عزيزي القارئ عندما بدأت بالكتابة وخصوصا الكتابات النقدية وللمشكلات الاجتماعية والواقعية... اختلفت وجهات النظر في تقبل هذه الكتابات وطرحها... فقد تلقيت النقد الكثير والمدح الكثير... في حينها وقعت بين قوس وقوسين، الاول من كان يشجعني على الكتابة وطرح القضايا واعطاني الدافع للاستمرار والمواصلة في البحث عن كل ما هو جديد يهم المجتمع وسعيا وراء الافضل... فقد تلقيت اتصالاً من احد المسئولين المرموقين في الدولة واشاد بكتاباتي... وطلب مني الاستمرار حين ذكر لي ضرورة طرح مثل هذه القضايا الحساسة لاننا بحاجة إلى ذلك لمعرفة الصواب من الخطأ وتعديل الخطأ اذا امكن وانا بدوري اتوجه إليه بجزيل الشكر على تشجيعه.
وبين القوس الاخر... من قابلني بالنقد اللاذع واتهمني بالتلميح إليه من خلال كتاباتي... وطالبني بالتوقف عن طرح مثل تلك القضايا ملمحا بأنني لن اجني من ورائها سوى العداوات والمضايقات «ستترنجف» والقوس الاخير... حاول كسر قلمي لمنعه من الكتابة والتعبير ولكن لم يزدني ذلك إلا إصراراً وتحدياً على كشف الخبايا والمجهول ففي قرارة نفسي أعلم بأن قلمي وجد لكشف المستور وليس لإرضاء البعض... وما يعطيني الدافع الاقوى حين يلجأ إليّ بعض الاشخاص ويطلب مني عرض مشكلته وطرحها والتي يعاني منها الكثير... واتحسس منه معاناة الناس العاديين والذي لا يمكن التعبير عن معاناتهم الا بالقلم ولكن في خضم هذه المتناقضات ايقنت أن «رضا الناس غاية لا تدرك».
وان الاختلاف موجود وهو فطرة في الانسان وانه من المستحيل ان يتفق الناس جميعا على رأي... وتختلف ردات فعل الناس في تقبل او رفض مثل هذه القضايا... فمنهم من لا يهتم بطرحها ومنهم من يخاف ان تطرح... ومنهم من تغرقه السعادة والرضا حين يرى مثل هذه القضايا والمشكلات تطرح ولكنه لا يتحدث... والاخير من يحاول جاهدا مساعدتك ودعمك ومساندتك.
وايضا تقع بين قوس وقوسين... في فهم البعض إلى هذه الكتابات... فقوس يظنك تكتب لمجرد تصفية حسابات وحبا في الهجوم والنقد... وقوس يتهمك بحب الظهور على حساب كتاباتك وطرحك لهذه القضايا... وقوس آخر يطلب منك الكتابة ويشجعك ولكن حين تتعرض إليه يظهر مخالبه مانعا اياك من الكتابه.
فهم لا يعلمون بأن القلم رسالة والكتابة ضمير والضمير يحتم عليك ان تكتب الكثير مما تراه بعيدا عن الخط المستقيم وفي النهاية تقع بين قوس وقوسين.
صالح العم?
العدد 392 - الخميس 02 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ
