ذكرت صحيفة صندي تلغراف أن بريطانيا ستبذل محاولة جديدة اليوم الأحد(26 مايو/ أيار 2013) لاقناع الاتحاد الأوروبي بتخفيف حظر الأسلحة المفروض على من وصفتهم بالمتمردين السوريين، مع اقتراب قوات الرئيس بشار الأسد من تحقيق الانتصار في معركة رئيسية يمكن أن تحوّل مسار الحرب لصالحها.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، سيجتمع في بروكسيل مع نظرائه الأوروبيين في محاولة لحل الخلاف المستمر منذ فترة طويلة بشأن ما إذا كان تسليح الجماعات المعارضة لنظام الرئيس الأسد من شأنه أن يسرّع انهاء الحرب أو يطيل أمدها. وأضافت أن اجتماع بروكسيل يأتي وسط دلائل متزايدة على أن نظام الرئيس الأسد يستعيد الآن اليد العليا في الحرب التي كانت بدأت قبل أكثر من عامين، وتخوض قواته معركة شرسة لاستعادة بلدة القصير الواقعة على طريق الامدادات الحرجة لمقاتلي الجماعات المتمردة والقريبة من الحدود اللبنانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هيغ يرى أن احجام الاتحاد الأوروبي عن تسليح المتمردين السوريين سلّم زمام المبادرة إلى حلفائهم الإسلاميين، وهدد بأن بريطانيا ستستخدم حق النقض لمنع تجديد الحظر هذا الأسبوع إذا لزم الأمر، في حين ترى الدول الأوروبية الأقل تشدداً، مثل النمسا، بأن رفع الحظر يمكن أن يدمّر فرص التوصل إلى اتفاق سلام. ونسبت إلى وزير هيغ قوله نريد أن نرى تعديلاً على حظر الأسلحة بطريقة يفتح من خلالها امكانية تقديم مجموعة واسعة من المعدات، بما في ذلك الامدادات الفتّاكة، إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض، وإذا لم نتمكن في نهاية المطاف من الاتفاق على سياسة الاتحاد الأوروبي، فلن تكون هناك سياسة للاتحاد الأوروبي. كما نقلت صندي تلغراف عن دبلوماسيين غربيين أن القتال في القصير أكد على ضرورة التوصل إلى حل للصراع، وأن مشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني فيه إلى جانب قوات الحكومة السورية يزيد من فرص انتقال الحرب إلى لبنان نفسها. وسيقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قبل نهاية الشهر الحالي ما إذا كانوا سيجددون حظر الأسلحة على سوريا، والذي يمنع نقل الأسلحة إلى كل من قوات النظام والمعارضة. وتمارس بريطانيا وفرنسا ضغوطاً على شركائهما في الاتحاد الأوروبي لادخال تعديلات في الحظر بشكل يمكّن من تزويد الجماعات التابعة للائتلاف الوطني السوري بالأسلحة. وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي مطلعين على النقاش حول حظر الأسلحة أصروا على أن نهج بريطانيا وفرنسا ساذج، لاعتقادهم بأن العامل الوحيد القادر على اخافة نظام الأسد هو تهديد روسيا أو ايران بقطع المساعدات عنه". وأضافت أن لندن وواشنطن محبطتان بشكل متزايد جراء فشل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من اعتماد قيادة غير اسلامية لتمثيله في جنيف بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات في مدينة اسطنبول التركية، مما ترك الجماعات المسلحة التي تحظى على دعم الغرب بدون مظلة معارضة مشروعة تحتشد وراءها. ونسبت الصحيفة إلى معارض سوري وصفته بالبارز قوله إن الائتلاف يهدد بتقويض نفسه إلى درجة قد تدفع مؤيديه للنظر بسرعة إلى بديل يتمتع بمصداقية كافية على الأرض للذهاب إلى جنيف.