العدد 3910 - الثلثاء 21 مايو 2013م الموافق 11 رجب 1434هـ

مورينهو وريال مدريد... رحلة من الهيمنة إلى العجز

«الاستثنائي» لايزال محتفظاً بتعطشه للنجاح

على رغم انه يثير توتر البعض وإعجاب البعض الآخر أثبت المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو صاحب التصريحات اللاذعة مرة بعد أخرى أن النجاح ليس بعيدا عن لمسته الذهبية.

وعلى رغم تواضع مشواره كلاعب وفي بداية فترة عمله كمدرب أصبح مورينهو (50 عاما) من أكثر المدربين المطلوبين من أجل الحصول على الألقاب.

ويتحدث سجله التدريبي عن نفسه بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين إضافة لحصوله على ألقاب الدوري في البرتغال وانجلترا وايطاليا واسبانيا.

وساهم مورينهو في فوز بورتو بالدوري البرتغالي ثم دوري الأبطال وقاد تشلسي للتتويج بلقب الدوري الانجليزي الممتاز ثم إنتر ميلان للفوز بالدوري الايطالي ودوري الأبطال.

ومع ريال مدريد أنهى 3 سنوات من هيمنة برشلونة على لقب الدوري الاسباني الموسم الماضي لكنه لم يتمكن من قيادة الفريق نحو الفوز بكأس أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ النادي.

وأعلن ريال مدريد يوم الاثنين إن مورينهو سيرحل في نهاية الموسم الحالي بعدما توصل الطرفان إلى اتفاق.

وبسبب النجاح في أرض الملعب نال مورينهو الإطراء من الجماهير واحترام اللاعبين وعلاقة حب وكراهية مع رؤساء الأندية.

لكن وجود مورينهو في مقعد المدرب شهد صدامات مع السلطات وعلاقات متوترة مع مدربي الأندية المنافسة وازدراء للحكام.

واتهمه منافسون بالغرور لكن المدرب البرتغالي تحلى بالصراحة دائما. وتولى مورينهو مسئولية تشلسي في 2004 وأعلن بصراحة «من فضلكم لا تنعتوني بالغرور لكن أنا بطل أوروبا واعتقد إني استثنائي».

ولا يوجد شك انه يملك شيئا ما يفتقده آخرون ولا يوجد معجب للمدرب البرتغالي أكبر من فرانك لامبارد لاعب وسط تشلسي.

وقال هداف تشلسي عبر تاريخه لامبارد مؤخرا وهو يشير للمهارات الفنية لمورينهو: «يملك حضورا قويا ويخلق جوا مميزا ويعرف طريقه لقلوب الناس. يشحذ حماس اللاعبين»، وأضاف «ثقته في نفسه تنعكس على الفرق التي يقودها. فعل هذا الأمر معي شخصيا. مورينهو كان الأفضل بالنسبة لي. ارتقى بثقتي إلى مستوى غير مسبوق».

وأقر مورينهو دائما إن الكرة الانجليزية هي شغفه الأكبر وانه سيعود إلى هناك يوما ما.

ويبدو أن المدرب البرتغالي في طريقه الآن للعودة إلى تشلسي مرة ثانية مع تناثر شائعات قوية.

وقال مورينهو الشهر الماضي: «أعلم إن الكثير من الأندية تحبني خاصة أحد الأندية بعينها».

ونال مورينهو إعجاب جماهير تشلسي خلال 3 مواسم كاملة مع الفريق لكن المدرب البرتغالي سيعمل تحت قيادة الرجل نفسه الذي أنهى وجوده مع النادي حال عودته إلى لندن مرة أخرى.

وأقال مالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش المدرب البرتغالي في 2007 بعدما ذكرت تقارير إن العلاقة بينهما انهارت تماما.

وقال قائد تشلسي جون تيري إن الثنائي «متفاهم للغاية حاليا» في إشارة إلى أن ابراموفيتش قد يستعين مجددا بالمدرب البرتغالي المثير للجدل.

وعوقب مورينهو بالإيقاف والغرامة في 2005 بعدما اتهم الحكم السويدي انديرس فريسك بلقاء مدرب برشلونة الهولندي فرانك ريكارد بين شوطي مباراة الذهاب في دور الستة عشر بدوري الأبطال أمام تشلسي.

وأشهر فريسك بطاقة حمراء في وجه مهاجم تشلسي ديدييه دروغبا في تلك المباراة ثم أعلن بعد أسبوعين اعتزاله التحكيم بسبب تهديدات لأسرته.

وعوقب مورينهو بالإيقاف والغرامة عدة مرات خلال وجوده مع إنتر ميلان ودائما ما أعرب عن شكواه من أن الحكام ضد ناديه.

وأثار مورينهو الجدل مرة أخرى في 2010 عندما أشار بعلامة الأغلال بيديه أمام المصورين والكاميرات التلفزيونية تعبيرا عن سقوط فريقه ضحية بعد طرد 2 من لاعبي إنتر ميلان في مباراة أمام سامبدوريا بالدوري الايطالي.

كما يشتهر مورينهو ببعض التصرفات الغريبة إذ انه بعد فوز تشلسي بالدوري الانجليزي للمرة الثانية على التوالي في 2006 أطاح بميدالية التتويج نحو الجماهير في المدرجات.

وبعد حصوله على ميدالية أخرى عقب دقائق قليلة أطاح بها إلى الجماهير أيضا قائلا: «أملك واحدة من الموسم الماضي».

وجاء رحيل مورينهو عن إنتر ميلان بعد التتويج بثلاثية لا سابق لها من الألقاب عندما قاد المدرب البرتغالي الفريق للفوز بالدوري والكأس في ايطاليا إضافة لكأس أوروبا بعد 45 عاما من الغياب.

لكن نهاية مشوار مورينهو مع ريال مدريد جاءت بشكل مختلف بعد فشل الفريق في الفوز بأي لقب كبير هذا الموسم.

وقال مورينهو بعد فوز إنتر ميلان 2/صفر على بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري الأبطال قبل 3 سنوات: «انتهى عملي هنا وصنعت التاريخ مع هذا النادي»، وأضاف «ساجد الدافع في ناد كبير آخر. اللعب أمام برشلونة في اسبانيا؟. هذا تحد كبير».

والموسم الماضي ساهم مورينهو في فوز ريال مدريد بالدوري الاسباني للمرة الأولى في 4 سنوات لكن الفريق فشل في تجاوز عقبة قبل نهائي دوري الأبطال 3 مرات متتالية تحت قيادته.

وعلى مدار الأعوام الثلاثة، لم يتمكن البرتغالي من العثور بين لاعبي ريال مدريد على ديدييه دروغبا تشلسي أو ويسلي شنايدر إنتر، «ابنيه الروحيين كرويا» الأقرب إليه من بين عديدين.

وأكد عناده الذي لا يتزعزع، ومطالبته بالوفاء المطلق وغير المشروط من جانب الفريق، وعاطفته في طريقة الإدارة، والعلاقة المتوترة دائما مع الصحافة، مرة أخرى أن مورينهو هو مدرب الحقب القصيرة العاصفة.

العدد 3910 - الثلثاء 21 مايو 2013م الموافق 11 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً