العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ

أنصار مرسي المعتصمون معزولون عن الخارج ولا يسمعون غير خطاب الجماعة

ينتظر إبراهيم محمد في خيمته منذ 9 أيام تحت صورة للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي عودة هذا الأخير إلى الحكم. ويؤمن إبراهيم بأن «الملايين تساند رئيسنا» شأنه شأن عشرات الآلاف من مناصري الإخوان المسلمين المعتصمين في مدينة نصر، شرق القاهرة، والذين باتوا معزولين عن الخارج فلا يسمعون غير خطباء منصة الاعتصام.

فمنذ أسبوعين يحتشد عشرات الآلاف من أنصار جماعة الإخوان، التي ينتمي إليها مرسي، في محيط مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر منذ أكثر من أسبوعين للمطالبة بعودة الرئيس المعزول. لكن هؤلاء ومعظمهم من قرى فقيرة لا يتلقون المعلومات إلا من منصة عملاقة يعتليها قادة الإخوان وأنصارهم.

وعادة ما يعلن من على تلك المنصة عن أعداد مبالغ فيها للمتظاهرين، لكن المعتصمين يصدقونها دون نقاش، لا بل ويحتفلون بها.

وأعلن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، الأحد الماضي للصحافة الأجنبية عبر بريد إلكتروني أن عدد المتظاهرين في الاعتصام يتراوح بين 4 و5 ملايين مؤيد لمرسي، وهو رقم بعيد جداً عن العدد الحقيقي.

ويقول الشاب إبراهيم الذي جاء من محافظة الشرقية (دلتا النيل) لـ «فرانس برس»: «نحن هنا بالملايين... أعدادنا تفوق أعداد معارضي مرسي»، ويضيف «الرئيس مرسي سيعود للحكم. المنصة تؤكد لنا ذلك».

وفيما كانت تمسك يد طفلتها التي تحمل صورة لمرسي، قالت حنان التي جاءت من الإسكندرية «نحن بالملايين، أعدادنا أكبر بكثير من المعارضة... قنواتنا تقول ذلك ونحن نصدقها».

ويعتقد أنصار مرسي أن معظم المصريين يساندون مطالبهم، ذلك رغم أن ملايين المصريين خرجوا في 30 يونيو/ حزيران للمطالبة بعزله.

ويقول المهندس سيد عبد الله «من تظاهر في 30 يونيو كانوا جنود الأمن المركزي والفلول. الإعلام كبر الصور وأشاعوا أن مصر كلها خرجت»، وهي رواية يوافق عليها العشرات من حوله.

ومن على «منصة رابعة العدوية» قيل مراراً أن هناك مسيحيين مؤيدين لمرسي في الاعتصام للدلالة على أن الجميع يساند مرسي، وذلك رغم مشاركة الآلاف من مسيحيي مصر في التظاهرات التي عزلت مرسي قبل أسبوعين.

ويقول محمد أحمد من الإسكندرية «أصدق أن هناك مسيحيين موجودين معنا في الاعتصام»، وهو ما ردده إبراهيم محمد القادم من الشرقية «يوجد بيننا مسيحيون مؤيديون لمرسي»، لكن كلاهما يؤكدان أنهما لم يقابلا أي مسيحي منذ بدء الاعتصام.

وتستخدم المنصة الخطاب الديني لبث الحماس في نفوس المحتشدين.

ويروي دعاة من الإخوان أو مقربون منهم رؤى في المنام عن حضور مرسي مجلساً مع الرسول وأنه طلب منه أن يؤم الصلاة، أو تمثل الملاك جبرائيل فوق رابعة العدوية وأخرى عن الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي وهو غارق في دمائه.

ويقول أحمد عارف الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين لـ «فرانس برس» «ليس لنا أي سيطرة على المنصة وما يقال عليها آراء فردية لأصحابها». ويضيف «نحن لا نستدعي أي أكاذيب أو (نمارس) ضغوطات، ولا نضغط على أحد للبقاء معنا فالقرار للمؤيدين».

ويقول أستاذ الطب النفسي، أحمد عكاشة لـ «فرانس برس» إن «غالبية أنصار مرسي مغرر بهم عبر عملية غسيل مخ وتغيير المفاهيم المعرفية من خلال قصر تثقيفهم على تعاليم الجماعة وتفسيرها للقرآن والشريعة»، وتابع «هم منفصلون تماماً عن الواقع».

وعن خضوع أنصار مرسي لقادتهم، يقول عكاشة «هناك ما يسمى غريزة القطيع ومعناها أن البسطاء ينساقون وراء قادتهم بلا مراجعة أو تفكير».

