شدد المتحدثون في الندوة الأسبوعية بمجلس جناحي بعراد على ضرورة الاعتراف بأن ما جرى في البحرين خلال العامين الماضيين هو جزء من الربيع العربي، وأن على جميع الأطراف، الحكومة- الموالاة- المعارضة - الجمعيات، أن تعترف بأخطائها وتتجه صوب الخروج من الأزمة.
وفي الندوة، التي عقدت مساء أمس الأول الأربعاء (26 يونيو/ حزيران 2013) بمجلس أحمد جناحي بعراد، بعنوان: «مجريات الأمور في الشرق الأوسط والتوقعات المستقبلية وانعكاساتها على البحرين»، تحدث فيها كل من الكاتب الصحافي علي صالح والباحث محمد الكويتي والصحافي حسين شويطر وأدارها أحمد ملك، ألقى المتحدثون الضوء على العديد من المحاور والمشاهد المرتبطة بانطلاق الثورات، والتي كان دافعها الأول (داخلي)، وليس آتياً من الخارج بسبب الاستبداد والحكم القمعي، الذي تعيشه الشعوب العربية.
وفي ورقته الأولى، تحدث الكاتب الصحافي علي صالح عن أن المنطقة العربي عانت من أنظمة استبدادية لا تريد الإصلاح ولا تؤمن بالديمقراطية، وتقوم على الفساد وتعمل بأساليب مشروعة وغير مشروعة لإطالة وجودها في الحكم، وبعد اشتعال شرارة الثورات، فإن الأنظمة العربية تعاملت معها وفق أسلوبين، الأول هو التفهم والوعد بالإصلاح أو محاولة الإصلاح لتلبية المطالب والحقوق حسب درجات متفاوتة، كما حدث في المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، فاستوعبوا المطالب بإعادة النظر في الدستور والإصلاح الديمقراطي في المغرب كان بدرجة أسرع، واستوعب حركة 20 فبراير/ شباط، وتم تعديل الدستور بتداول السلطة وحكومة منتخبة، كما تخلى الملك المغربي عن كثير من صلاحيات لصالح البرلمان والحكومة المنتخبة، وفي الأردن، تجري المسارات بالوعود الإصلاحية، غير أن الإخوان المسلمين هناك يدعون إلى الإصلاح، لكن همهم الأول هو في الهيمنة والحصول على أكبر كعكة من السلطة.
وأشار صالح إلى أن الأسلوب الثاني استخدام الأسلوب الأمني ومواجهة المطالب بالقمع والاعتقال والتجويع والفصل من العمل والاتهام بالطائفية والخيانة والتبعية لدول أجنبية، وبالتالي وتحت تلك الاتهامات، يتم رفض المطالب، وهذا ما تم استخدامه في عدد من الدول العربية، مما أدى إلى تصعيد المطالب لحد إسقاط النظام، كما رأينا في ليبيا ومصر واليمن.
بعيداً عن الكيان الصهيوني
وفي شأن مواقف أميركا والغرب من الثورات العربية، تحدث صالح عن أنهما -أي أميركا والغرب- لا يهمها أمر الثورات إلا اذا كانت قريبة من الصهاينة، فقد تم إسقاط القذافي لمصالح اقتصادية رغم كونه بعيد عن الكيان الصهيوني، وكذلك الحال بالنسبة لتونس، ثم اليمن دولة فقيرة وبعيدة عن الكيان الصهيوني فرماها الأميركان على الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، ووصلنا إلى سورية كونها ملاصقة للكيان الصهيوني، ولولا هذا العنف والخسائر البشرية فيها، ولولا التحالف مع إيران وحزب الله وتدخل العراق حالياً، لتم تطبيق انتقال السلطة في سورية كما جرى في اليمن، موضحاً أن الساحة السورية تحولت من ثورة سلمية مطلبية إلى ثورة مسلحة، وقد فُتحت سورية وحدث تدفق الإسلاميين، وتحول الصراع من ثورة لأجل الديمقراطية إلى صراع بين السنة والشيعة، ودخلت دول وحزب الله والتيارات السلفية والجهاديون المتطرفون، وبدأت تصفية الحسابات ودخلت دول المنطقة مع هذا الطرف أو ذاك، وهدف تلك الدول العربية والغربية هو ضرب إيران وحزب الله في الساحة السورية، وليس ضرب النظام السوري أو الدفاع عن حقوق الشعب السوري.
وزاد قوله: «أساس المشكلة أن إيران تريد أن تكون قمة إقليمية فاعلة في المنطقة، ولإثبات قوتها فهي لديها ملفها النووي، وهي متشبثة بالقوة النووية لتفرض نفسها كقوة، والغرب وأميركا لا يريدون لإيران أن تكون قوة فاعلة، وكل ما تفعله إيران اليوم هو للاعتراف بها كقوة إقليمية»، مختتماً بالقول إن بعض الأنظمة العربية التي لم تحدث بها ثورات، عمدت إلى تشويه الثورات والتأسف على ما حل بها من مظاهر عدم الاستقرار بعد إسقاط حكامها.
