العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ

القوات الإثيوبية تتجه نحو آخر معاقل «المحاكم»

«الحكومة» تعين رئيس بلدية لمقديشو وألف مقاتل إسلامي لايزالون فيها

توغلت الدبابات الإثيوبية أمس في جنوب الصومال انطلاقا من العاصمة (مقديشو) لمهاجمة آخر معاقل «اتحاد المحاكم الإسلامية» في مدينة كيسمايو الساحلية في حين حث زعماء الحركة مقاتليهم إلى الصمود.

وحث رئيس «المحاكم» شيخ شريف أحمد -الذي فرت قواته من العاصمة الخميس الماضي- الآلاف الذين تجمعوا في إستاد كيسمايو للاحتفال بعيد الأضحى على الدفاع عن بلدهم ودينهم ضد القوات الحكومية المدعومة بالمدرعات والجنود والطائرات من إثيوبيا. وقال «إن الصومال تحت الاحتلال ولذلك قررنا أن نقاتلهم». لكنه قال «إن مجلس (المحاكم) مازال مستعدا للتفاوض مع الحكومة المؤقتة لكن الجنود الإثيوبيين يجب أن يرحلوا أولا». وأضاف «إن (المحاكم) شكلت لتحاول استعادة الاستقرار في بلد يعاني من الفوضى والتمزق بسبب سطوة زعماء الميليشيات على مدى 15 عاما».

في غضون ذلك، قال سكان إن المقاتلات الإثيوبية شوهدت فوق كيسمايو وبلدة جيليب القريبة خلال اليومين الماضيين.وذكر جندي في الحكومة الصومالية أن قوات «المحاكم» لغموا الطريق السريع من مقديشو أثناء انسحابهم. وأضاف «نتوجه إلى جيليب في قافلة من 15 دبابة إثيوبية. هناك المزيد من القوات التي ستتوجه إلى بوالي وأنا واثق أن القتال سيندلع قريبا».

من جهتهم ، قال مقاتلو «المحاكم» إنهم يتوقعون الهجوم. وقال أحدهم «سنقاتل المحتلين الإثيوبيين... الجهاد لن يتوقف».

من جانب آخر، هبطت طائرة مروحية عسكرية إثيوبية تقل الرئيس عبد الله يوسف أحمد في مدينة افغوي (20 غرب مقديشو). وقال للصحافيين في معسكر متهدم للجيش بعد الاجتماع الذي عقده مع سلطات وأعيان افغوي إضافة إلى رئيس الوزراء علي محمد جيدي الذي جاء من مقديشو لملاقاته «سنفعل ما بوسعنا لإرساء الاستقرار في المجتمع وتجنب تنامي القوى المعادية للسلام».وأضاف «أن الحكومة عليها واجب إعادة السلام». وتابع «إن الأسلحة النارية انتشرت في أنحاء البلاد على مدى 15 عاما من الحرب الأهلية». وقال «إن الصوماليين بحاجة الآن إلى تبادل العفو والشد على أيدي بعضهم البعض». وقال أنه لن يدخل العاصمة هذه المرة وسيعود إلى قاعدة الحكومة في بيداوا.وأضاف «سآتي إلى مقديشو بمجرد أن تستقر الأوضاع».

إلى ذلك،عينت السلطات الصومالية رئيس بلدية ومحافظا جديدا لمقديشو على أثر الاجتماع في افغوي.واتفق الأعيان والحكومة على إعادة محمود حسن علي على رأس بلدية ومحافظة مقديشو بعد إن كانت طردته «المحاكم» إثر سيطرتها على العاصمة في يوليو/ تموز الماضي.كما قررت السلطات إبقاء قائد شرطة مقديشو في منصبه، وهو كان عين من جانب الحكومة الانتقالية واستمر في عمله في ظل إدارة «المحاكم»، على ما أوضح وزير الداخلية الصومالي حسين عيديد إثر الاجتماع.

من جانب آخر، قال عيديد أن «نحو إلفي مقاتل» من «المحاكم» لا يزالون منتشرين بصورة متفرقة في مقديشو.

في المقابل، شارك مئات السكان في مظاهرة جنوبي مقديشو واحرقوا إطارات ورشقوا محلات تجارية وسيارات مدنية بالحجارة ورددوا شعارات مناهضة لوجود القوات الإثيوبية.وقال أحد المتظاهرين «لا يمكننا أن نقبل بهذه الحياة ولا نريد وجود الإثيوبيين في بلدنا. عليهم أن يرحلوا وإلا ستصبح التظاهرات أعنف وسنحصل على بنادق لمحاربة الإثيوبيين».

وفي أحياء أخرى تظاهر صوماليون تعبيرا عن فرحهم لاحتمال مجيء الحكومة الانتقالية للتمركز في العاصمة. وقال أحدهم «نحن بحاجة لحكومة شرعية والإثيوبيون ساعدوا الحكومة لذلك يعارضها البعض. سنحارب أولئك الذين سيزرعون الفتن من خلال التظاهر ضد الإثيوبيين».

وعلى الجبهة الدبلوماسية دعت الولايات المتحدة التي تدعم إثيوبيا مجددا الحكومة الصومالية للحوار مع مسئولي «المحاكم» مؤكدة انه «لا يوجد حل عسكري» في الصومال?

العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً