أحرز البطل البحريني للجوجيتسو رضا منفردي المركز الثالث والميدالية البرونزية في البطولة الدولية للأساتذة للجوجيتسو والتي أقيمت أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي في البرازيل وذلك ضمن منافسات الحزام الأسود فئة الأساتذه لوزن الريشة 70 كيلوغراما ضمن مشاركة عالمية واسعة، وأقيمت هذه البطولة باشراف الاتحاد الدولي للجوجيتسو.
وحول هذه المشاركة التقى «الوسط الرياضي» ببطل البحرين للجوجيتسو رضا منفردي الذي بدأ في حديثه قائلاً «كانت مشاركة قوية ومنافساتها مميزة، إذ شارك معي من البحرين علي حسن أحد لاعبينا المتميزين في الأكاديمية ولعب ضمن منافسات الوزن الخفيف 76 كيلوغراما في الحزام الأزرق، وتمكن من الفوز في لقائين وخسر في الثالث ولم يتمكن من اكمال مشواره نحو منصة التتويج والتلقد بميدالية ملونة ضمن مشاركة واسعة في هذه الفئة بلغت أكثر من 40 لاعبا من مختلف بلدان العالم، كذلك شارك ابن أخي علي سينا منفردي وهو لاعب محترف في هذه اللعبة ومقيم في ساوباولو بالبرازيل ويتدرب بشكل مستمر هناك وتمكن من احراز ميداليتين برونزيتين الميدالية الأولى في منافسات الوزن المفتوح وذلك في بطولة سابوباولو الدولية المفتوحة والميدالية الثانية الفضية في منافسات الوزن الخفيف الحزام البنفسجي في بطولة ولاية ساوباولو وهي بطولة أخرى، إذ نظمت هناك في ذلك التوقيت 4 بطولات مختلفة.
وحرصنا على المشاركة فيها وكنا قبلها معسكر تدريبي بثلاثة أيام للاستفادة من تواجدنا هناك في موطن اللعبة الأصلي ورفع المستوى الفني ومعسكر تدريبي خاص في البحرين قبل السفر بفترة طويلة ولله الحمد أن هذه المشاركة التاريخية التي نعتبرها تكللت بالنجاح واحراز ميداليات ملونة رغم أنني شخصياً كنت أطمح بتحقيق الذهبية التي أسعى لها منذ الآن في بطولة العالم التي ستقام في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الاول المقبل».
البداية أيام الدراسة
وبالعودة لبدايات منفردي في اللعبة أوضح قائلاً «بدأت بممارسة لعبة الجوجيتسو في العام 1996 عندما توجهت للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، إذ ومن قبلها كان لدي شغف في ألعاب الدفاع عن النفس، وأحببت الجيوجيتسو وخصوصاً هناك وزاد شغفي بها أكثر وبدأت بممارستها فعلياً منذ تلك اللحظة، وعندما عدت العام 2000 للبحرين تقدمت بطلب رسمي للاتحاد البحريني للدفاع عن النفس بالحصول على موافقة رسمية لضم هذه اللعبة تحت مظلته وممارستها بشكل رسمي وتكوين قاعدة لها وفي العام 2002 حصلت على الموافقة الرسمية وأنشأت النادي الخاص بي (مركز رضا للدفاع عن النفس) وكان أول مقر لنا في نادي المنامة بالجفير وبقينا هناك لمدة سنة كاملة، بعدها طلب منا النادي الانتقال بسبب وجود أعمال تطوير وصيانة ثم استأجرنا فيلا خاصة في منطقة سار وبقينا فيها حتى العام 2008 بعدها انتقلنا لمقرنا الحالي في باربار والذي اعتبره مقرا مميزا وطورنا فيه الكثير وهو واسع ويضم العديد من المرافق، إذ لدينا تاي بوكسينغ، الجوجيتسو البرازيلية، ألعاب الدفاع عن النفس المختلطة، لياقة بدنية، ونوفر حصصا تدريبية خاصة للأطفال والنساء ليكون بذلك مركزا شاملا، ولأنني مولع كثيراً باللعبة فقد قررت ترك عملي في أحد البنوك بالبلاد من أجل تطوير اللعبة أكثر والتركيز فيها وفي عمل النادي قررت ترك العمل والتفرغ للمركز بشكل أكثر ولله الحمد فقد وصلنا لمستوى متطور كثيراً ولدينا العديد من المنتسبين للمركز واللاعبين والمرتادين».
