عقدت بقصر القضيبية صباح اليوم الاثنين (26 أغسطس/ آب 2013) جلسة مباحثات رسمية بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا، ترأسها في الجانب البحريني رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وترأس الجانب الكوري رئيس وزراء جمهورية كوريا جونغ هونغ وون ، جرى خلالها مناقشة ما يربط بين البلدين من علاقات تعاون مثمرة، وسبل تطويرها على كافة المستويات.
وقد اتفق الجانبان البحريني والكوري خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بينهما على إنشاء لجنة عليا مشتركة بحرينية كورية تكون مظلة وإطار شامل للإشراف على مسار التعاون بين البلدين وبخاصة في مجال الاستثمارات والتكنولوجيا ونقل الخبرات والحكومة الإلكترونية والمشاريع الثقافية.
واتفقا على زيادة التنسيق بينهما في المحافل الدولية ، وعلى استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب كشركاء في الأمن والاستقرار باعتبار أن أمن الدول لم يعد شأناً داخلياً بل يتطلب لتكريسه تعاوناً دولياً.
فيما أعرب رئيس وزراء كوريا عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة البحرينية برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وتفهمه لمساعيها لحفظ النظام واستتباب الأمن وحماية البحرين من الإرهاب وتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط منوهاً بأن البحرين هي موطن سلام وأمن واستقرار وأن حل المشكلات الأمنية ومكافحة الإرهاب في البلاد تتم وفق مسارها الصحيح بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى ، وإن حوار التوافق الوطني في البحرين سيسهم في تعزيز واستقرار البلاد.
ووجه رئيس وزراء كوريا الدعوة إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى زيارة جمهورية كوريا حيث قبلها سموه شاكراً على أن يحدد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن زيارة رئيس وزراء كوريا وتوقيتها هو موقف تأييد من الدولة الصديقة ودعمها لسياسة حكومة مملكة البحرين في الشأن الداخلي والخارجي وتراه إسناد سياسي واقتصادي تقدره البحرين عالياً .
ولقد اتفق الجانبان على التعاون في المجالات النفطية والصناعة والتعاون الدبلوماسي وتنمية الموارد البشرية والنقل الجوي ومكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية المجتمع من الأسلحة الكيميائية وتعزيز المركز المالي لمملكة البحرين ومساهمة الشركات الكورية في مشاريع البنية التحتية وفي قطاع البناء والمقاولات والبتروكيماويات والطاقة بينما اتفقا أيضاً للإسراع في فتح سفارة لمملكة البحرين في سيئول .
وخلال جلسة المباحثات رحب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء برئيس وزراء جمهورية كوريا الصديقة والوفد المرافق، كأول زيارة منذ بداية العلاقات الدبلوماسية وكونها تأتي مع إعادة افتتاح السفارة الكورية في البحرين، مؤكدا سموه اعتزازه وسروره بهذه الزيارة التي نتطلع إلى أن تسهم في تعزيز ما يربط بين البلدين والشعبين الصديقين من مستوى متقدم للعلاقات ،لافتا سموه إلى أن المسافات لم تعد حجر عثرة أمام التعاون الدولي فالعالم اليوم بفضل التكنولوجيا أصبح مترابطاً.
وشدد سموه على ضرورة الدفع بالتعاون البحريني الكوري قدما ومتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات الثنائية، لأنه سيشكل انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين.
وأعرب سموه عن ترحيبه بمستوى التعاون والتنسيق بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره للدعم الدائم جمهورية كوريا الصديقة لمملكة البحرين في المحافل الدولية.
وأكد سموه حرص مملكة البحرين على تطوير مجالات التعاون بين البلدين الصديقين في المجال الأمني، وبحث سبل تعزيز التعاون في مجال التعليم والتدريب المهني والصحة والمجالات المتعلقة بالطاقة المتجددة.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى أن توفر مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها اليوم الإطار المناسب لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
وأشاد سموه بالدور البناء الذي تقوم به الشركات الكورية في مجال البنية التحتية ونقل الخبرات و المعرفة في مجال التكنولوجيا، مؤكدا سموه ترحيب مملكة البحرين بتأسيس جمعية صداقة بحرينية كورية في كل من البلدين، وتحقيق الأهداف المشتركة التي تعمل على توثيق الروابط التي يسعى البلدان إليها.
وعبر سموه عن تطلعه إلى أن تكون هذه الزيارة وما ستشهده من مباحثات مثمرة بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدي الصديقين، متمنياً سموه لرئيس وزراء جمهورية كوريا والوفد المرافق إقامة طيبة في مملكة البحرين.
وشهدت جلسة المباحثات الاتفاق بين البلدين على توطيد العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، والترحيب بالتعاون والتنسيق بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبحضورصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء و رئيس وزراء جمهورية كوريا وقع الجانبان علىثلاث مذكرات تفاهم: الأولى بشأن إنشاء قيادة أمنية في المناطق الحضرية ومركز تحكممع وزارة الداخلية، ووقعها عن الجانب البحريني وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بنعبدالله ال خليفة وعن الجانب الكوري الرئيسالتنفيذي اس ون الكورية يون جين هيوك.
أما مذكرة التفاهم الثانية فهي في مجال التجارةوالصناعة والاستثمار، ووقعها عن الجانب البحريني وزير الصناعة والتجارة حسن بن عبدالله فخروفيما وقعها من الجانب الكوري نائب وزير التجارة والطاقة الكوري هان جين هيون.
أما مذكرة التفاهم الثالثة بشأن التعاون فيمجال التعليم الفني والتدريب، ووقعها عن الجانب البحريني وزير التربية والتعليم ماجد بن عليالنعيمي وعن الجانب الكوري نائبالرئيس التنفيذي لتطوير الكفاءات بهيئة خدمة تطوير الموارد البشرية فيكوريا يي سونكي.
وقد أقام صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مأدبة غداء تكريما لرئيس وزراء جمهورية كوريا جونغ هونغ ون والوفد المرافق، حضرها نواب رئيس مجلسالوزراء، ورئيسا مجلسي الشورى والنواب وعدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال والصحافة والإعلام في المملكة.