العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ

اردوغان يبدي ثقة كبيرة بالنفس رغم التظاهرات

المظاهرات في تركيا اليوم . (ا ف ب)
المظاهرات في تركيا اليوم . (ا ف ب)

يرى محللون ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يبدي منذ بداية التظاهرات في بلاده ثقة في النفس لا تقبل الشك، مستندا في ذلك الى ما يتمتع به من شعبية تاكدت مرارا في الانتخابات منذ 2002، وهو ما يشكل احدى ميزاته لكنه يعكس ايضا نوعا من عزلة السلطة.

وخرج الاف الاشخاص الى الشوارع منددين بالسياسات المحافظة الاسلامية التي يفرضها رئيس الحكومة في بلد يدين معظم سكانه بالاسلام لكن يحكمه منذ نحو قرن نظام علماني.
لكن اردوغان يرى ان المحتجين هم "قلة من الرعاع". وقال الاحد "انا لست ديكتاتورا. هذا لا يسري في عروقي".
وتعزز الانتصارات الانتخابية ثقة اردوغان، الرجل السياسي الذي انطلق من الصفر -كان بائع مشروبات في حي كاسيمباسا الشعبي في اسطنبول- وارتقى سلم الحكم حتى اصبح رجل الدولة الابرز منذ مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.
وقال هيو بوب من مجموعة الازمات الدولية لفرانس برس "انه رئيس وزراء انتخبه الشعب بغالبية 50% قبل سنتين فقط. انه واثق جدا".
ويعتبر هذا الانجاز كبيرا لا سيما ان اردوغان يمسك بقوة بمقاليد الحكم منذ اكثر من عشر سنوات وقد تحسنت نتائج حزب العدالة والتنمية (الاسلامي المحافظ) في كل انتخابات تشريعية (34% في 2002 و47% في 2007 و50% في 2011).
كما ان بامكانه الافتخار بانه نهض بالاقتصاد التركي الذي كان يعاني من ازمات متكررة: وبلغ دخل الفرد في تركيا ثلاثة اضعاف ما كان عليه عندما تولى الحكم.
وقال المحلل السياسي جنكيز اكتر من جامعة بهجسهير في اسطنبول، ان "اردوغان راهن على الاقتصاد لكسب رضى الجماهير، وقد نجح في ذلك لان مجتمع الاستهلاك في اوجه في تركيا (...) والناس يغتنمون الفرصة ويتهافتون على التبضع فعلا".
وتابع "لكن يبدو ان مقولة +استهلك واسكت+ لها حدود، (...) يريدون ايضا حريات".
واكد بوب انه "سيكون من الجيد فعلا ان يبدأ (حوارا) مع قسم كبير من المتظاهرين".
ويصب هذا في مصلحته بالفعل حيث ان الانتخابات الرئاسية مقررة السنة المقبلة ويتوقع ان يترشح اليها. ومن جهة اخرى يأمل رئيس الحكومة بتعديل الدستور لتعزيز صلاحيات الرئيس قبل حلول موعد الاقتراع.
وبعد انطلاقتها من حملة محلية دفاعا عن حديقة مهددة بمشروع عقاري حكومي قرب ساحة تقسيم في اسطنبول، امتدت حركة الاحتجاج الى كافة انحاء البلاد بعد تدخل الشرطة بعنف الجمعة ضد المدافعين عن البيئة.
واجتاحت حشود المتظاهرين من مختلف الاتجاهات ساحات كبرى المدن مرددين "ديكتاتور، استقل!"، بينما تكثفت الصدامات مع الشرطة.
وكثيرا ما اتهم رئيس الوزراء بالتسلط ومحاولة فرض تيار اسلامي محافظ على المجتمع التركي.
وغالبا ما ينتقد المدافعون عن حقوق الانسان الذين يحتجون ايضا على ازدياد عدد الصحافيين المعتقلين، تهجم اردوغان المستمر على وسائل الاعلام وكثرة المحاكمات بتهمة التآمر على الحكومة والتي القت في السجون مئات المدنيين المقربين من المعارضة والعسكريين.
واثار اردوغان (59 عاما) الممارس لشعائر الاسلام، مجددا غضب الاوساط الليبرالية قبل 11 يوما عندما عمد الى المصادقة على قانون يحد من استهلاك وبيع الكحول -ولم يصادق الرئيس على القانون بعد لكي يدخل حيز التنفيذ-.
وقال قمر قاسم من مركز دراسات "يوساك" ومقره في انقرة "نتحدث عن حكومة تحكم البلاد منذ 2002 وقد حسنت باستمرار نتائجها الانتخابية. وهذا يؤدي بطبيعة الحال الى انهاك وافراط في الثقة في النفس".
لكن اردوغان لن يبقى لامباليا تحت ضغط الراي العام في وقت تجري فيه السلطات التركية مفاوضات سلام دقيقة مع انفصاليي حزب العمال الكردستاني، على ما يرى بوب.
واكد بوب "أنه رجل برغماتي" يعرف ان اضعاف موقفه قد يعرض للخطر جهوده الرامية الى وضع حد لثلاثين سنة من النزاع بين الجيش والمتردين الاكراد في جنوب شرق تركيا.
واضاف ان من شان تلك الجهود اذا تكللت بالنجاح، ان تؤدي الى كتابة اسم اردوغان بخط عريض في التاريخ، لا سيما انه تحمل من اجلها مخاطر سياسية كبيرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:23 ص

      اللهم انصر كل مظلوم

      القذافي قالها وراح لمزبلة التاريخ انتهاء عصر الدكتاتورية وأتى زمن الشعوب

اقرأ ايضاً