افادت مصادر متطابقة الاربعاء (26 يونيو/ حزيران 2013) ان وزير الدولة للشؤون الداخلية في قطر سيصبح رئيس جديدا للوزراء خلفا للشيخ حمد بن جاسم ال ثاني البالغ النفوذ، وذلك في الحكومة التي سيشكلها الامير الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في بداية عهده.
واصبح الشيخ تميم بن حمد ال ثاني اصغر حكام دول الخليج عمرا (33 عاما) بعد ان خلف والده الشيخ حمد الذي تنحى عن الحكم امس الثلثاء.
ومن المتوقع ان تتضمن تشكيلة الحكومة الجديدة تغيير رئيس الوزراء الذي يشغل ايضا منصب وزير الخارجية ولعب دورا بارزا في حركة الاحتجاجات العربية.
وقالت مصادر قطرية لفرانس برس ان وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني الذي يشغل هذا المنصب منذ شباط/فبراير 2005 سيخلف الشيخ حمد بن جاسم، الامر الذي اكدته قناة الجزيرة القطرية.
واضافت ان الشيخ عبدالله وهو من الاسرة الحاكمة سيتولى رئاسة حكومة تضم تغييرا متوقعا في وزارات الداخلية والخارجية والمال والتجارة خصوصا.
واشارت المصادر الى ان نائب الشيخ حمد، خالد العطية سيشغل منصب وزير الخارجية.
وفي المقابل، سيبقى وزير الطاقة والبترول محمد السادة في منصبه في حين سيتم تعيين النائب العام علي بن فطيس المري وزيرا للعدل.
وسيلقي الشيخ تميم في اول خطاب له الى القطريين مساء اليوم الاربعاء في حدود الساعة 15,00 تغ بحسب بيان رسمي.
وتبقى مسالة تعيين ولي عهد جديد غير واضحة لاسيما ان الابن الذكر الاكبر للشيخ تميم يبلغ من العمر خمس سنوات فقط.
واستمر القطريون اليوم الاربعاء بتقديم البيعة الى الامير الجديد في الديوان الاميري، وذلك لليوم للثاني والاخير بحسب البرنامج الذي اعلنه الديوان.
واظهرت صور تبثها مباشرة القنوات القطرية الامير السابق والجديد يستقبلان القطريين ويصافحانهم.
وبات الشيخ تميم البالغ من العمر 33 عاما على راس دولة صغيرة تملك قدرات مالية هائلة وتلعب دورا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا على الساحة الاقليمية والعالمية، وذلك بعد ان حولها الشيخ حمد الى اكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وقد اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصالا هاتفيا بامير قطر الجديد معربا عن الامل في المزيد من التعاون بين البلدين، حسبما صرح مسؤول اميركي الاربعاء.
واضاف المسؤول ان كيري الذي يقوم بجولة في المنطقة هدفها تنسيق المساعدات للمعارضة السورية تحدث هاتفيا مساء الثلاثاء مع الشيخ تميم ووالده الشيح حمد.
ويعد تخلي الشيخ حمد عن الحكم سابقة في التاريخ السياسي الحديث للمنطقة، اذ لم يتخل اي حاكم وراثي طوعا عن الحكم.
وولد الامير الجديد عام 1980 وهو الابن الرابع للامير السابق والثاني له من زوجته الثانية الشيخة موزا بنت ناصر المسند. وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من اب/اغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الاكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو احد ابناء الشيخة موزا ايضا.
وقال المحلل السياسي ابراهيم شرقية لوكالة فرانس برس انه "ليس من المتوقع ان يكون هناك تغيير جوهري في السياسة الخارجية القطرية اذ ان وصول الشيخ تميم هو نتاج السياسة التي اتبعها والده منذ وصوله الحكم في 1995".
وكذلك غياب الشيخ حمد جاسم عن المشهد، وهو المعروف بكلامه الصريح واسلوبه غير الاعتيادي، "سيؤدي حتما الى تغيير في الاسلوب ولكن ليس في المضمون"، بحسب شرقية.
وقال المحلل ان "قطر بنت جسورا مع القوى الناشئة في المنطقة، لاسيما القوى الاسلامية التي من بينها الاخوان المسلون الذين حققوا اختراقات في دول الربيع العربي" وذلك في اطار "واقعية سياسية" تنتهجها.
واعتبر شرقية ان "هذا الخط لن يتغير في عهد تميم" بالرغم من الانتقادات التي تعرض لها والده بسبب دعمه للاسلاميين في تونس ومصر خصوصا.