ابتسام الدلاّل، وجه مشرق آخر من وجوه مملكة البحرين، استطاعت بقدرتها على العطاء أن تعزّز حضور مملكة البحرين في الساحة العربية و العالمية، إذ أسّست الدلّال لمفهوم جديد حول ريادة المرأة البحرينية بعد أن فازت، وبكل جدارة، بجائزة مؤتمر الـ G8 لسيدات الأعمال على مستوى الوطن العربي للقيادات النسائية، والذي أقيم بلندن ما بين 26 و27من شهر يونيو / حزيران الماضي، حيث تسلّمَت ابتسام الدلال جائزتها خلال حفل تكريم أقيم في وزارة الخارجية البحرينية في العاصمة البحرينية المنامة بحضور عدد من المسئولين والوكلاء.

استحقّت طبيبة الأسنان الدلّال جائزة مؤتمر الـ "G8" بعد إنجازات عديدة حقّقتها على مدى سنوات عملها في المجال الطبي، حيث كان أبرزها تأسيس "مستشفى الكندي التخصصي" الذي انطلقت فيه برؤية واضحة لتقديم أفضل وأرقى الخدمات في الطب العام وصحة الفم والأسنان.

وقالت الدلّال: "كان حلمي أن أقوم بتأسيس مؤسسة طبيّة تقدم خدمات طبية راقية في مملكة البحرين"، مضيفة أنها استطاعت اجتذاب نخبة من خيرة الأطباء إلى المستشفى ليقدموا خدماتهم المتميزة إلى المواطنين والمقيمين.

هذه الجائزة التي تنافست عليها سيدات الأعمال من جميع أقطار الوطن العربي، مُنِحت للطبيبة الدلاّل على ما قدّمته من بصمات واضحة في مجال التدريب الطبي وتطوير المهارات المهنيّة في القطاع الصحي، إذ أوضحت الدلّال أن هذا المؤتمر يربط المؤسسات الحكومية بمؤسسات القطاع الخاص من أجل تعزيز دور المرأة العربية في إسهاماتها في تنمية الاقتصاد العالمي.

وأضافت أنها جمعت في خبرتها ما بين عملها في القطاع الخاص والحكومي الذي عملت فيه لمدّة 17 عامًا، لتنتقل بعدها إلى القطاع الخاص من خلال مشروع العيادة الخاصة ومن ثم إلى مشروع مستشفى الكندي.

وأشارت الطبيبة إلى أن المنافسة كانت كبيرة بين رياديّات الأعمال من الدول العربية، مردفةً أنّ البحرين استطاعت أن تجني العدد الأكبر من مقاعد الفوز حيث حصلت المملكة على الجائزة الأولى إضافة إلى 5شهادات تكريم لنساء رائدات في مجالات متعددة كالتصميم الداخلي وإدارة الأعمال.

لم يكن"مستشفى الكندي التخصصي" هو الإنجاز الوحيد الذي استحقّت على إثره الطبيبة جائزة الـ "G8"، بل نظّمت أول مشروع للفحص المبكّر للسكر لدى الأطفال من عمر ست سنوات إلى عمر اثني عشرة سنة في مدارس مملكة البحرين الابتدائية الحكومية والخاصة حيث شمل الفحص أكثر من 12 ألف طالب وطالبة.

كذلك فإن الدلّال ترأّست اللجنة التنظيمية لمعرض صحة الفم والأسنان في مملكة البحرين لمرّتين على التوالي، و قالت: "هناك تفكير بتنظيم معرض الأسنان للمرة الثالثة"، مشيرةً إلى أن مشروع فحص السكر في السنتين السابقتين أخذ معظم وقتها.

وفي سياق تمثيلها لمملكة البحرين، استطاعت ابتسام أن تضع مملكة البحرين على قائمة الدول المشاركة في منظمة العالمية بعد أن أوصلت برنامج صحة الفم الوقائية إلى أعلى المقاييس الدولية ما حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى تعيينها كمستشار إقليمي للمنظمة لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وأردفت: "عُيّنتُ كمستشار منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط ما بين عاميّ 1990 و1995م حيث تم اختياري بعد الاجتماع الإقليمي للمنظمة في دمشق حيث تم تقييم برامجنا".

لاقت الدلّال الدعم من جميع المحيطين بها، ابتداء من بيئتها العملية إبّان عملها في وزارة الصحة و نهاية بمحيطها العائلي، حيث قالت: "زوجي كان الداعم الأول لي خلال إنجازاتي، إضافة إلى العائلة و الزملاء و وزارة الصحة حتى بعد خروجي منها و عملي في القطاع الخاص".

و على صعيد طموحها و رؤيتها المستقبلية، تسعى ابتسام الدلّال إلى الاستمرار في استكمال سلسلة إنجازاتها على صعيد صناعة الطب في شتى المجالات، إضافة إلى رفع مكانة مملكة البحرين على المستوى الإقليمي في مستوى الخدمات الطبية، حيث تقول: "أطمح أن تكون البحرين وجهة للسياحية العلاجيّة خصوصًا بعد اختيار المنامة عاصمة السياحة العربية لهذا العام".

يذكر أن ابتسام حاصلة على شهادة دكتور في طب الفم و الأسنان من جامعة دمشق عام 1975م، كذلك فهي أول اختصاصية في مجال أمراض و جراحة اللثة على مستوى الخليج العربي، حيث حصلت على شهادة الماجستير في هذا التخصص عام 1948م. إضافة إلى ذلك فإن للدلّال مشاركات عديدة في المؤتمرات الإقليمية و العالمية وعدد من البحوث التي نُشِرت في مجلات علميّة محكمة دوليًا.