مطالب تم اختطافها..
أما بالنسبة للوضع في البحرين، نوه صالح إلى أن ما حدث في البحرين هو جزء من الربيع العربي، وكانت هناك ولا تزال مطالب طويلة سبقت 14 فبراير، منها المطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات فهي قائمة منذ زمن طويل، ولأن الثورات بدت كحطب الدومينو، فإن كل شعب ينتفض يتبعه الشعب التالي، ولكن البحرين مطالبها دستورية مشروعة، وقد تحدث عاهل البلاد في مقال نشر في «الواشنطن بوست» في شهر يوليو/ تموز من العام 2011 عن أن هناك مطالب سياسية مشروعة، لكن تم اختطافها من جهات لا تريد الإصلاح وتتجه نحو المنحى الطائفي، كما أن وزير الخارجية البحرينية وصف في قمة بغداد في ذلك العام الربيع العربي بما فيه البحرين، وتوجه بالشكر إلى تونس لأنها بدأت انتفاضات الربيع العربي، أضف إلى ذلك، أن سمو ولي العهد وضع المبادئ السبعة وكلها إصلاحية، وذلك دليل على أن البحرين بحاجة لإصلاح.
وقال إن المشروع الإصلاحي تباطأ، وهذا يعود بنا إلى التحركات التي بدأت منذ العام 2002 بالعريضة الدستورية والمؤتمر الدستوري لأن يستمر الإصلاح والديمقراطية وإصلاح الاقتصاد، والقضاء على الفساد لحل مشكلة الفقر وتحسين معيشة المواطن، وما حدث في فبراير هو أن كل تلك المطالب طُرحت بصوت عال ومتواصل.
تسريبات عمّا سيجري
وشدد بالقول: «لأن السلطة لم تستجب لتلك المطالب، حدث التغير والخروج عن السيطرة وفقدان السيطرة مستمر حتى اليوم، لكن على الجميع أن يقف ويعترف بالأخطاء. الحكومة، المعارضة.. الحكومة اختارت الحل الأمني وراهنت على هزيمة المحور السوري الإيراني وحزب الله لأن المعارضة البحرينية مدعومة منها، إلا أن هناك بعض التسريبات تشير إلى أنه مع توقف الحوار في الشهرين المقبلين، سيتم الاتفاق في الشهر المقبل على تطوير النظام الانتخابي، وأن يكون مجلس الشورى من 30 عضواً شبه منتخب يمثل 80 بالمئة منه ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني و20 بالمئة يعينهم الملك، والترتيب لانتخابات مبكرة لمجلس ممثل للشعب يعطى صلاحيات أكثر فيقوم بدور التشريع والرقابة»، لكنه لفت النظر إلى أهمية إصلاح الإعلام للتعبير بوضوح عن مسار الإصلاح، أما إذا بقي الإعلام تحت السيطرة كما هو الحال الآن فلن يتغير الوضع، ولابد من التأكيد على أن هناك اليوم مطالب دولية تجاه البحرين للنهوض بالإصلاح والديمقراطية.
أنظمة دكتاتورية شمولية
واستهل الباحث محمد الكويتي حديثه بالإشارة إلى أن الوضع في العالم العربي معقد والإحاطة به ليست سهلةً أبداً، فهناك عدد من العوامل ومنها الأنظمة الدكتاتورية الشمولية.. النفط الذي يعقد الموضوع ويدوله.. أمن الصهاينة.. التيارات الإسلامية.. القومية.. الليبرالية.. صراع سياسي.. صراع طائفي.. التخلف العلمي والاقتصادي المؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة وتردي الدخل، وهنا، فالوضع السوري يلخص كل هذا التعقيد.
واستعان الكويتي بدراسة حديثة تستحق النظر ضمن استطلاع رأي حول الربيع العربي شمل 21 ألف مشارك من 14 دولة، ولعل المقلق جداً من ذلك الاستطلاع أنه في بعض الدول، تراوحت نسبة بين 7 إلى 40 بالمئة من المشاركين «يعتقدون أن التكفيريين على حق»، وهذا يعطينا مؤشراً على الصراع بين التيارات الإسلامية والديمقراطية، خصوصاً وأن 67 بالمئة يرفضون التيارات الدينية واستغلال الدين لأهداف سياسية، ولكن بالنسبة للتفاؤل بنجاح الثورات لتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد، تبين أن 75 بالمئة من المشاركين متفائلون بنجاح الثورات على مدى 15 إلى 20 سنة، فيما توقع 23 بالمئة فشل تلك الثورات.
وحول مدى صمود الثورات في وجه التدخلات الخارجية وسيطرة التيارات، قالت نسبة 61 بالمئة أن الثورات تطور إيجابي، فيما رأت نسبة 22 أنها سلبية ولن تحقق أهدافها، وهي التي أشعلت الطائفية، فيما يرى 3 بالمئة أنها مؤامرة، أما من ناحية كونها ذات أبعاد داخلية وليست خارجية، أجاب 77 بالمئة بأن دوافع الثورات داخلية، فيما رأت نسبة 3 بالمئة أن الحل هو القضاء على الثورات، وأشارت نسبة 13 بالمئة إلى أنهم لا يؤيدون الثورات، ولا يعرفون من هم هؤلاء.
وانتقل الكويتي إلى محور آخر، وهو أن هناك حديثاً عن مشروع إيراني وآخر تركي ومشروع أميركي، لكن بالمقابل لا يوجد مشروع عربي!، مؤكداً على أن الوضع في الخليج متشعب والعامل الأكبر فيه هو العامل الإيراني، لكن :»هل هو العامل الوحيد، أم يُستخدم ويُضخم؟ نعم عندنا مطالب مشروعة.. ليست في البحرين فقط بل في كل دول الخليج وبدرجات متفاوتة»، لكنني اختتم بالتأكيد على ما قاله الكاتب علي صالح وهو أن الأزمة في البحرين بدأت سياسية ثم تحولت إلى طائفية، وقد أخطأ الكل، وعلى الكل أن يعترف بالخطأ ويتحمل جزءاً من المسئولية.
الشرق الأوسط الجديد
ومن جهته، دعا الصحافي حسين شويطر الحضور إلى قراءة كتاب: «الشرق الأوسط الكبير» للرئيس الصهيوني الأسبق شيمون بيريز، والذي أصدقه بعد توقيع اتفاق أوسلو 1993، والذي ركز فيه على أهداف القضاء على الإسلام وعلى الحضارة العربية والإسلامية، من خلال زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وتقسيم المشرق العربي من خلال تركيا وسورية وإيران والعراق ليسهل السيطرة عليها.
وقال إن الوضع في البحرين يجب أن نقرأه بواقعية، فهناك تحديات تعيشها الحكومة، المعارضة والموالاة، لكن الشعب البحريني «تعب» ووصل إلى درجة البؤس، وهذا يولد الثورة، والشعب يريد تغييراً ملموساً، ونؤكد أننا مصرون على قيادتنا، وقد جلست مع أحد رؤساء التحرير، الذي قال لي :»الواقع الذي نعيشه هو أن القيادة هي الميزان بين جميع الطوائف».
وقال إن التعديلات والإصلاح هي مطالب للجميع، وخالف صالح والكويتي بالقول: «البحرين ضمن الربيع العربي.. لا.. أخالفكم الرأي فلسنا ضمن الربيع العربي.. نعم نطالب بالإصلاح ونطالب بالتعديل، لكن مجلس النواب لا يلبي الطموح».
وفي الختام، شارك الحضور بالمداخلات والتساؤلات، فيما تم الإعلان عن محاضرة الأربعاء المقبل للمهندس إبراهيم علي من هيئة الكهرباء والماء للحديث عن أنظمة المياه.
العدد 3947 - الخميس 27 يونيو 2013م الموافق 18 شعبان 1434هـ
من يسمع
قتلتهم احقادهم
( الوطنية و أخذ العبر و الدروس من كلامها )
شكرا لكم ياايها الحاضرون و ياايها المتحدثون لقد تحدثتم عن عدة محاور من بينها تورات الربيع العربى و الانظمة الدكتاتورية و الشرق الاوسط الكبير و مواقف الدول العظمى و الاقليمية من هذه القضايا .و اتمنى أن تأخذ الدول و حكو ماتها لعبر و الدروس من هذه الدراسات.
الحل
الحل للبحرين افراج عن جميع المعتقلين والرموز واستقالة الحكومة واصير حكومة منتخبه وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء مستقل واسقاط الجنسيات عن المجنسين الحديثين وراح اشوفون البحرين اصير علا حال احسن من ها الحال والله لا يرضى الى باالحق
طموح الناس أكثر من «صباغة البيض»...
تطوير النظام الانتخابي، وأن يكون مجلس الشورى من 30 عضواً شبه منتخب يمثل 80 بالمئة منه ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني و20 بالمئة يعينهم الملك، والترتيب لانتخابات مبكرة لمجلس ممثل للشعب يعطى صلاحيات أكثر فيقوم بدور التشريع والرقابة»..
وأهمية إصلاح الإعلام للتعبير بوضوح عن مسار الإصلاح، أما إذا بقي الإعلام تحت السيطرة كما هو الحال الآن فلن يتغير الوضع..
#
كمل والبحرين بعد
اين خطأ المعارضة ..؟
عندما تطالب المعارضة بحكومة منتخبة وأمن للجميع وغيرها المطالب المشروعة .. اين يكمن الخطأ .. غريب امركم ..
قوييييييه
ودي أصدق إن المعارضة غلطت بس قوية ومالتك أقوى
*
اشلوون تكفيري ويكوون على حق ابي افهم ؟!!