الوسط – يونس منصور
في الحلقة الماضية تحدثنا عن تشكيل أول منتخب أولمبي في تاريخ الكرة البحرينية العام 1991 وقيادة الألماني ماسلو لهذا المنتخب وتحقيقه طفرة نوعية على صعيد المستوى الفني وكذلك عبوره للتصفية الأولى التي تواجد فيها منتخبنا مع منتخبات السعودية والأردن وسيرلانكا، إلا أنه عجز عن عبور التصفية الثانية وبالتالي توقفت مسيرته ومشواره.
وفي حلقة اليوم نتناول بعض الجوانب المهمة في مشوار ضيفنا ونجمنا عبدالرزاق محمد الذي تولى وتقلد شارة القيادة لأول منتخب أولمبي، وما هي الأسس والمعايير التي على أساسها تم اختياره من قبل الجهاز الفني؟.
يقول «رزاق» إن أهم وأبرز مواصفات القائد التي يجب أن تتوافر في اللاعب هو ضرورة أن يكون ناجحا ويؤدي الدور المطلوب منه، فالقيادة ليست فقط بوضع الشارة على الكتف لكي يصبح قائداً، وإنما هناك مسئوليات تقع على عاتق من يحمل هذه الشارة، فهو حلقة وصل بين جميع الأطراف.
وأضاف عبدالرزاق «الكابتن يجب أن يكون ذا شخصية قوية، رزينة، لديه هيبة القائد، ولابد أن يتحلى بمواصفات القيادة، ومن الضروري أن يكون محترماً من الجميع، وبالذات الجهازين الفني والإداري، واللاعبين، والجماهير الرياضية، وكذلك الفرق المنافسة، وباختصار القائد يجب أن تكون لديه كريزما خاصة داخل وخارج الملعب، وطبعاً لا ننسى في المقام الأول يجب أن يكون لاعباً بمعنى الكلمة وأساسياً داخل الملعب، ويستطيع شحذ همم اللاعبين ويرفع من معنوياتهم».
وأكد «رزاق» على ضرورة أن يتمتع القائد بثقة جميع الأطراف، وأن يكون قادراً على قيادة اللاعبين في الأوقات التي يكونون فيها فاقدين لتوازنهم داخل الملعب، وعنده القدرة على تقديم التضحيات من أجل الفريق واللاعبين، بالإضافة إلى قدرته على احتواء وحل المشاكل التي تظهر بين حين وآخر، وآخر الأمور الضرورية التي يجب أن تتوافر في اللاعب قال «يجب أن يمتلك القدرة على التحاور مع كل الأطراف سواءً الجهاز الفني باللغة التي يفهمها، أو مع الإداريين واللاعبين».
وبشأن المشكلات التي واجهته كقائد للمنتخب الأولمبي في تلك الفترة قال «رزاق» بأن المشاكل تظهر فجأة وبدون مقدمات وخصوصا في المعسكرات الطويلة التي يصل فيها اللاعب إلى مستوى لا يحتمل نفسيا نتيجة الابتعاد عن الوطن والأهل، أو لانخفاض مستواه وعدم قدرته على إقناع المدرب ليأخذ دوره في الملعب ويلعب أساسيا بالمنتخب، أو الالتزام الشديد الذي يفرض عليه بالبرنامج، وغيرها من الجوانب، مؤكدا أن في هذه الحالات يأتي دور الكابتن والقائد، وهي تتعلق بكيفية تدخله واحتواء هذه المشاكل بالتعاون مع المدرب والإداريين، مشيرا إلى حدوث مواقف كثيرة في هذا الجانب واستطاع من حلها بتعاون جميع الأطراف.
وعن أبرز تلك المشكلات أو المواقف التي ما زال يتذكرها قال عبدالرزاق «في معسكر ألمانيا عندما تأخر اللاعب فيصل عبدالعزيز دقيقة واحدة عن الموعد المحدد للاعبين للصعود إلى الباص وقبل ذهاب المنتخب لخوض مباراة ودية في منطقة تبعد نحو 3 ساعات بالباص عن المنطقة التي كنا نعسكر فيها، وكان فيصل خلف المدرب ماسلو مباشرة عندما صعد إلى الحافلة، ولكن لأن المدرب له أسلوب خاص في هذا الجانب، إذ يحب أن يكون هو آخر شخص يصعد للباص، ويريد من الجميع أن يكونوا موجودين قبله». وأضاف «اتخذ ماسلو قرارا حازما ضد فيصل عبدالعزيز بمنعه من ركوب الحافلة، وقرر عدم مرافقته للمنتخب وبالتالي حرمانه من خوض المباراة، وكان القرار قويا وحازما يؤكد حزم وقوة شخصية المدرب في الوقت نفسه».
وأشار «رزاق» إلى أن دور الكابتن والقائد في هذه الحالة يجب أن يكون متوازنا وليس من الضروري في الوقت نفسه وخصوصا مع الأجواء المتشنجة ولكن بعد أن تهدأ الأمور، وعليه أولاً في حينه أن يعيد التركيز للاعبين الذين رأوا أمامهم الموقف وخاصة أن المنتخب كان متوجها لخوض مباراة، وأضاف «لأنهم في هذه الحالة سينقسمون إلى قسمين، قسم يرى بأن يسمح له بالصعود للباص ويتعاطف مع اللاعب، وآخرون يرون بان المدرب على صواب، وقراره في محله، لأن اللاعب أخطأ، ولهذا يجب التدخل سريعاً في تهدئة الأمور داخل الباص».
ونوه «رزاق» إلى أهمية دور الكابتن وعدم إغفال التعليمات والقرارات التي وضعها المدرب ووضحها للاعبين مسبقاً، والتي يجب على اللاعبين التقيد بها بحذافيرها، وفي نفس الوقت يجب معرفة الظروف التي تسببت في تأخير اللاعب، وقال «كذلك يجب النظر لأبعد من هذا، وهو إذا المدرب غض نظره عن إي تجاوز يحدث لأول مرة، فعليه أن يغض نظره عن تجاوزات أخرى قد تحدث للاعبين آخرين وتكون أيضاً لأول مرة، ولكن لضبط السيطرة على المجموعة ككل، فكان لزاماً على المدرب أن يتخذ قراره، حتى لو كان اللاعب أسياسياً لديه، وفعلاً أخذ قراراه بترك اللاعب في الفندق والتحرك للمباراة بدونه». وأوضح «رزاق» أنه نجح بمساعدة جميع الأطراف في احتواء المشكلة باعتذار اللاعب للمدرب على تأخيره، وجعل المدرب يقبل اعتذاره دون المساس أو التقليل من قيمته وشخصيته أمام بقية اللاعبين، وبذلك حافظنا على وحدة الفريق وتماسكه.
العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ
خوش طفره
في الحلقة الماضية تحدثنا عن تشكيل أول منتخب أولمبي في تاريخ الكرة البحرينية العام 1991 وقيادة الألماني ماسلو لهذا المنتخب وتحقيقه طفرة نوعية على صعيد المستوى الفني وكذلك عبوره للتصفية الأولى التي تواجد فيها منتخبنا مع منتخبات السعودية والأردن وسيرلانكا، إلا أنه عجز عن عبور التصفية الثانية وبالتالي توقفت مسيرته ومشواره.
----------------------
خوش طفره
توقف عن عبور المرحله الثانيه ؟؟؟