كما أُلقيت: نص كلمة السفيرة سوزان رايس، المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي في مجلس الأمن في 29 أيار/مايو 2013
السفيرة رايس: أسعدتم مساءً جميعًا. أريد فقط أن أقول بضع كلمات حول مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة وجرى تبنيه بالإجماع هذا الصباح. يعكس القرار رقم 2104 طلب الأمين العام لإعطاء قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في سوريا الموارد التي تحتاجها لحماية المدنيين هناك، وتعزيز الأمن في أبيي، وفي الوقت نفسه القيام بالانتشار السريع دعمًا لآلية الرصد المشتركة للتحقق من الحدود. ونحن بطبيعة الحال كنا نشطين للغاية في دعمنا للسلام المستدام بين السودان ودولة جنوب السودان، ونعتبر القوة الحدودية هذه، وكذلك في الواقع الدور الذي تلعبه، وخاصةً في أبيي بوصفه ذا أهمية حاسمة لتعزيز الأمن والاستقرار على امتداد الحدود.
بيدَ أنه من الواضح، أنه لا يمكن سوى لإيجاد حل دائم للوضع النهائي لأبيي أن يضع حدًا لدورة العنف المتكررة. ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة التزامًا كاملا بالاقتراح المقدم من لجنة التنفيذ العليا التابعة للاتحاد الأفريقي في 21 أيلول/سبتمبر، لكونه يمثل حلا عادلا ومنصفًا، وقابلا للتطبيق بشأن الوضع في أبيي، كما أننا نحث على التواصل المباشر للرئيس كير والرئيس البشير معًا لتنفيذ هذا الاقتراح.
ونبقى قلقين للغاية بشأن العنف والأزمة الإنسانية المعقدة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بما في ذلك، وعلى وجه الخصوص، القصف الجوي العشوائي المستمر الذي تقوم به القوات المسلحة السودانية على أهداف مدنية. إن رفض السودان السماح بوصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى المنطقتين يُعدّ أمرًا غير مقبول تمامًا.
كما يساور الولايات المتحدة قلق بالغ بسبب تصريحات الرئيس البشير مؤخرًا بأنه قد يقفل خط أنابيب النفط إذا استمر جنوب السودان بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال. إننا نشجع السودان على البقاء ملتزمًا بعملية سلام شاملة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال، التي من شأنها أن تعالج الأسباب الجذرية للنزاع. وندعو كلا الطرفين لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة في أيلول/سبتمبر 2012 حول قضايا النفط، والأمن، والتجارة، والجنسية، والقضايا الاقتصادية فورًا ودون شروط مسبقة. وبالطبع، وبصورة أكثر أهمية، ينبغي على السودان ودولة جنوب السودان احترام سيادة كل منهما الآخر، ووضع حد فورًا لدعم المجموعات المسلحة –بالوكالة- على جانبي الحدود.
ويسعدني الآن تلقي بعض الأسئلة.
مراسل: إذا كنت توافقين - لن أطرح سؤالا حول السودان.
السفيرة رايس: آه، هيا، إيدي ...
مراسل: كنت أريد أن أسألك حول الأسلحة الكيمائية السورية. قال البريطانيون اليوم إنهم أرسلوا معلومات إضافية حول هجمات مزعومة بالأسلحة الكيميائية إلى الأمين العام، وإنني أتساءل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أرسلت أيضًا معلومات إضافية أو معلومات حصلت عليها حول هجمات مزعومة إلى الأمم المتحدة. وما هو مدى قلقك بشأن ذلك؟
السفيرة رايس: حسنًا، أعتقد أنك تعرف أن الفرصة قد أتيحت لنا مرتين حتى الآن لإطلاع السيد سلستروم وفريق عمله، بما في ذلك قبل بضعة أسابيع في واشنطن حيث أتيحت له الفرصة للجلوس مع خبراء أميركيين واستمع إلى أفضل ما توصلنا إليه من فهم نتيجة المعلومات التي كانت متوفرة لدينا في ذلك الوقت. ولا نزال على تواصل مع فريق الأمم المتحدة الذي يحقق حول استخدام - أو احتمال استخدام - الأسلحة الكيميائية. سوف نستمر في تقديم أية معلومات ذات صلة مع مرور الوقت. من الواضح أننا قلقون جدًا حول إتاحة الفرصة للبعثة للدخول إلى سوريا دون قيود، مع إمكانية الوصول الكاملة، وأن تكون قادرة على إجراء تحقيق شامل في أي من، وجميع المزاعم ذات المصداقية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية. ونحن لم نفاجأ، إلا أننا أصبنا بخيبة أمل في الواقع لأن السوريين تراجعوا عن استعدادهم المبدئي بالسماح لفريق التحقيق بدخول سوريا، وبالتالي، لا يزال التحقيق متوقفًا.
مراسل: شكرًا. سؤال يرتبط أيضًا بموضوع سوريا – يقول البعض إن مؤتمر السلام هذا حول سوريا الذي تحاول روسيا والولايات المتحدة تنظيمه قد لا يحصل حتى تموز/يوليو. هل لديك أي فكرة حول كيفية سير الأمور، وما هي العقبات التي تحول دون ذلك؟
السفيرة رايس: حسنًا، يا لُو، إن التوقيت لم يحدد بشكل جازم حتى الآن. إننا نعمل بهذا الصدد مع الأمم المتحدة، التي سترأس المؤتمر، وكذلك، من الواضح، أن الروس والشركاء الرئيسيين الآخرين يحاولون تسهيل بدء ما نسميه مؤتمر جنيف 2. ومع ذلك، يبقى لدى الدول التي يمكن أن تشارك وكذلك لدى الحكومة والمعارضة، أسئلة وقضايا معلقة حول من سيشارك، وضمن أي إطار زمني سوف يكونون مستعدين للقيام بذلك. ولذا، يستمر الوزير كيري، كما تعلمون، يعمل بجهد على هذا، كما يعمل جهاز السياسة الخارجية في الحكومة الأميركية، سوية مع شركاء رئيسيين آخرين، وسوف نستمر في هذا العمل بهدف جمع الأطراف حول طاولة المفاوضات من أجل تنفيذ توصيات جنيف 1. وعلى وجه الخصوص، فإن الهدف من المؤتمر هو إنشاء هيئة حكم انتقالي تملك السلطة التنفيذية الكاملة على أساس القبول المتبادل بين الطرفين.