وخلاف المنصة، يقول المئات من أنصار مرسي أنهم لا يتابعون ما يحدث في البلاد إلا من خلال بعض القنوات الدينية أو التابعة للتيار الإسلامي. وهو الأمر الذي يجعلهم معزولون تماماً عن مصادر الأنباء الأخرى، سواء المحايدة أو المعارضة.

وأغلقت السلطات المصرية ست قنوات دينية تعد المصدر الرئيسي لأنصار مرسي من الإسلاميين. وهو ما اعتبروه اضطهاداً لهم وتضييقاً على الحرية.

ويقول المهندس محمد مصيلحي القادم من طنطا «نحن نتابع ما يحدث في مصر عبر قنوات الحوار والأقصى واليرموك» وهي قنوات تابعة لتيار الإسلام السياسي. وأضاف «لا نتابع أي قنوات أخرى لأنها غير محايدة».

فيما قال الطالب السيد بدر القادم من الشرقية «أتابع صحيفة حزب الحرية والعدالة... لا أصدق غيرها على الإطلاق».

ويعيش أنصار الرئيس مرسي في حالة صدمة بالغة جراء التغيير المفاجئ في وضعهم من أنصار لحاكم البلاد إلى أنصار رئيس معزول وجماعة مطلوب قادتها للتحقيق. وتظهر المرارة والأسى على ملامح بعضهم، كما يبكي المئات منهم بإخلاص اثناء الصلاة وهم يدعون له بالعودة.

ويقول ابو يوسف الذي جاء مع زوجته للاعتصام «نحن نشعر بالخيانة والصدمة... ما حدث أمر لا يصدقه عقل».

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسني «الخطورة أن هناك قيادات قادرة على إرباك المشهد بجماهير غير واعية وليس لها إرادة حرة»، وتابع «يخشى في حال تعقد المشهد استخدامهم في عمليات انتحارية أو هجمات جماعية ضد المنشآت العسكرية والأمنية عبر خطاب ديني يعدهم بالجنة».

وبحمل أكفانهم البيضاء والسير بها أمام الكاميرات يعبر أنصار مرسي عن استعدادهم لبذل حياتهم من أجله ومن أجل الشرعية.

وفيما كان يحمل كفنه مع العشرات، قال طه ابو الشيخ بثقة «لو قالوا للناس روحوا انتحروا في أي مكان سنحمل كفننا ونسير وراءهم».

وباتت تنتشر في الشوارع قمصان قطنية (فانلات) كتب عليهم «مشروع شهيد»، ويقول المراهق محمد يسري الذي كان يرتدي فانلة منها «لن أغادر المكان ولو على جثتي. سندافع عن مرسي بدمائنا»، وأضاف «أنا أعي معنى هذه العبارة تماماً... نعم مستعد للموت من أجل ديني وجماعتي ورئيسي».

العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:42 م

      رضى اللة عن الصحاية

      كل هذة الكراهية بسبب ان الرئيس مرسي ترضى على الصحابة في وسط طهران تناقضون انفسكم تدعون للديمقراطية وانتم بعيدين عنها

    • زائر 7 | 8:57 ص

      عساه مايرجع

      عساه مايرجع الا للقبر

    • زائر 6 | 5:38 ص

      مساكين آخر زمن

      مؤيدو مرسي يعيشون في عالم آخر ويعيشون في حلم وعقارب الساعة لا تعود للوراء ويعيشون ويأكلون غيرها وهم الآن يحتاجون لفتوى البقاء وفتوى النوم وفتوى الاكل جهارا في نهار رمضان وفتوى العيد قبل موعده ووو وآخر الكلام طارت الطيور يا مؤيدي مرسي بأرزاقها

    • زائر 4 | 2:14 ص

      إفطار مجاني ولا أحلى

      بكرة اذا انقطع الأكل كل واحد بيرجع بيتهم .. لا مشروع شرعية ولا مشروع شهيد وراح تشوفون قادة الاخوان يكشون ذبان .

    • زائر 3 | 1:07 ص

      ذكرونا

      بجماعة 450 الف سبحان الله نفس القوم

    • زائر 2 | 12:08 ص

      دا كذب أبيض يا مرسي

      بإختصار .. عايشن على الكذب و الدجل .

    • زائر 1 | 10:44 م

      ابو منصور

      اشلون جدي الصورة في النهار و الناس كلها تاكل !!؟
      لايكون في فتوه جديده

    • زائر 5 زائر 1 | 2:41 ص

      في فتوى جديدة ...

      أحد قادة الاخوان اصدر فتوى يجوز لمتظاهري رابعة العدوية بالأكل في نهار رمضان لانهم في حكم الجهاد و المجهادين في سبيل الله !

اقرأ ايضاً