عبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن خشيته بأن يكون عيد الأضحى لهذا العام الأصعب بالنسبة إلى مسلمي فرنسا بالنظر إلى إغلاق الإدارات والمحلات العمومية، ومن ضمنها المسالخ العمومية نتيجة توافق عيد الأضحى مع أعياد الميلاد وخصوصاً عيد رأس السنة الميلادية.
يأتي ذلك في الوقت الذي عقدت فيه إحدى المنظمات الفرنسية اتفاقا مع إحدى الشركات من أجل توفير الأضاحي يوم العيد. ودعا مسئول مسلم إلى تعميم هذه التجربة؛ حتى يتفادى مسلمو فرنسا ضائقة إغلاق المسالخ بمناسبة أعياد الميلاد.
وعبّر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن خشيته من عدم فتح المسالخ العمومية وخصوصاً أيام عيد الأضحى التي تتوافق هذه السنة مع أعياد رأس السنة الميلادية، فيما عبر مسئول في وزارة الداخلية الفرنسية حضر اجتماع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن رغبته في أن «يطلق حوار من أجل إيجاد حلول عملية للمشكلة».
ويشكل ذبح الأضاحي أيام العيد مشكلة تفاقمت خلال السنوات الأخيرة بالنسبة إلى مسلمي فرنسا الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين نسمة، إذ لم تَعُد المسالخ تستوعب الأعداد الكبيرة التي تذبح في عيد الأضحى، ما يدفع الكثير من المسلمين لذبح الأضاحي في المنازل بشكل سرّي، وهو الأمر الذي يعاقب عليه القانون الفرنسي.
وقدر عدد الأضاحي التي ذبحت بطريقة قانونية في المسالخ بفرنسا السنة الماضية بـ127 ألف أضحية ذبحت في 178 مسلخًا، بينها 33 مسلخًا مؤقتًا.
وفي محاولة لحل ذلك الإشكال، طرحت منظمة فرنسية مسلمة تنشط في ضواحي العاصمة الفرنسية (باريس) تعميم عقد اتفاق مع شركة «كارفور» صاحبة المجمعات التجارية المنتشرة في فرنسا وفي العالم؛ لتقوم الشركة بمهمة توفير لحوم الأضاحي لمسلمي فرنسا، وتكليف الشركة بمهمة التنسيق مع المسالخ من أجل عيد الأضحى.
وعقدت جمعية النور المسلمة التي تنشط في منطقة «جونفيلي» بضواحي العاصمة الفرنسية باريس اتفاقا مع «كارفور» بالمنطقة ذاتها تعهدت بموجبها الشركة بتوفير أضاحي العيد لكامل منطقة جونفيلي والتي تضم نحو 30 ألف مسلم، كما تعهدت الشركة ذاتها بحل مشكلة إغلاق المسالخ أيام رأس السنة، كما تعهدت الشركة بأن يتم ذبح الأضاحي بعد صلاة العيد مباشرة، وأن يتم الذبح بإشراف مسئولي الأقلية المسلمة في المنطقة.
المسالخ لا تكفي
قال المسئول في جمعية النور عيسى نهاري : «إننا نطالب بتعميم التجربة على مختلف المدن والأقاليم الفرنسية حتى نتفادى مشكلة الازدحام على المسالخ وإغلاقها، وخصوصا أن هذا العيد يتوافق مع أعياد رأس السنة الميلادية».
وسبق أن أثارت ذبائح «الأضاحي الجاهزة» لكارفور الجدل داخل الأقلية المسلمة، وخصوصاً أن تجربة العام الماضي شهدت تأخيرًا في توزيع الأضاحي على أصحابها، وفي هذا السياق أوضح نهاري قائلاً: «مشكلة التأخير في توزيع الأضاحي غير مطروحة هذا العام؛ لأن كل فرع لكارفور سيعمل في منطقته المحلية، وبالتالي فإن التوزيع سيضمن فيه أن يكون بعد صلاة العيد مباشرة، وغير بعيد عن محل سكن المسلمين القاطنين في المنطقة».
مشكلة إغلاق المسالخ أيام أعياد الميلاد والبحث عن حل لها لم تمنع الأقلية المسلمة في مدينة مرسيليا (ثاني أكبر مدينة في فرنسا) من الاستعداد لتنظيم مهرجانها الشهير «العيد في الحي» في دورته الثالثة.
ومن المنتظر أن يمتد مهرجان «العيد في الحي» لمدة 14 يومًا، ويتضمن برنامجًا متنوعًا من الفنون والمعارض وعرضًا لأفلام الجيل الثاني والثالث من مسلمي فرنسا كفيلم «أنديجان» الذي يروي مشاركة المسلمين في تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، ويتضمن الفيلم كذلك ورشًا للصناعات التقليدية لآباء المهاجرين وعروضا موسيقية متنوعة?
العدد 1568 - الخميس 21 ديسمبر 2006م الموافق 30 ذي القعدة 1427هـ