العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ

عيون لا تنام

كان أحمد زكي في قمة تألقه الأدائي. وبشكل عام فإن الشخصيات التي أداها أحمد زكي في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة... حيث تعاطف هذا الفنان العبقري مع كل الأدوار. وفي فيلم (عيون لا تنام) نحن أمام شخصية إسماعيل، التي فيها أربع نقلات في الإحساس.

في البداية نلاحظ الشخصية عدوانية وكريهة، وساعة يشعر إسماعيل بالحب يصبح طفلاً... الطفولة تجتاح نظرته الى العالم والى الآخرين... تخيل يا (اسم المذيع الثاني) بان شخصاً يحب لأول مرة، وها هو يبتسم كما الأطفال، ثم يعود ليتوحش من أجل المال، ثم يحاول التبرئة، ثم يفقد صوابه.. كلها نقلات تقتضي عناية خاصة بالأداء.

يقول أحمد زكي أن هناك جملة حوارية أتعبته جدا، جعلته يحوم أمام الديكور ويحرق علبة سجائر بأكملها... مديحة كامل تسأل:«إنت بتحبني يا إسماعيل؟» فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب؟ يجيبها أحمد زكي: «أنا ما عرفش إيه هو الحب، لكن إذا كان الحب هو أني أكون عايز أشوفك باستمرار، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا، وعايزك ليّه أنا بس... يبقى بحبك».

تصور عزيزي القارىء... أن سطرين جعلا أحمد زكي يدور حول الديكور خمس أو عشر مرات... لحظة يبوح ابن آدم بحبه، لحظة نقية جدا، لابد أن تخرج من القلب... إذا لم تكن من القلب فلن تصل إلى المتفرج... ونحن أمام شخص ميكانيكي يعبر عن الحب، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة، وإنما ميكانيكي يعيش لحظة حب... هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم... مثلما صرح أحمد زكي?

العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً