استقبل المسلمون في مختلف بقاع الأرض يوم أمس (السبت) عيد الأضحى المبارك كعادتهم في كل عام بالدعاء والصلوات والاستغفار وزيارة الأهل وتبادل التبريكات والتهاني بهذه المناسبة العظيمة، إلا أن الحزن بات واضحا في مناطق مختلفة من البحرين، إذ أبى الكثير من المواطنين الذين اعتادوا الدعاء للشيخ المجاهد المرحوم عبدالأمير الجمري (قدس سره) خلال الأعوام السابقة بطول العمر والصحة والعافية، أن يحتفلوا بعيد الأضحى بعد وفاته التي لم يمض عليها سوى 13 يوما.
وفي الوقت الذي خلت فيه الشوارع من الحركة صباحاً، بدت مزدحمة في الليل، إلا أن المجمعات التجارية كعادتها اكتظت بالناس، إذ إنها لم تخل من «المعيدين» الذين توجهوا إليها ليلاً للترفيه عن أنفسهم، وذلك بعد أن ذهب الأطفال ورموا الأضحية «الحيه بيه» بالقرب السواحل.
الوسط - فرح العوض
في الوقت الذي يستقبل فيه المسلمون عيد الأضحى المبارك سنويا بالدعاء والصلوات والاستغفار وزيارة الأهل وتبادل التبريكات والتهاني بهذه المناسبة العظيمة، خيم الحزن على الكثير من مناطق البحرين، وعلى آلاف المواطنين منذ يوم أمس (السبت) من الذين اعتادوا أن يدعو لشيخ المناضلين المجاهد المرحوم عبدالأمير الجمري (قدس سره) خلال الأعوام السابقة بطول العمر وبالصحة والعافية، إلا أنهم الآن أكدوا ما كانوا رددوه سابقا عندما كان الشيخ المرحوم معتقلاً وبعيداً عنهم «لا عيد والجمري بعيد».
وعلى رغم أن الحديث أحيانا قد لا يعبر عما في داخل الإنسان، فإن مراسم الاحتفالات بدت شبه مختفية عن الأجواء العامة في البحرين بعد رحيل الشيخ الجمري قبل 13 يوماً من الآن، لتقتصر على أداء صلاة العيد والدعاء والقيام بالعادات والتقاليد المتمثلة في زيارة «البيت العود» حرصا على التجمع وخصوصاً في وقت الغداء، كما أن الأجواء الاحتفالية في الشوارع في اليوم الأول شبه معدومة، إذ إنها لم تشهد حركة مرورية مزدحمة سوى في الليل، إذ توجه المواطنون إلى المجمعات للترفيه عن أنفسهم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد أن توجه الأطفال إلى السواحل والبحر لرمي الأضحية «الحية بية».
رئيسة جمعية المستقبل النسائية بشرى الهندي قالت إن «عيد الأضحى المبارك يعتبر عيداً من أعياد الله سبحانه وتعالى ومن الأيام الفضيلة، ولابد ألا ننسى ذلك، إلا أننا في الجمعية لن نقيم أو ننظم أي مراسيم للاحتفال بالعيد، ولن نبعث دعوات التهاني التبريكات للجهات التي تعودنا على تهنئتها في المناسبة السعيدة حزنا على وفاة الشيخ عبدالأمير الجمري (قدس سره)»، متوقعة أن «يعم هذا الشعور الكثير من الجهات والكثير من الأفراد في البحرين».
وأضافت الهندي أن «الشيخ الجمري رحمه الله يمثل للبحرين تاريخاً كبيراً، وبالتالي لا يمكننا أن ننسى هذا التاريخ في غضون أيام قليلة، وخصوصاً أنه رحمه الله قدم وضحى من أجلنا الكثير»، مشيرة إلى أنه «على رغم أن حزننا لن يغير من الواقع شيئاً فإنه لابد أن نشعر ونعيش هذا الإحساس الحزين والتقدير له». وأكدت الهندي «اننا في الجمعية نعد في الوقت الحالي لفعاليات حفل تأبين الشيخ المجاهد، عوضا عن انشغالنا بفعاليات عيد الأضحى المبارك».
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة النسائية في نادي سترة الثقافي رباب الملا «نحن في أسرتنا لن نقيم مراسم الاحتفال هذا العام، بسبب وفاة الشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله».
وأوضحت الملا قائلة إن «جرح رحيل الشيخ المجاهد لايزال ينزف في قلوبنا، وخصوصًا أنه يحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين، وذلك لما قدمه من تضحيات كبيرة من أجلنا ومن اجل مستقبلنا... شخصيا لا اعتبره إلا فرداً من أفراد أسرتي».
وأضافت الملا «صحيح أن عيد الأضحى يمر علينا مرة واحدة من كل عام، إلا أن الشخصية التي فقدتها البحرين ليست شخصية لا تنسى، وتضحياته كبيرة ولا تنسى بسهولة... وبالنسبة لي فهو يعتبر كالشريان الذي انقطع فجأة، لذلك نحن بحاجة إلى وقت طويل حتى نعود ونشعر بالأوقات السعيدة مرة أخرى».
وذكرت الملا أنه «لا يخفى على الجميع وعلى وسائل الإعلام تحديداً قصة جهاد الشيخ والتضحيات التي قدمها للجميع على حساب نفسه وصحته، لذلك أرى أنه من الصعب أن نتناسى كل ذلك في لحظات ستعود علينا في السنوات المقبلة إن شاء الله»، مقدمة بأحر التعازي والمواساة إلى أفراد أسرته?
العدد 1577 - السبت 30 ديسمبر 2006م الموافق 09 ذي الحجة 1427هـ