قال أستاذ الدراسات الإسامية بجامعة البحرين عدنان زرزور إن المفكر والكاتب المصري عباس محمود العقاد اتخذ منهج النزعة العقلية في الدفاع عن الإسلام ضد الشبهات التي يطرحها المستشرقون .

وأوضح زرزور في محاضرة نظمتها اللجنة الثقافية بكلية الآداب بجامعة البحرين أن العقاد كان يرفض منهج الدفاع عن الإسلام حين يتعرض للشبهات من المستشرقين، بل كان يصر على الهجوم على هذه الشبهات بالحقائق العقلية، مشيراً إلى أنه كان يرفض الاستدلال بالنصوص في مقابل الشبهات، مؤكداً أن الإسلام دين عقلي.

ورأى أن العقاد كان كاتباً ومفكراً كبيراً يستحق لقب مفكر القرن العشرين إذ إنه كان مطلعا على الإصدارات التي تصدر باللغتين العربية الإنجليزية، ولا ريب أنه تأثر ببعض الأفكار التي كان يقرأ عنها في تلك الكتب.

وذكر أستاذ الدراسات الإسامية أهم ثلاث قضايا تبناها العقاد في منهجه الفكري، حيث قال: "إن أول قضية بنى العقاد عليها منهجه الفكري هي الحرية، فكان يدعو إلى الحرية في الكتابة وإبداء الآراء لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى وضع حدود لهذه الحرية حتى لا تكون مطلقة، وكان العقاد يدافع عن المعارضين له إذا تعرضوا لمضايقات بسبب آرائهم، غير أنه في الوقت نفسه يؤكد أنَّ الاستهزاء بالإسلام ليس من الحرية.

ونوه زرزور إلى أن الكتابة عن العظماء والبطولات هي القضية الثانية التي تبناها العقاد في كتابته، وقال "إن العقاد كان يرى أن التاريخ الإسلامي يحوي شخصيات كبيرة تحتاج إلى الكتابة عنها والتحدث عن إنجازاتها وفضلها لإبراز قيمة الإسلام، لذلك كان كتابه (عبقرية محمد) الكتاب الذي يتحدث عن رسول الإسلام بشكل تحليلي وعقلي يعرض لسيرته ويدفع بعض الشبهات التي أثيرت حوله بشكل عقلي وعلمي .

وتابع زرزور: أما القضية الثالثة التي تبناها العقاد فكانت: الكرامة الإنسانية لذلك كان يرفض المذاهب الجماعية الهدامة، مثل: الاشتراكية، ويرى بأنها تهدر كرامة الإنسان وتحط من قدره لأجل مصالح خاصة، منتقداً بعض المفكرين الذين يربطون الإسلام بأفكار تقترب من هذه المذاهب التي تتسرب عن طريقها الأفكار الهدامة وتضر بالأمة الإسلامية .

يذكر أن عباس محمود العقاد ولد في العام 1889 في مدينة أسوان المصرية وتوفي في العام 1964م، وهو مفكر وشاعر وناقد مصري، ومن أبرز أعماله ديوانه الشعري الأول، ومن أشهر أعمال العقاد سلسلة العبقريات الاسلامية التي تناولت بالتفاصيل سير أعلام الإسلام، مثل: عبقرية محمد، وعبقرية عمر، ومن أهم مؤلفاته أيضاً: الفلسفة القرآنية، والله، وإبليس، والإنسان في القران الكريم ومراجعات في الأدب والفنون.