أكثر الألعاب انتشاراً على مستوى العالم
وبخصوص المشاركة في البطولات قال منفردي «بدأت بالمشاركة في البطولات منذ وجودي في الولايات المتحدة الأميركية للدراسة في العام 1996 وكانت أول ميدالية أحرزها البرونزية ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية في مشواري في هذه اللعبة وشاركت في العديد من البطولات وحققت فيها الكثير من الانجازات وطبعاً جميع هذه المشاركات أمثل فيها البحرين، ولعل أفضل انجاز لي الأخير في بطولة الأساتذة لأن مستواها االفني عالٍ جداً ويشارك فيها حملة الأحزمة السوداء وهي ثاني مرة أشارك فيها وتعتبر من أقوى البطولات على مستوى العالم، وتحظى اللعبة باقبال واسع النطاق وهي أكثر الألعاب الرياضية انتشاراً عالمياً في الوقت الجاري، مثال بسيط لأؤكد ذلك في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وهي أقرب الدول لنا وبلد خليجي تنتشر فيها اللعبة ممارستها بشكل مبهر، إذ تم توظيف أكثر من 100 مدرب برازيلي محترف باللعبة جميعهم يحملون أحزمة سوداء وطبعاً لها اتحاد خاص بها، ويمتلكون صالة خاصة بالجوجيتسو بالعاصمة (أبوظبي) مجهزة بأحدث التجهيزات والمرافق ووسائل التكنولوجيا، كما تم ادخال اللعبة في المناهج الدراسية للمرحلتين الابتدائية والاعدادية وينظمون لها العديد من البطولات المحلية ويقيمون بطولات دولية أخرى عديدة، وذلك فإن مستوى اللعبة مرتفع جداً بالامارات وخصوصاً في الآونة الأخيرة».
مشاركات مقبلة
وكشف منفردي عن عدة مشاركات مقبلة أبرزها مطلع شهر أكتوبر المقبل في منافسات بطولة العالم للأساتذة التي تستضيفها ولاية كاليفورنيا بأميركا، أواخر شهر أكتوبر المقبل بطولة آسيا المفتوحة بالعاصمة اليابانية (طوكيو)، وقد شاركت في هذه البطولة في في نسخة العام الماضي وكانت بطولة قوية وأحرزت فيها المركز الثالث والميدالية البرونزية، وفي نهاية العام الجاري سنشارك في بطولة مميزة أخرى السوبر الاماراتية وبمجموعة متميزة من لاعبينا.
وأشار بطل البحرين منفردي أنه يسعى من خلال هذه المشاركات لاثبات مكانة البحرين رياضياً في المقام الأول واحراز الانجازات المشرفة لها واثبات مستواها في لعبة الجوجيتسو وما وصلت إليه وأنها تمتلك لاعبين متميزين، وهو يسعى أيضاً لنقل خبراته للاعبين البحرينيين الصغار الذين يسيرون على طريق اللعبة والسعي للنجومية والتألق متمنياً بأن تحظى اللعبة بمزيد من الاهتمام من قبل المسئولين الرياضيين بالمملكة والدعم المناسب الذي يجعلها تتطور بشكل أكثر.
أصل الجوجيتسو
تعددت الروايات حول أصل الجوجيتسو، إلا أن بعض المؤرخين قالو إنها أقدم نموذج يجمع جميع الفنون القتالية، وتعرف أيضاً بأنها أصل الفنون القتالية والتي قد تعود إلى الهند، إذ ابتكرها الرهبان البوذيون، والذين قاموا بتطوير حركات فيها تعتمد على التوازن والقوة، وذلك عند الحاجة لتجنب الاعتماد على القوة والأسلحة.
ومن ثم وجدت الجوجيتسو طريقها إلى الصين واليابان إذ توسعت شعبيتها أكثر، وقد اعتمدت من قِبل الساموراي (الحرس الملكي الياباني) كأعلى شكل من أشكال الدفاع عن النفس كما اعتبرت أسلوب حياة، وقد سلط هذا النموذج الفني الضوء على الرمز الخاص بسلوكهم والذي يعرف بـ «بوشيدو» أي (طريق المحارب).
وقام اليابانيون بتسمية تقنيات الجيوجتسو السلسة «الطريقة اللطيفة» والتي ترتكز على عدد من القيم الأساسية التي تدور حولها بما فيها الولاء، العدل، الأخلاق، الصفاء، التواضع، الشرف، الثقة بالنفس والاحترام، ومع انتهاء النظام الإقطاعي في اليابان، أشرفت الجوجيتسو على النهاية مع انبثاق أشكال مختفة منها كالأيكيدو، الكاراتيه والجودو وبكل الأحوال فإن هذه الأشكال الجديدة تفتقر إلى روح الفن الحقيقي القديم التي تتميز بها الجوجيتسو.
وفي العام 1915 هاجر الأب الروحي الجوجيتسو «إساي مايدا كوما»، والذي يعرف أيضاً بـ «كوندي كوما» إلى البرازيل إذ كان الأساس في إنشاء مجتمع اليابانيين المهاجرين، واستقر في بيليم في ولاية بارا إذ التقى برجل اسمه «كارلوس جرايسي» وهو سياسي برازيلي له ثماية أبناء، أدى به حماسه إلى تعليم ابنه الأكبر «كارلوس» أسرار فن القتال القديم «مايدا»، وانتقل «كارلوس» في عمر 19 سنة إلى ريو دي جانيرو وبدأ التعليم والقتال وإثبات كفاءة هذه الرياضة من خلال هزيمته لخصومه الأقوى جسدياً في أكثر من مناسبة، وفي العام 1925 افتتحت أكاديمية جرايسي للجوجيتسو في ريو وكانت أول أكاديمية من نوعها.
وبين عامي 1940-2004 ربحت عائلة جراسي العديد من التحديات التي خاضوها ضد مقاتلين يتفوقون عليهم بالحجم، وبذلك أعادوا للجوجيتسو مكانته التي تمتاز عن غيرها، وقامت العائلة بتغيير تقنيات بطريقة غيرت مبادئ الجوجيتسو الدولية، إذ كانت هذه التقنيات فريدة من نوعها حتى جعلت لهذه الرياضة هوية وطنية، وهي تعرف الآن بـ «الجوجيتسي البرازيلي» والتي تمارس من قبل فنانو الدفاع عن النفس من كافة أنحاء العالم.
ومؤخراً أضافت العائلة المزيد إلى رصيدها من خلال تعليم تقنياتها لفرق سوات، مكتب التحقيقات الاتحادي، وكالة المخابرات المركزية وNavy Seals من أفراد الجيش وأقسام تطبيق القانونية.
وللمحرر كلمة
يبذل لاعبو الجوجيتسو جهودا كبيرة من أجل تشريف البلاد في مختلف المحافل الدولية، ويشاركون على حساباتهم الخاصة في هذه المشاركة ويمثلون من خلالها البلاد، فلابد على المسئولين الرياضيين الالتفات لهم ودعمهم والاهتمام بهم معنوياً على الأقل، فالجانب المعنوي له تأثير كبير على نفسية اللاعب والرياضي يساهم في رفع مستواه الفني كثيراً ويرفع مستوى الاصرار والعزيمة لديه، كما هو واجبنا كرجال صحافة واعلام بنشر أخبار هذه المشاركات وابرازها واعطائها الحجم المناسب من المساحة.
العدد 3997 - الجمعة 16 أغسطس 2013م الموافق 09 شوال 1434هـ