العدد 2466 - الأحد 07 يونيو 2009م الموافق 13 جمادى الآخرة 1430هـ

فيدريه يتأهب لتحقيق حلمه بالتتويج في غاروس

بات السويسري روجيه فيدريه المصنف ثانيا على بعد فوز واحد من تحقيق حلمه بعد أن بلغ المباراة النهائية من بطولة رولان غاروس، ثاني البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، للمرة الرابعة على التوالي.

وكان فيدريه عبر نصف النهائي بصعوبة على حساب الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الخامس 3/6 و7/6 (7/2) و2/6 و6/1 و6/4، وسيواجه اليوم (الأحد) في النهائي السويدي روبن سودرلينغ الثالث والعشرين في البطولة والخامس والعشرين عالميا الذي تخطى بالصعوبة نفسها أيضا التشيلي فرناندو غونزاليس الثاني عشر 6/3 و7/5 و5/7 و4/6 و6/4.

وإذا كان المشاهدون اعتادوا في السنوات الثلاث الماضية على رؤية فيدريه ينازل الإسباني رافاييل نادال المصنف أول وبطل الأعوام الأربعة الأخيرة، فإن النهائي الحالي قد يشكل الفرصة الذهبية بالنسبة إلى السويسري لأنها قد لا تتكرر في حال اخطأ الهدف وفشل في اعتلاء منصة التتويج.

وأظهرت منافسات البطولة الحالية بزوغ نجوم جديدة مثل دل بوترو (21 عاما) وسودرلينغ (24 عاما) وغونزاليس (28 عاما) يتميزون بقوة الإرسال وبدقة توجيه الضربات في اللحظات الحرجة والحساسة واصطياد النقاط من الخط الخلفي للملعب أو عند الشبكة.

فرصة تاريخية

ويملك فيدريه فرصة تاريخية بعد خروج نادال من ربع النهائي على يد سودرلينغ، لإحراز اللقب الذي دنا منه 3 مرات متتالية ولا تزال تخلو منه خزائنه، متسلحا بفارق الخبرة التي أوصلته إلى المباراة النهائية، علما أن طريق سودرلينغ كانت أصعب إذ كان عليه أن يتخطى 4 لاعبين من العيار الثقيل هم إضافة إلى نادال مواطنه دافيد فيرر الرابع عشر والروسي نيكولاي دافيدنكو العاشر وغونزاليس.

وبالتأكيد لن يفرط فيدريه بسهولة بهذه الفرصة النادرة لأنه عازم في الوقت ذاته على معادلة الرقم القياسي المسجل باسم الأميركي بيت سامبراس في عدد الألقاب الكبيرة بعد أن وصل عداده إلى 13 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، ولأنه يعرف تمام المعرفة أن الفرصة قد لا تسنح ثانية قياسا على ما رأى وشاهد من مستوى قدمه خلال أسبوعين من المنافسات هؤلاء النجوم الجدد الطامحين بدورهم لتسجيل أسمائهم بين الأبطال الكبار.

يضاف إلى كل ذلك أن السويسري الذي بات على أبواب الثامنة والعشرين من عمره (في 8 أغسطس/ آب)، يعلم علم اليقين أن نادال سيعود بقوة وأنه لن يتنازل بسهولة لاسيما أنه يطمح بدوره إلى معادلة رقم السويدي بيورن بورغ الذي توج 6 مرات في باريس 4 منها على التوالي.

وأقر فيدريه بعد فوزه الصعب على دل بوترو بأن الفرصة مواتية وقد لا تتكرر، وقال: «تبقى خطوة واحدة. أنا سعيد بعودتي من بعيد وكنت محظوظا بعض الشيء لكني قاتلت ونجحت».

مواجهة صعبة

وعن اللقاء المرتقب ضد سودرلينغ، قال السويسري: «صحيح أني أملك رصيدا استثنائيا في المواجهات المباشرة معه، لكنه قدم أداء أكثر من رائع في مواجهة غونزاليس وهو الذي هزم رافاييل نادال».

وبدأ فيدريه اللقاء مع دل بوترو متعثرا كما كانت عليه الحال عندما واجه الأرجنتيني الآخر خوسيه أكاسوسو والألماني طومي هاس في الدورين الثاني والرابع، بفعل أرسالات منافسه العملاق (1.98 م) القوية، لكنه رفض الموت وهو لم يخسر إلا 3 مرات في 23 مباراة خاضها في نصف نهائي البطولات الكبرى.

وإذا كان سودرلينغ يحلم بدوره بلقب كبير من خلال اختبار قوته في مواجهة لاعب آخر من الوزن الثقيل، فان على فيدريه أن يحذر العملاق الجديد (1.93 م) على رغم فوزه عليه في جميع المواجهات المباشرة السابقة (9 لقاءات).

ضغوط نفسية

وسيرخي الضغط بكامل ثقله على كاهل السويسري لأسباب عدة ومختلفة أبرزها أنه لم ينجح في المرات الثلاث السابقة وأن اختلف المنافس، فضلا على أنه أصبح الأوفر حظا لإحراز اللقب بعد خروج نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش الرابع.

وأكد فيدريه بنفسه أنه لو كان نادال المنافس لما تأثر كثيرا بعد أن اعتاد على الهزيمة أمامه، لكنه يبقى في كل الحالات يعول على خبرته التي جعلته يبلغ النهائي للمرة التاسعة عشرة في البطولات الكبرى ومعادلة رقم الأميركي التشيكي الأصل إيفان ليندل، علما أنه خاض أمس الأول المباراة رقم 200 في البطولات الأربع الكبرى.

وقال روجيه فيدريه أن الخبرة ساعدته في الفوز الصعب على الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو في الدور قبل النهائي.

وتعثر ديل بوترو (20 عاما) الذي لعب بشكل أفضل في بداية المباراة تحت وطأة الضغوط أمام المصنف الثاني عالميا.

وقال فيدريه (27 عاما) في مؤتمر صحافي: «اشعر بالطبع بالثقة أكبر عند مواجهة لاعب شاب. أتذكر عندما كنت اصغر سنا إني كنت أواجه موقفا صعبا عندما تطول المباراة إلى مجموعة خامسة وذلك لأن أي لاعب لم يعتد على ذلك الأمر كثيرا».

وأضاف «يأمل أي لاعب في أن يلعب بشكل رائع واعتقد ان في المجموعة الخامسة لا يمكن التفكير في تنفيذ الضربات غير التقليدية. يلعب الجانبان الذهني والبدني دورا كبيرا في هذه المرحلة. وبالطبع عمري الحالي يجعلني في موقف أفضل عند لعب مجموعة خامسة مقارنة بقبل ذلك».

وقبل هذا العام لم يكن فيدريه قد لعب 5 مجموعات في رولان غاروس منذ فوزه على الأميركي سارجيس سارجسيان 4/6 و3/6 و6/2 و6/4 و9/7 في الدور الثاني بالبطولة العام 2001.

ومنذ ذلك الحين ازدادت خبرة فيدريه وأصبح يعلم كيفية مواجهة منافسيه بالأسلوب الأمثل.

وقال فيدريه: «بخبرتي الحالية وبتقدم عمري أصبحت اعرف ما يمكنني فعله من الناحيتين البدنية والذهنية. ولذلك فالأمر بالنسبة لي أصبح أكثر سهولة مقارنة بالماضي».

وهذه هي المرة رقم 15 التي يفوز فيها فيدريه بمباراة من 5 مجموعات فيما انه قد خسر هذه النوعية من المباريات 12 مرة.

وقال فيدريه: «المباراة المكونة من 5 مجموعات تكون بمثابة اختبار».

وبدا أن ديل بوترو فقد تركيزه مع قرب انتهاء المباراة، إذ انخفضت نسبة ضربات إرساله الأولى بشكل كبير.

وقال ديل بوترو مبررا إخفاقه في بعض ضربات إرساله الأولى: «كانت المباراة بأكملها فوق كتفي وكنت اشعر بالإرهاق والتوتر ولذلك لم أكن أسدد ضربات الإرسال الأولى بشكل صحيح».

وأضاف «كنت سأفوز بالمباراة لو كانت مكونة من 3 مجموعات وكنت سأخرج راضيا. لكن في الوقت الحالي لا املك الكلمات تعبر عن شعوري. لقد هربت مني المباراة».

ويتعين على فيدريه المصاب على ما يبدو بعقدة الخوف من الهزيمة على الرمال الحمراء في رولان غاروس على رغم ظهوره معظم الأحيان بمظهر هادئ، إن الضغط لن يكون أقل على منافسه الذي أكد أنه لم يستطع بعد هضم ما حدث ولم يصدق نفسه أنه بلغ المباراة النهائية.

وفي حال نجاحه بإلحاق الهزيمة بفيدريه، ستزداد ثقة سودرلينغ بنفسه لأنه سيعتبر في هذه الحالة أنه استحق اللقب عن الجدارة ولن يستطيع احد اتهامه بسرقته بضربة حظ بعد أن جرد حامله الإسباني منه

العدد 2466 - الأحد 07 يونيو 2009م الموافق 13 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً