عقدت بقصر القضيبية مساء اليوم السبت (24 أغسطس/ آب 2013) جلسة مباحثات رسمية بين مملكة البحرين و اليابان، ترأسها من الجانب البحريني رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وترأس الجانب الياباني رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ، تم خلالها بحث العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في كافة المجالات.
وخلال اللقاء أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي على الدور المحوري لليابان في الأمن والاستقرار العالمي وبأهمية اتخاذ خطوات أكثر تقدما وفعالية لدفع الحوار الاستراتيجي بين اليابان ومجلس التعاون والمضي قدما في المراحل التنفيذية لإتمام متطلبات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، فيما أشاد رئيس وزراء اليابان بالجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في تقدم ونهضة مملكة البحرين مقدرا دور سموه البارز في تحقيق الأهداف الخاصة بالتنمية وفي تعزيز الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والمنطقة، مؤكدا على إدانته لكافة أعمال العنف والإرهاب مهما كانت مبرراتها ، ووجه رئيس الوزراء الياباني الدعوة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي لزيارة اليابان.
وخلال جلسة المباحثات فقد اتفق الجانبان على المضي قدماً بالتعاون بين البلدين في المجالات المختلفة ومنها على صعيد التعاون السياسي والأمني و في مجال الإرهاب والجريمة المنظمة وغسيل الأموال واستغلال التكنلوجيا اليابانية المتطورة في مجالات الاتصالات وفي ميادين النفط بالبحرين كما تم الاتفاق على التعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والطاقة البديلة وتنمية الموارد البشرية والتعاون في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة فيما يتعلق باللؤلؤ الطبيعي، فيما اتفق الجانبان على التعاون والتبادل الثقافي والتعليمي،والتعاون في مجال تأمين الملاحة البحرية في الخليج العربي ، فيما رحب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي بالمبادرة التي اتخذتها اليابان بدراسة إعفاء حاملي جوازات السفر الخاصة والدبلوماسية البحرينية من تأشيرات الدخول لليابان،بينما أكد سموه دعم مملكة البحرين لاستضافة طوكيو لدورة الألعاب الأولمبية للعام 2020.
كما تم الاتفاق على تيسير المشاورات السياسة بين وزارتي الخارجية في البلدين، واستحداث حوار أمني لمناقشة الأوضاع الإقليمية، والأمن البحري بما في ذلك سلامة الممرات البحرية ومكافحة القرصنة ، فيما تم توقيع أربع مذكرات تفاهم بين البلدين في مجال الصحة والرعاية الصحية وفي مجال الدراسات الطبية، وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب وفي مجال التعاون الزراعي.
وقد ناقش رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي ورئيس وزراء اليابان سبل توطيد التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما على صعيد تبادل الزيارات والوفود التجارية، وتكثيف التعاون الاقتصادي والإستثماري بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة.
وأعربا عن ارتياحهما لمسار العلاقات البحرينية ـ اليابانية المتصاعد في ظل رغبة قيادتي وحكومتي البلدين على توطيد أواصر التعاون بين البلدين الصديقين، والاستفادة من الامكانيات التي يمتلكها كل مهما في ترسيخ نموذج متميز للتعاون الثنائي.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى ما سوف تثمر عنه المباحثات المشتركة من نتائج تُسهم في تقوية أواصر التعاون بين البلدين الممتدة منذ عقود، والتي دخلت مرحلةً جديدة من خلال الزيارتين الناجحتين لكل من صاحب الجلالة الملك، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي إلى طوكيو.
وأكد سموه أن مملكة البحرين تقدر لليابان دورها الايجابي في المحافل الدولية لدعم السلم والأمن والتنمية المستدامة بشكل عام، ومواقفها الداعمة لمملكة البحرين على وجه الخصوص.
وأضاف سموه أن مملكة البحرين لديها الرغبة العميقة في توثيق العلاقات بين الشعبين والبلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، والاستفادة مما لدى اليابان من خبرات وكفاءات متطورة، مؤكدا سموه أهمية الاجتماعات التشاورية بين البلدين من جهة، وبين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى.
وأعرب سموه عن رغبة مملكة البحرين في تعزيز التعاون بين البلدين خاصة في مجالات التعليم والصحة ومستلزمات الأمن، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري، فضلاً عن الاطلاع والاستفادة من خبرات الشركات اليابانية في مجال التكنولوجيا والتصنيع والزراعة الأمن الغذائي وخدمات النقل البري والجوي، وغيرها، متمنيا سموه أن توفر مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها اليوم الإطار المناسب لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وبحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي ورئيس وزراء اليابان وقع الجانبان على أربع مذكرات تفاهم:
المذكرة الأولى في مجال في مجال التعاون الزراعي، ووقعها عن الجانب البحريني وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعية أحمد الكعبي وعن الجانب الياباني رئيسة مركز اليابان للتعاون الدولي ساتشيكو بامانو.
أما الثانية فهي في مجال الصحة والرعاية الصحية، ووقعها عن الجانب البحريني وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي، فيما وقعها من الجانب الياباني نائب المدير العام لوزارة الصحة والعمل والشئون الاجتماعية باليابان هيراواكي ينهارا. و مذكرة التفاهم الثالثة بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ووقعها عن الجانب البحريني رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن وعن الجانب الياباني المدير العام لدائرة الجريمة المنظمة بوكالة الشرطة الوطنية اليابانية نوبويوكي موروكي.
أما مذكرة التفاهم الرابعة فهي في مجال الدراسات الطبية، ووقعها عن الجانب البحريني قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة وعن الجانب الياباني كيتاو المدير الممثل والرئيس التنفيذي لشركة ا س .بي. آي للأدوية باليابان يوششياكا.
وقد أقام رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي مأدبة عشاء تكريما لرئيس وزراء اليابان شينزو آبي والوفد المرافق له، حضرها نواب رئيس مجلس الوزراء، ورئيسا مجلسي الشورى والنواب وعدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال في المملكة.