العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ

تفانيت في العمل الإداري واستطعت أن أحقق ما عجزت عنه كلاعبة

حياة الخليفة تسطر تاريخ الرياضة النسائية في البحرين... 13

حينما سعينا في «الوسط الرياضي» إلى إطلاق هذه الصفحة السنوية الرمضانية، كان هدفنا الرئيسي توثيق حقبة زمنية من تاريخ الرياضة البحرينية بالحقائق والوثائق والصور التي لا تقبل الشك او التأويل من خلال تسليط الضوء على حياة ضيف الصفحة لكونه يمثل جزءا كبيرا من تاريخها...
أما الهدف الآخر فهو خلو مكتبتنا العامة من الكتب والدراسات التي توثق تاريخ الرياضة البحرينية وتحفظه من الاندثار، وتساعد الباحث والمحقق وطالب العلم ممن يرغبون في الاطلاع على الحقبة الزمنية التي انطلقت منها الرياضة البحرينية.
فحينما التقينا في أول حلقة رمضانية برئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية سابقا الشيخ عيسى بن راشد ال خليفة، سلطنا الضوء على مرحلة بدايات لعبة كرة القدم في الأندية، ومرحلة إشهار الاتحاد البحريني لكرة القدم، ثم اهتمام الحكومة بالرياضة بقطاع الرياضة بعد تشكيل المجلس الاعلى للشباب والرياضة واللجنة الاولمبية البحرينية.
وحينما خصصنا هذه الصفحة لمدير ادارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية جاسم امين، كنا نهدف الى تسجيل تاريخ الرياضة المدرسية والدور الكبير البارز الذي لعبته في تكوين الفرق والمنتخبات المدرسية وممارسة الالعاب الرياضية الفردية والجماعية. كما سلطنا الضوء على جانب كبير من تاريخ لعبة كرة السلة البحرينية.
وحينما سجلنا طوال شهر رمضان الكريم على هذه الصفحة تاريخ لعبة كرة اليد البحرينية بالوثائق والادلة والبراهين والصور. كان المتحدث خبير لعبة كرة اليد البحرينية المحاضر الدولي عبدالجليل اسد. واليوم نسعى جادين لتسجيل تاريخ الرياضة النسائية والمراحل التي مرت بها من خلال لقائنا مع ابرز وجه رياضي نسوي عرفته الساحة الرياضية البحرينية والخليجية الشيخة حياة بنت عبدالعزيز ال خليفة عضو المجلس الاعلى للشباب والرياضة عضو اللجنة الاولمبية البحرينية رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، والتي عرفناها لاعبة وقائدة لمنتخب الطائرة والطاولة في بداية تأسيس المنتخبات النسوية.
واستمر عملها في الاتحاد كإدارية للمنتخبات طوال 6 اعوام ابتداء من اعتزالي اللعب العام 1982 وحتى العام 1988 كنت اعمل فيها بهمة ونشاط من دون كلل. كان كل همي حل مشاكل اللاعبات وتسهيل مهمتهم للتفرغ لتدريبات المنتخب.
وفي العام 1988 ترشحت لعضوية مجلس ادارة اتحاد الطاولة وحصلت على ثقة الجمعية العمومية لتصبح اول سيدة بحرينية تدخل عضوية مجلس ادارة اتحاد رياضي، بقيادة رئيس الاب الروحي للعبة الشيخ عبدالرحمن بن راشد ال خليفة. وقد شرفني مجلس الادارة بأن اكون نائبا لرئيس الاتحاد رئيس اللجنة المنتخبات الوطنية ما زاد من مسئوليتها وتعدد مهام عملها.
تتحدث الشيخة حياة عن تلك الفترة التي امتدت 4 سنوات وتقول إن العمل تحت قيادة الشيخ عبدالرحمن بن راشد عمل ممتع حقا، لانه كان انسانا يتعامل مع الجميع بكل احترام سواء كان كبيرا او صغيرا في السن، وكانت كلماته التي يرددها على مسامعنا في الاجتماع يا ابني ويا ابنتي او يا أخي او يا أستاد. فقد كان انسانا لا نملك الا ان نحبه، لانه جعلنا نشعر في مجلس الادارة وكأننا عائلة واحدة، كما كان يحرص على ان يتواجد في الاتحاد بصورة منتظمة، ولا يتغيب عن الاجتماعات الدورية.
وانا تعلمت منه الكثير واستفدت من طريقته في ادارة الاجتماعات حيث كان مستمعا جيدا يعطي كل عضو فرصة الحديث والتعبير عما يخالجه. والعمل كفريق واحد وكان يثني على عطاء كل فرد.
ومن بين الذكريات التي مازالت عالقة بالذاكرة حينما كنت نائبة للرئيس وتعلمت فيها مدى الحكمة التي يجب ان يتحلى بها القيادي، فحينما كنت نائبة للرئيس ورئيسة للجنة المنتخبات كان معنا في لجنة المنتخبات احد اعضاء مجلس الادارة، وكان كثير التأخر او الغياب، فشعرت بأن هذا الشخص مقصر في عمله، لذلك اخبرت رئيس الاتحاد حتى لا يحدث أي تقصير، فكانت المفاجأة في اجابته حيث قال: هل الرجل يسبب لكم مشاكل او ما شابه؟ اجبت حاشى لله انه انسان طيب ومحترم ولكن الموضوع هو الالتزام وعدم التأخير، فأجابني: طالما هو انسان محترم وليس بصاحب مشاكل وعلاقتكم به طيبة فأخشى ان يدخل معكم اللجنة شخص غير كفء فيعرقل سير العمل، لذلك فإن الإبقاء عليه هو الافضل، وكانت بالنسبة لي حكمة استفدت منها.
وخلال الاربع سنوات التي قضيتها في رئاسة لجنة المنتخبات ازدادت المسئولية وكنت اعمل جادة على حل مشاكل الاولاد مثل البنات، كما كنت حريصة على ان اكون اختا للجميع من دون تفرقة، وان أوطد علاقتي بأولياء امور اللاعبين. واتذكر أنني كنت في احدى المشاركات الخارجية وقد اصيب فيها احد اللاعبين بمرض وحينما عالجناه في الخارج طلب منا الدكتور زيارة اهله وشرح الازمة التي اصابته، وبالفعل بعد العودة قمت بزيارة الى اهله في بيتهم ووجدت انه يسكن في احد البيوت الضيقة ورائحة المنزل ممتلئة بدخان السجائر، فجلست مع العائلة وشرحت لهم اصابة ابنهم والحمد لله تفهموا الظروف الصحية التي يمر بها وتعاونوا معي، وحينما عدت إلى البيت اكتشفت بأن رائحة ثيابي كلها وقد علقت فيها رائحة دخان السجائر.

العدد 3977 - السبت 27 يوليو 2013م الموافق 18 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً