العدد 4000 - الإثنين 19 أغسطس 2013م الموافق 12 شوال 1434هـ

برويز مشرف من جنرال متنفذ إلى ملاحق بجرائم جنائية

أصبح برويز مشرف اول قائد سابق لباكستان يواجه تهما جنائية بعد ان كان في الامس الجنرال الذي لا يشق له غبار والذي سيطر على السلطة في 1999.

وكان مشرف الاسلامي المعتدل الذي يدخن السيجار ويشرب الويسكي، الحليف الرئيسي لواشنطن في "الحرب على الارهاب" ونجا من ثلاث محاولات اغتيال على الاقل قام بها تنظيم القاعدة خلال حكمه الذي استمر تسع سنوات.

الا ان حياته اصبحت سلسلة من الازمات منذ عودته الكارثية الى باكستان في اذار/مارس ليشارك في الانتخابات و"ينقذ" البلاد من الجيش والخراب الاقتصادي، بحسب ما قال.

فبعد اربع سنوات من المنفى الاختياري في دبي ولندن، عاد الى بلاده لا لكي يستقبل استقبال الابطال، بل ليستقبل بالسخرية وبوابل من القضايا الجنائية.

وهددت حركة طالبان بقتله، وسخر الاعلام المحلي من تطلعاته وتبددت خطته بالعودة الى الحكم عندما تقرر استبعاده من الترشح لانتخابات ايار/مايو التي فاز بها نواز شريف، الرجل الذي اطاح به مشرف في 1999.

وجرحت كرامته عندما فرضت عليه الاقامة الجبرية في فيلته الواقعة على مشارف اسلام اباد، ليقبع وحيدا دون حول او قوة مع تحرك القضايا ضده في المحاكم.

وقالت حكومة شريف ان مشرف البالغ من العمر سبعين عاما يجب ان يحاكم بتهمة الخيانة لاستيلائه على السلطة وتخريب الدستور.

وهو مطلوب في قضية مقتل زعيم المتمردين البلوش خلال عملية عسكرية في 2006 واتهم الثلاثاء بقتل زعيمة المعارضة بنزير بوتو في هجوم بالبنادق والقنابل في 2007 بعد عودتها من المنفى.

وفي مذكراته "على خط النار" اقتبس مشرف من اقوال نابليون بونابرت وريتشارد نيكسون على اعتبار انهما مثله الاعلى في القيادة، وهما الرجلان المعروفان بعنادهما والغطرسة التي اسهمت في سقوطهما.

ولد مشرف في نيودلهي في الهند في الحادي عشر من اب/اغسطس عام 1943 وهاجر مع عائلته الى دولة باكستان الجديدة في منتصف آب/اغسطس 1947 التي اعلنت انفصالها عن الهند اثر صدامات دامية.

ودخل الكلية العسكرية وهو في ال18 من العمر ولم تفارقه البزة العسكرية طيلة اكثر من 45 عاما. حصل على وسام شرف لشجاعته خلال الحرب ضد الهند عام 1965 وفي عام 1966 انضم الى فرقة نخبة داخل الجيش الباكستاني.

واشرف اثناء قيادته الجيش على "نزاع كارغيل" القصير في كشمير الذي كاد ان يدخل باكستان في حرب مع جارتها النووية الهند.

وعندما اطاح بشريف في 1999 في انقلاب ابيض، احتفل العديد من الباكستانيين بنهاية الفساد والادارة التي دمرت الاقتصاد.

وفاز مشرف بالرئاسة لمدة خمس سنوات في استفتاء في 2002، الا انه حنث بوعده بالاستقالة من قيادة الجيش حتى اواخر 2007.

وبعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 اصبح مشرف الحليف الاساسي للولايات المتحدة في "حربها ضد الارهاب"، واكتسب اشادة دولية لمحاولته القتال ضد طالبان والقاعدة وتحقيق الازدهار الاقتصادي خلال رئاسته.

ولم يواجه مشرف اية تحديات خطيرة الا عندما حاول اقالة رئيس القضاة في اذار/مارس 2007 ما ادى الى احتجاجات في انحاء البلاد قادت الى اشهر من الاضطرابات التي اسفرت عن فرض حالة الطوارئ.

وبعد اغتيال بوتو في كانون الاول/ديسمبر 2007، تدهور الجو العام، واصبح مشرف معزولا بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها حلفاؤه في انتخابات شباط/فبراير 2008.

وفي اب/اغسطس 2008 استقال بعد ان بدأت بحقه اجراءات اقالته من السلطة من قبل الائتلاف الجديد الحاكم، وعاش في المنفى حتى عودته غير الميمونة الى وطنه في اذار/مارس من هذا العام.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً