العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ

الأميركيون يحتفلون بميلاد المسيح لكنهم لا يعرفون أين تقع بيت لحم!

احتفل ثلث البشرية أمس بيوم مولد المسيح وتصبو أعناق الأميركيين نحو مهد المسيح في بيت لحم، لكنهم لا يعرفون أين تقع المدينة، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد زغبي. وكشف الاستطلاع أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن مدينة بيت لحم هي مدينة إسرائيلية يقطنها مزيج من المسلمين واليهود ولا يعرف أنها مدينة فلسطينية بالضفة الغربية يسكنها غالبية من المسيحيين والمسلمين سوى 15 في المئة فقط من الأميركيين.

و أجرى معهد زغبي الدولي الاستطلاع بالتزامن مع استطلاع آخر أجري في المدينة نفسها من قبل مؤسسة فلسطينية، وذلك بتكليف وتمويل من مؤسسة «افتحوا بيت لحم» لإلقاء الضوء على محنة سكانها بعد بناء «إسرائيل» لحائط الفصل العنصري الذي أفرغها من غالبية مواطنيها المسيحيين وزاد أزمتها الاقتصادية مرارة.

وقد ألقى 78 في المئة من المسيحيين الذين يعيشون في المدينة باللوم في خروج المسيحيين منها على الحصار الإسرائيلي لها بينما زعم نحو 50 في المئة من الأميركيين أن هذا يعود للسياسة الإسلامية فيما يحجم 7.4 في المئة منهم عن لوم «إسرائيل» على ذلك.

ويعتقد أربعة من بين كل 10 أميركيين أن الهدف من الحائط هو حماية أمن «إسرائيل» مقابل 9 من بين كل عشرة من مواطني المدينة يعتقدون أن الحائط هو جزء من خطة لاستيلاء «إسرائيل» على المزيد من الأراضي الفلسطينية.

ويبدي غالبية الأميركيين اهتماما بالمدينة، إذ يطالب65.5 في المئة منهم بأن تقوم الأمم المتحدة بإدراجها في قائمة التراث العالمي ويدعو 80.6 في المئة منهم إلى أن تحتفظ المدينة بوجود مسيحي قوي.

ويتذبذب موقف الأميركيين من جدار الفصل إذ يؤيده 31.5 في المئة ويعارضه 31.6 في المئة. لكن أكثر من ثلثي الأميركيين يعتقدون أن زيارة المدينة غير آمنة بينما يرى 80 في المئة من سكان المدينة أنها آمنة للزائرين. ويشك 17 في المئة من الأميركيين في تعايش المسلمين والمسيحيين في سلام بينما أشار الاستطلاع الفلسطيني إلى أن 90 في المئة من مسيحييها يرون عكس ذلك ويقولون إن غالبية أصدقائهم من المسلمين والعكس صحيح. ويعتقد 70 في المئة من مسيحيي المدينة أن «إسرائيل» تتعامل مع التراث المسيحي للمدينة بوحشية أو بلا مبالاة.

وأشار الاستطلاع الآخر الذي أجراه المركز الفلسطيني للأبحاث والحوار الثقافي إلى أن أكثر من ثلثي سكان المدينة من المسيحيين يعتقدون أن السلطة الفلسطينية تعامل التراث المسيحي باحترام، وهي النتيجة التي يمكن أن تصيب بالدهشة من يعتقدون أن انتخاب حماس قد وتر العلاقات بين المسيحيين والمسلمين هناك. وقالت ليلى صنصور، رئيسة حملة «افتحوا بيت لحم» التي ينظمها الكثير من النشطاء والشخصيات البارزة والمفكرين من العرب والأميركيين في الولايات المتحدة، أن الاستطلاع الذي أجرى في أميركا ربما يظهر دعما هائلا للتراث المسيحي للمدينة، لكن الاستطلاع الذي أجري بين مسيحيي المدينة يؤكد أن المدينة لا يمكن أن تحفظ تراثها وتحافظ على وجود المسيحيين بها طالما ظل هذا الجدار قائما. وقالت صنصور إن الخيار مؤلم وهو إما أن يظل الجدار ومعه تفقد المدينة هويتها المسيحية أو يزال وتحتفظ المدينة بسكانها المسحيين.

ومن المفارقات التي كشف عنها الاستطلاع أن نحو 60 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن سكان المدينة هم خليط من اليهود والمسلمين فيما لا يزيد عدد من يعرفون أنهم خليط من المسلمين والمسيحيين عن 15.6 في المئة. كذلك أشار 58 من الأميركيين إلى أن المدينة تقع في «إٍسرائيل» بينما لم يعرف سوى 26 في المئة منهم أن المدينة واقعة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.

وأشار استطلاع المركز الفلسطيني إلى أن 22.4 في المئة من سكان بيت لحم يعتبرون البطالة هي مشكلتهم الرئيسية مقابل 5.9 في المئة يعتبرون الهجرة هي المشكلة الأكبر و4.3 في المئة مصادرة الأراضي من قبل «إسرائيل» بينما 67.4 في المئة أن المشكلة الكبرى هي خليط من هذه الأمور الثلاثة. وعندما سئل السكان عن العامل الرئيسي الحالي في هذه المشكلة، قال 38.1 في المئة أنه الاحتلال الإسرائيلي و39.1 في المئة أنه جدار الفصل العنصري و19.2 في المئة أنه الانقسام داخل مجتمع المدينة.

وتبين أن 38.9 في المئة من الأميركيين لا يعلمون عن مكان الحائط في المدينة وحولها وانقسم من يعلمون إلى فريقين متساويين أحدهما يؤيد والآخر يعارض الجدار. واعتقد 40.6 في المئة من الأميركيين أن الهدف من الحائط هو حماية أمن «إسرائيل» مقابل 19.4 في المئة رأوا أن هدفه هو مصادرة أراضي سكان بيت لحم من أجل توسيع أرض «إسرائيل»?

العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً