اختتم وزير الخارجية الأميركي جون كيري مهمة دبلوماسية مكوكية أمس الأحد (30 يونيو/حزيران 2013) دون التوصل لاتفاق على استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية لكنه قال إنه جرى تضييق هوة الخلافات وإنه سيعود إلى المنطقة قريباً.
وأضاف في مؤتمر صحافي في مطار تل أبيب قبل سفره «أقول لكم إن تقدماً حقيقياً أحرز خلال هذه الجولة. وأعتقد أنه مع بذل المزيد من الجهد فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد. بدأنا بخلافات كبيرة للغاية ونجحنا في تضييقها بدرجة ملموسة».
وكان كيري قال للصحافيين عقب اجتماعه مجدداً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية «أجرينا مناقشات إيجابية جداً... مناقشات شديدة الأهمية في الأيام القليلة الماضية» وأضاف «اتفقنا على أننا أحرزنا تقدماً حقيقياً لكن هناك حاجة إلى العمل على بضعة أمور» ولم يذكر تفاصيل لكنه لمح إلى أن الباب لايزال مفتوحاً أمام المزيد من الجهود الدبلوماسية. ولم يدل عباس بتصريحات عقب الاجتماع الذي جرى بعد محادثات أجراها كيري واستمرت ست ساعات الليلة الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه «تحقق بعض التقدم» نحو استئناف محادثات السلام التي جمدت منذ العام 2010 بسبب خلاف على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عريقات إنه سيعقد مزيداً من الاجتماعات مع ممثلين أميركيين - بعد أن يغادر كيري المنطقة - لمتابعة بحث بعض القضايا التي طرحت خلال خامس زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي للمنطقة منذ توليه المنصب.
وقال مسئول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه إن عباس يسعى للإفراج عن عشرات الفلسطينيين الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون إسرائيلية. وأضاف إن نتنياهو يرى أن تجرى مناقشة المسألة بعد استئناف المفاوضات.
وقال نتنياهو في تصريحات مذاعة خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي «إسرائيل مستعدة للدخول في مفاوضات دون تأخير ودون شروط مسبقة. لا نضع أي عراقيل أمام استئناف محادثات الوضع النهائي في إطار اتفاق سلام دائم بيننا وبين الفلسطينيين».
وعقد كيري عدة اجتماعات مع نتنياهو وعباس في أماكن منفصلة منذ يوم الأربعاء. وكان عباس صرح بأنه لابد أن يجمد نتنياهو البناء الاستيطاني ويعترف بحدود الضفة الغربية قبل العام 1967 كأساس لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية حتى يمكن استئناف المحادثات.
وقال مسئول بوزارة الخارجية الأميركية إن محادثات كيري مع نتنياهو ومستشاريه في جناح بأحد الفنادق اختتمت قبل الرابعة صباحاً بقليل أمس. بعد ذلك تجول كيري في شوارع القدس الخالية يصاحبه حراسه وفرانك لوينستاين وهو أحد مستشاريه لشئون الشرق الأوسط.
ويحرص كيري على بدء محادثات سلام جديدة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي رفعت مرتبة الفلسطينيين إلى دولة غير عضو بصفة مراقب.
العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