة، جائزة الإمارات للطاقة، وجائزة الإمارات التقديرية للبيئة.
وفي الختام تمنى سفير دول الإمارات لدى مملكة البحرين سعاد محمد سلطان السويدي، لندوة زايد السادسة كل النجاح والتوفيق بجهود جامعة الخليج العربية الكريمة والمتواصلة ومشاركة النخبة الفاضلة من الخبراء المتخصصين في مجال البيئة.
من جانبه قال رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي إن جامعة الخليج العربي تعتبر الاهتمام بالاقتصاد الأخضر هدفاً من أهدافها الإستراتيجية التي أنشئت من اجلها.
وبين العوهلي أن برنامج الإدارة البيئة في جامعة الخليج العربي سعى منذ إنشائه لدعم هذه التوجهات الإستراتيجية لدول الخليج بالدراسات والأبحاث، كما خرج أكثر من 45 طالباً في مجال الدراسات العليا بتخصص الإدارة البيئية، غذوا دول الخليج بخبراتهم في شتى المجالات القيادية والأكاديمية والبحثية.
وأوضح أن منطقة الخليج العربي تعتبر من أكثر دول العالم التي تعتمد على محطات تحلية المياه، وهو ما يحتاج إلى تحول هذه المحطات إلى الاقتصاد الأخضر لتحسين كفاءتها وضمان تقليلها للانبعاثات.
كما بين رئيس العوهلي ان دول الخليج العربي من أسرع دول العالم نمواً وتحضراً مما يستوجب علينا استثمار فرصة الاعتماد على الاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء كأساس للنمو.
أقيمت الجلسة الأولى تحت عنوان (الاقتصاد الأخضر المبادئ والتطبيقات) برئاسة رئيس كرسي الشيخ زايد للبيئة بجامعة الخليج العربي إبراهيم عبدالجليل السيد ، وتحدث خلالها رئيس المنتدى العربي للبيئة نجيب صعب حول "الاقتصاد الأخضر كوسيلة لتخفيض البصمة البيئة في العالم العربي". بعده تحدثت رولا مجدلاني من "الاسكوا" حول "نتائج قمة ريو+ مجموعة العشرين".
وحملت الجلسة الثانية عنوان ( الطاقة والمواصلات) حيث رأسها رئيس المنتدى العربي للبيئة نجيب صعب ، وتحدث خلالها كل من حسام كونكار من معهد دراسات الطاقة حول "الطاقة المتجددة"، و إبراهيم عبدالجليل السيد حول "فاعلية الطاقة في المباني.. جامعة الخليج العربي نموذجا" كما تحدث شاكر حاجي من جامعة البحرين حول " محطة بابكو للطاقة الخضراء : قصة نجاح" فيما تحدثت مها الصباغ من جامعة الخليج العربي حول " المواصلات الخضراء في البحرين .. رفاهية أم حاجة؟".
أما الجلسة الثالثة فقد حملت عنوان (المباني الخضراء) وقد ترأسها عمرو السماك من جامعة الخليج العربي. وتحدث خلالها فلورنتين فايسر وهي معمارية ومستشارة في المباني الخضراء حول " تخفيض كلفة الطاقة في المباني الخضراء" كما تحدث سمير الطرابلسي وهو محاضر في الجامعة الأمريكية في بيروت ومستشار في المباني الخضراء حول الموضوع ذاته. وتحدث الدكتور محسن أبو النجا من جامعة دبي حول " مبادرات دول الخليج في تخضير المباني. وفي نهاية اليوم الأول تحدث وليد شاكرون من جامعة الكويت حول "تصاميم المباني في الكويت وفقاً لمعايير تحسين كفاءة الطاقة".
وهذا وتستأنف فعاليات المنتدى صباح غد الخميس بالجلستين الرابعة والخامسة قبل أن تقام الجلسة الختامية في الساعة الواحدة والنصف ظهرا والتي ستشهد التوصيات الختامية وتكريم المشاركين.