خطب الزبيري فقال: «عباد الله، دعوة واعظ، وهدية ناصح، إن السبيل إلى الفوز، والطريق إلى الخُلد قد اتضحت معالمها، ولاحت آثارها، فلا أنتم بصروفها تتعظون، ولا من سيئ أعمالكم تتنصّلون، انظروا إلى من كان قبلكم، مُتِّعوا فما أغنى عنهم ما كانوا يُمتَّعون، فهلكوا وشردوا فأُخذوا، فالعقر (العقار) خراب، والعمار يباب، فإلا تسلكوا سبيل الحذر، تظللكم فجائع القدر». خطب معاوية بن أبي سفيان عند مقدمه المدينة، فقال: «أما بعد، فإنّا قدِمنا على صديق مستبشر، وعدوٍ مستبصر، وناسٍ بين ذلك ينظرون وينتظرون، (فإن أُعطوا منها رضوا، وإن لم يعطوْا منها إذا هم يسخطون)«التوبة:58»، ولست أسع الناس كلهم، فإن تكن محمدة فلا بد من لائمة، فليكن لوماً هونا، إذا ذُكر غُفِر، وإياكم والعظمى التي إذا ظهرت أوبقت، وإذا خفيت أوتغت (الإفساد في الدين)». قال عمر بن الخطاب (رض): «اقرأوا القرآن تُعرفوا، واعملوا به تكونوا من أهله، إنه لن يبلغ من حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا وأني أنزلت نفسي من مال الله منزلة والي اليتيم، إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف».
العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