العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ

دعوات أميركية متزايدة لانسحاب من العراق

من ضاحية فقيرة مازالت مهدمة في مدينة نيو أورليانز الأميركية التي ضربها الإعصار كاترينا بدأ جون ادواردز الديمقراطي حملته الانتخابية ليخوض سباق الرئاسة الأميركية باسم حزبه بالدعوة إلى خفض القوات الأميركية في العراق تمهيداً لسحبها واستعادة الزعامة الأميركية في العالم وانهاء الفقر. وقال ادواردز الذي كان المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات العام 2004 إن الولايات المتحدة يجب ألا تقود بقوتها العسكرية بل من خلال «سلطة أخلاقية» تضررت كثيراً من سياسات إدارة الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش. وتأتي هذه الدعوة ضمن الكثير من الدعوات المماثلة للرئيس الأميركي جورج بوش لوقف حد للتدخل الأميركي في العراق وهي دعوات سيبدأ معها - كما يبدو - الرئيس الأميركي عامه الجديد. وقال ادواردز وهو يرتدي الجينز وحذاء مرتفع الرقبة يرتديه العمال وقميصاً قطنياً «لم نعتد أن نكون دولة غوانتانامو وسجن أبوغريب (العراقي). بل كنا الشعاع العظيم الذي يضيء باقي العالم وتحتاج أميركا أن تكون هذا الشعاع مجدداً». وقال متهكماً: «كان لدينا فريق للسياسة الخارجية من أكثر الفرق خبرة في التاريخ (وزير الدفاع السابق دونالد) رامسفيلد (ونائب الرئيس ديك) تشيني.

لقد كانا كارثة مطلقة بكل المقاييس». وادواردز (53 عاماً) هو ثالث مرشح يقفز رسمياً في السباق الديمقراطي حتى يفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية للعام 2008 وقد ينتهي به الأمر للتنافس مع منافسين بارزين مثل السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك اوباما. وأظهر استطلاع لرأي 600 من الناخبين في ولاية ايوا وهي ولاية مهمة تجري فيها أول سباقات الرئاسة في يناير/ كانون الثاني العام 2008 أن ادواردز واوباما جاءا في المقدمة بنسبة 22 في المئة وإن كانت هذه الاستطلاعات لم تصدق في كل الأحيان. ودعا ادواردز إلى خروج الولايات المتحدة من العراق على أن يبدأ ذلك بسحب ما يتراوح بين 40 و50 ألف جندي قائلاً إن الحل الوحيد للعنف هناك هو الحل السياسي. وكان السناتور الديمقراطي السابق عن ولاية نورث كارولينا قد وافق على حرب العراق لكنه يقول إنه أدرك الآن أنها كانت خطأ. كما طالب أيضاً بانضمام الولايات المتحدة إلى جهود مكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال إن الدول الأخرى «بحاجة إلى أن ترى وجهنا الأفضل الآن». وحتى يؤكد رسالته بدأ ادواردز حملته في مدينة نيو أورليانز التي دمرها تماماً الإعصار كاترينا العام الماضي والتي لم ينته فيها ضحايا الإعصار الفقراء من بناء منازلهم من جديد. وقال مشيراً إلى الفارق الكبير بين الأغنياء والفقراء «نيو أورليانز تبرز وجود الأميركيتين. نريد أن نظهر أن أقوى أمة على الأرض لن تقف مكتوفة الأيدي وتسمح باستمرار هذا». وافتتح ادواردز مركزاً لمكافحة الفقر في نورث كارولينا ودعا في برنامجه الانتخابي إلى منصب نائب الرئيس مع السناتور جون كيري إلى سد الفجوة الاقتصادية الهائلة بين «الأميركيتين».

* صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية?

العدد 1576 - الجمعة 29 ديسمبر 2006م الموافق 08 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً