أعلن نائب رئيس الجمهورية العربية السورية عبدالحليم خدام استقالته من منصبه، وقال في حيث تلفزيوني إن رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تلقى «تهديدات» من سورية، ومن الرئيس بشار الأسد. وأضاف خدام في حديث مثير للجدل «أسمع الحريري كلاماً قاسياً جداً من قبل الرئيس بشار الأسد». وأوضح ان ذلك تم قبل التمديد للرئيس اللبناني أميل لحود «بشهر». وتم التمديد في سبتمبر/ أيلول .2004 هو السني الوحيد في نظام يسيطر عليه العلويون في سورية. وكان لعبدالحليم خدام تأثير كبير على العلاقات الخارجية السورية في المنطقة خلال العقدين الأخيرين. وعلى رغم اعتباره في السابق خليفة الرئيس حافظ الأسد، فقد تقلّص نفوذه السياسي بشكل كبير في الفترة الأخيرة. وُلد خدام العام 1932 في بانياس، المدينة الشمالية الواقعة على شاطىء المتوسط. التقى خدام حافظ الأسد اثناء دراسته الحقوق في بداية الخمسينات، عبر الاتحاد الوطني السوري للطلاب والتحق بحزب البعث. بدأ مسيرته كمحام في دمشق حتى تسلم البعث للسلطة العام .1963 وسرعان ما تقدّم في صفوف الحزب ليصبح في العام 1967 حاكم منطقة القنيطرة ­ أكبر مدينة في الجولان ­ ثم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية من 1969 إلى .1970 وبعد الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد في نوفمبر / تشرين الثاني ،1970 تسلّم خدام منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء إضافة إلى القيادة القطرية والوطنية لحزب البعث الحاكم. في مارس/أيار ،1984 أصبح خدام أحد نواب رئيس الجمهورية الثلاثة. لعب خدام دورا أساسيا في عدة مبادرات خارجية أهمها التحالف الايراني­ السوري في الثمانينات وفي الملف السوري في لبنان منذ العام .1976 واكتسب لقب «المفوّض السامي» في لبنان لقدرته وقتها على بناء شبكة لاحكام القبضة السورية في البلاد. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1983 شارك خدام في مؤتمر «المصالحة الوطنية» اللبنانية في جنيف مكرّسا حق سورية في رفض أية تسوية مستقبلية لا تحفظ مصالح سورية في لبنان. وكان خدام الراعي الأساسي للاتفاق الثلاثي العام 1985 بين زعيم حزب القوات وقتها ايلي حبيقة، وزعيم حزب أمل الشيعي نبيه بري، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي فشل بعد طرد حديقة من بيروت الشرقية. كما كان دوره محوريا في اقناع مختلف الأطراف بالموافقة على اتفاق الطائف العام .1989 إلا أنه وبعد تسلم بشار الأسد للملف اللبناني العام ،1998 تقلّص نفوذ خدام كثيراً ليصبح دوره في الفترة الأخيرة شبه شرفي داخل النظام السوري.