قبل شهور قليلة، بدا الفوز باللقب العالمي السادس من خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل أمرا بعيد المنال عن المنتخب البرازيلي لكرة القدم في ظل تراجع مستوى ونتائج الفريق، كما أثارت عودة المدرب لويز فيليبي سكولاري إلى منصب المدير الفني لراقصي السامبا جدلا هائلا.
ولكن الانتصارات الثلاثة المتتالية للفريق في بطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل وخصوصا فوز الفريق على نظيره الإيطالي 4/2 أمس الأول (السبت) في ختام مبارياته بالدور الأول للبطولة كانت كلها أسباب أنعشت آمال البرازيليين وجددت الحلم في التتويج بلقب كأس العالم في منتصف العام المقبل. وأعاد الفوز 4/2 على إيطاليا المنتخب البرازيلي بين المرشحين بقوة لإحراز لقب المونديال في العام المقبل.
وواصل المشجعون مجددا ترديد السلام الوطني للبرازيل في المدرجات، إذ استمر المشجعون في ترديده لفترة طويلة بعد انتهاء عزف السلام الوطني قبل مباراة السبت ليؤكد الجميع مساندتهم للفريق في هذه البطولة على رغم الاحتجاجات التي تجتاح شوارع المدن البرازيلية ضد الحكومة وطريقة عملها في العديد من الأمور ومنها الإنفاق ببذخ وبشكل مغالى فيه على الاستعدادات لبطولة كأس العالم. وأقيمت مباراة أمس الأول وسط إجراءات أمنية محكمة إذ انتشرت شرطة مكافحة الشغب حول استاد «فونتي نوفا» بمدينة فورتاليزا والذي أقيمت عليه المباراة.
وحل سكولاري مكان المدرب المقال مانو مينزيس في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وبعدما غابت النتائج المقنعة والعروض الجيدة عن المنتخب البرازيلي على مدار نحو عامين وتراجع الفريق للمركز 22 في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة، أعادت البطولة الحالية المنتخب البرازيلي إلى فريق يحقق النتائج الجيدة في المنافسات الرسمية.
وهز مهاجم الفريق نيمار دا سيلفا شباك المنافسين للمباراة الثالثة على التوالي، إذ واصل الحفاظ على فرصته للسطوع على الساحة الدولية واستعادة المستوى الذي ظهر عليه من قبل مع ناديه السابق سانتوس البرازيلي. كما سجل زميله فريد هدفين في مباراة الأمس ليؤكد أن المنتخب البرازيلي أبعد ما يكون عن أن يصبح فريق النجم الواحد. ودأب فريد على هز شباك المنافسين خلال المباريات الودية التي خاضها مع المنتخب البرازيلي في الفترة الماضية بينما شهدت هذه المباريات عقما تهديفيا لنيمار. ويبدو أن سكولاري استقر بالفعل على تشكيلته الأساسية، إذ يقود فريد الهجوم ومن خلفه الثلاثي الهجومي نيمار وأوسكار وهالك، بينما يتألق في خط الوسط كل من لويز غوستافو وباولينهو وهيرنانيز ومن خلفه الرباعي الدفاعي مارسيلو وديفيد لويز وتياغو سيلفا وداني ألفيش أمام حارس المرمى المخضرم خوليو سيزار.
ولعب مدافع بايرن ميونيخ الألماني دانتي مكان لويز في مباراة السبت وسجل أول أهدافه الدولية مع الفريق ولكنه سيعود إلى دور الاحتياطي مجددا.
وأحرز المنتخب البرازيلي خامس وآخر ألقابه في بطولات كأس العالم تحت قيادة سكولاري في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. ولم يستعد المنتخب البرازيلي بعد لكأس العالم 2014 ولكنه استعد بالفعل لمباراته المرتقبة يوم الأربعاء المقبل في المربع الذهبي لكأس القارات والتي يتوقع أن يخوضها أمام منتخب أوروغواي المرشح لإنهاء فعاليات الدور الأول من المسابقة في المركز الثاني بالمجموعة الثانية. وقال سكولاري: «أود أن أرى فريقي يتحسن في لحظات ومواقف معينة. نيمار يمكنه أن يتطور بشكل أفضل. ولكنني أود أن يكون الفريق بأكمله بشكل أفضل. وإذا أصبح الفريق أفضل، سيكون نيمار كذلك».
وعن المباراة المقبلة قال سكولاري: «اعتقد بأننا جاهزون لنصف النهائي، لكن لا أقول الآن إننا جاهزون لكأس العالم».
وقال المدير الفني للمنتخب الإيطالي (الآتزوري) تشيزاري برانديللي إن المنتخب البرازيلي قد يفوز بلقب البطولة الحالية إذ يرشحه مع المنتخب الاسباني بطل العالم وأوروبا للمنافسة على اللقب. وأوضح برانديللي «رأيت المنتخب البرازيل يتطور. المنتخب البرازيلي يقدم كرة دقيقة. يمكنه الهجوم بأربعة لاعبين والذين يكونون أول من يستعيد الكرة أيضا».
العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