مراسل: حول أبيي، قال سفير دولة جنوب السودان، فرانسيس دنغ إنه تحدث مع قائد قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي الذين لم يفهموا أن واجبهم يقوم على حماية المدنيين من قبيلة المسيرية، وليس فقط من القوات الحكومية. وقال إن التفويض المكتوب واضح، ولكن يبدو أن هناك بعض المشاكل حول طبيعة تنفيذه. هل تعتقدين أن هذا القرار سيؤدي في الواقع إلى مثل هذا الحادث الذي استهدف الرئيس الأعلى أو الذي يستهدف الناس في أبيي؟ وأيضًا، هناك تقرير يفيد أن تشاد لاحقت متمردي حركة العدالة والمساواة عبر دارفور إلى جنوب كردفان. لا أعرف إذا كان هذا شيئًا تدركه الولايات المتحدة. هل تعتقدين أنه يحدث بالفعل؟ هل أنت على علم بذلك؟
السفيرة رايس: لا أستطيع التعليق على المزاعم الأخيرة. ولكن اسمحوا لي أن أتحدث حول ما يتعلق بتفويض قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي- أولا وقبل أي شيء آخر، إن الولايات المتحدة تدعم بقوة كبيرة قوات الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، ونحن ممتنون للمساهمات القيّمة للغاية التي قدمتها إثيوبيا ومساهمون آخرون في هذه المهمة. ويسعدنا أن يكون من بين أحكام القرار 2104 توسيع نطاق صلاحيات هذه القوات لكي تصبح قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها ليس في أبيي وحسب، وإنما أيضًا لدعم آلية الرصد المشتركة للتحقق من الحدود.
لقد ناقشنا خلال مشاوراتنا حول موضوع قوات الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي قبل أسبوعين مسألة ما إذا كان هناك أي غموض في التفويض حول طبيعة ونطاق مطلب حماية المدنيين. أكدت الأمانة العامة أن هذا هو ما يفهمونه، وبالتأكيد، من الواضح بالنسبة لقوات الأمم المتحدة أن حماية المدنيين تعني حماية المدنيين ضد أي تهديد، أي تهديد بغض النظر عن مصدره. مهما يكن الأمر فقد اعتقدنا أنه من الحكمة اغتنام هذه الفرصة لتجديد التفويض في سبيل التشديد على ذلك، وأن نجعل من الواضح أن توقعات المجلس، كما سترون في التفويض، تقوم على أن حماية المدنيين تستتبع حمايتهم بغض النظر عن مصدر العنف الموجه ضدهم.
مراسل: (غير مسموع) تحدث وزير الخارجية الروسي بكلمات شديدة اللهجة حول قرار جنيف الذي يدين الأسد، نظام الأسد. هل هذه هي نهاية – أي هل هذا يظهر وجود بعض الانقسامات بين الولايات المتحدة وروسيا تم التغاضي عنها في فكرة عقد مؤتمر السلام؟ وفقط لمتابعة التعليق الذي أدلى به (لُو) هل المعارضة منفتحة بأي شكل من الأشكال، بقدر ما تستطيعين رؤيته، على الذهاب إلى مؤتمر جنيف الثاني؟
السفيرة رايس: حسنًا، اسمحوا لي أن أقول، إنه في المقام الأول، فيما يتعلق بالقرار الذي تجري مناقشته وجرت دراسته اليوم في مجلس حقوق الإنسان، من الواضح أن الولايات المتحدة تدعم ذلك القرار بقوة. وإن وجهة نظرنا منذ أمد طويل هي أن مجلس حقوق الإنسان هو المكان المناسب للتعامل مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وهي تحدث في الواقع وتزداد كثافة في سوريا فيما نتحدث الآن. ويركز القرار على وجه الخصوص على ما كشفت عنه الأيام الأخيرة في مدينة القصير. وعليه، فإننا نعتقد أن هذا هو الدور المناسب لمجلس حقوق الإنسان. ونعتقد أنه القرار المناسب. ولن أتكلم نيابة عن الروس. فقد تكون لديهم وجهات نظرهم الخاصة. لكننا بالتأكيد لا نرى أن قرارًا يصدر من مجلس حقوق الإنسان، وهو جزء من أعمال المجلس الروتينية، سيكون بأي حال من الأحوال مقوضًا أو منتقصًا من الغاية المتمثلة في جلب الطرفين معًا إلى جنيف 2- إذ إن المُبتغى هو التوصل إلى حل سلمي هناك- حل سلمي متفاوض عليه- لهذا النزاع، وهو سيكون السبيل الأفضل وربما الوحيد لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان التي نشهدها وتروعنا، والتي تُمارس الآن في سوريا.
وفيما يتعلق بمشاركة المعارضة، فهذا شيء من الواضح أنه لا يزال قيد المناقشة داخل وبين عناصر المعارضة. إننا مستمرون في التواصل معهم، حتى في هذا الوقت الذي يجتمعون فيه في إسطنبول، ويبقى علينا أن ننتظر لنرى كيف سيحل هذا الأمر نفسه.
وشكرًا جزيلا لكم جميعًا.