طرحت اللجنة الإعلامية بجمعية اقرأ لعلوم القرآن عملاً درامياً على شبكة يوتيوب بعنوان «فلا تنهر» من ضمن أنشطتها لشهر رمضان المبارك والتي تهدف من خلالها إلى تقديم الظواهر المنتشرة في المجتمع وربطها بين فهم تعاليم الدين الإسلامي ونصوص القرآن الكريم، وبين الممارسة في الحياة اليومية.

ويبدأ العمل بمتسول يطرق باب أحد البيوت، فيخرج صاحب المنزل وهو يتذمر من وجود طارق وقت الظهيرة يعكر عليه راحته في منزله، وحين يفتح الباب، يجد أمامه متسولاً يسير على عكازين ويطلب مساعدة، فيغضب صاحب المنزل ناهراً السائل بالقول: «هذا بيت... وليس مكتوباً عليه جمعية خيرية»، بل ويتجاوز حدوده ليتهم السائل بأنه وأمثاله لديهم من الأموال ما ليس لدى صاحب المنزل وأمثاله. في الوقت الذي يتابع فيه جار صاحب المنزل الحديث ويتأسف لما يسمع معلقاً: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. في شهر الله وجديه»، لكن صاحب المنزل يواصل توبيخه للسائل طالباً منه أن يبحث عن عمل حيث لا تنقصه رجل ولا يد... محذراً إياه من أن يراه مرة أخرى على باب بيته.

يمضي السائل ويوقفه الجار ويقدم له كيساً كمساعدة، ويسأله عن سبب عدم بحثه عن عمل يكسب منه رزقه فيشير السائل إلى إصابة في رجليه تفقده القدرة على العمل، وفي أحد المشاهد، تنقل الكاميرا صاحب المنزل وهو يقرأ القرآن، وبعد أن يختم يتحدث مع جاره معبراً عن حزنه من عدم حضور الناس لمجلسه، فيلفت جاره نظره إلى كثرة المجالس الرمضانية، لكنه يشدد على تصرفات بعض المجالس التي تجعل الناس تعزف عن حضور مجالسهم، ويذكره بموقفه مع السائل الفقير وكيف تصرف معه ناهراً إياه وطالباً منه عدم الحضور إلى بيته مرة أخرى.

شارك في العمل كل من: حسين البناء، حسين منصور، عقيل الوسطي، وفكرة سيدهاشم الموسوي، وتولى التصوير والإخراج صادق ربيع الذي يلفت إلى أن هذا «فلا تنهر» هو العمل الثاني هذا العام 2013 لجمعية اقرأ فقد سبقه عمل «واستمعوا له» الذي تناول ظاهرة عدم الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء التلاوة والانشغال بالأحاديث الجانبية أو مطالعة وسائل التواصل الاجتماعي عبر الأجهزة اللوحية المحمولة والهواتف الذكية، إلا أن صادق يعتبر معدل مشاهدة عمل «واستمعوا له» أكبر بكثير من عمل «فلا تنهر» رغم أن الثاني كان أكثر جودةً واتقانًا من كل النواحي الفنية، وفاق مستوى إنتاج العمل الأول الذي كان بسيطاً وبامكانيات محدودة.

ويقول ربيع، وهو خريج تخصص تصوير تلفزيوني وإضاءة، ان لدى الجمعية العديد من الأفكار التي كان من المفترض أن تُنجز خلال شهر رمضان المبارك الحالي، ومنها «دقيقة قرآنية» و «قصة قرآنية»، إلا أن الظروف لم تكن مواتية لإنتاجها، منوهاً إلى أن خطة الجمعية تسير في اتجاه توسيع انتاجها الفني من خلال أعمال تستقطب المشاهدين وتستهدف تغيير الأفكار الخاطئة من ناحية، وتقديم المعلومة والاستمتاع بمشاهدة أعمال هادفة.