طالب نواب الأردن والبحرين الولايات المتحدة الأميركية سحب قواتها المحتلة للعراق فوراً... وإعطاء الحق الكامل للشعب العراقي في تقرير مصيره. وشدد البيان المشترك لمجلس النواب الأردني والبحريني الذي صدر في العاصمة الأردنية عمان، على (ضرورة الانسحاب الفوري من العراق) والاستمرار في إسناد قضية الشعب الفلسطيني والانتفاضة والسير في سبل تنفيذ خريطة الطريق. ومن جانب آخر، وقف وزير الخارجية الاردني مروان المعشر على التجربة الاصلاحية البحرينية مثمنا ما قامت به البحرين من تغييرات سياسية واجتماعية. جاء ذلك لدى لقائه في مكتبه وزارة الخارجية في عمان رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني الذي يزور الأردن حالياً.

وتناول الاجتماع الموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية مثنيا على تجربة البحرين الاصلاحية مؤكدا أن الاردن سيحذو حذو البحرين في تطبيق آليات الحركة الإصلاحية على المستوى الإعلامي وحقوق الانسان واطلاق الحريات العامة مشيدا بنتائج زيارة الظهراني الى الاردن وما توصل إليه الجانبان من اتفاق وتنسيق.

وكانت زيارة رئيس مجلس النواب البحريني خليفة أحمد الظهراني إلى العاصمة الأردنية عمان قد حفلت بنشاط سياسي وبرلماني واسع توج أخيراً بلقاء تاريخي بين الظهراني وعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني الذي ثمن للوفد البرلماني البحريني عمق التجربة البرلمانية لمملكة البحرين والاردن معا مثلما حضر الوفد بعضا من جلسة مجلس النواب الاردني التي عقدت في اليوم نفسه.

كما استقبل رئيس الوزراء الاردني علي ابوالراغب في مجلس الأمة الأربعاء الماضي رئيس البرلمان البحريني خليفة الظهراني والوفد المرافق له.

وجرى استعراض العلاقات المتميزة التي تجمع المملكتين الشقيقتين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات وخصوصاً البرلمانية منها.

من جهته ابدى رئيس الوزراء الاردني علي ابوالراغب حرصه على مستوى الاداء البرلماني والمسيرة الديمقراطية في الاردن والتجربة البرلمانية التي أصبحت نموذجا من خلال القيام بدورها الرقابي والتشريعي والمساهمة جنبا الى جنب مع الحكومة في عملية التنمية الشاملة، إذ عبر رئيس واعضاء الوفد البرلماني البحريني عن اعجابهم بالتجربة البرلمانية الاردنية والتعاون القائم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وكان الظهراني التقى ظهر الاربعاء الماضي رئيس مجلس الاعيان الاردني زيد الرفاعي الذي اكد في بداية اللقاء عمق العلاقات الاخوية التي تربط الاردن والبحرين والتي تعكس العلاقة الاخوية التي تجمع بين عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني واخيه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

مبديا حرص الأردن على تطوير وتعزيز التعاون الثنائي مع مملكة البحرين الشقيقة والارتقاء به إلى المستوى الذي ينسجم مع خصوصية العلاقة الاردنية البحرينية وخصوصاً في المجالات البرلمانية التي من شأنها ان تعود بالخير والفائدة على المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين وعلى مسيرة العمل العربي المشترك.

وعبر رئيس مجلس الاعيان عن تقديره لزيارة الظهراني الى الاردن والى مجلس الاعيان منوها بأهمية هذه الزيارات ودورها في تعزيز اواصر التعاون الثنائي بين البلدين واعرب الظهراني عن اعتزاز مملكة البحرين ملكا وشعبا بالمستوى الذي وصلت اليه العلاقات الاخوية مع الاردن الشقيق وبالقيادة الحكيمة والمخلصة لعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني ودوره في خدمة القضايا العربية.

وقال «اننا في البحرين ننظر نظرة عميقة نحو تمتين العلاقات الثنائية مع الاردن على المستويات كافة والاستفادة من التجربة الاردنية في المجالين التشريعي والرقابي التي يضطلع بها مجلسا الاعيان والنواب».

الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان البحريني خليفة الظهراني إلى المملكة الأردنية الهاشمية بحسب مصادر اعلامية برلمانية في البحرين جاءت بناء على دعوة موجه من مجلس النواب الاردني.

وقد استقبل الظهراني في الأردن بمزيد من الحفاوة إذ تركزت المباحثات في اللقاءات التي جرت على ضرورة تدعيم مسيرة العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين في الميدان البرلماني ومختلف المجالات الأخرى، وأكد الجانبان من خلال البيان الختامي الذي صدر أمس الدور الواضح للبعد البرلماني في العلاقات الدولية وتشجيع السياسات التي تؤدي إلى زيادة التفاهم والتعاون بين دول العالم ولاسيما في مجالي السلم والأمن الدوليين.

وكذلك اكد الجانبان أهمية الروابط الاخوية التي تربط البلدين واهمية تسهيل إجراءات تنقل شعبي البلدين والضرورة الملحة للمزيد من التبادل التجاري والخبرات والكفاءات بما يخدم البلدين وشعبيهما، مثمنين الجهود المبذولة من قبل المملكتين لتطوير آفاق التعاون في المجالات كافة، واتفق الجانبان على ضرورة الاستمرار في اسناد الشعب الفلسطيني ودعم انتفاضته وتنفيذ مشروع خريطة الطريق، مشددين على حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، كما اتفق الجانبان على الوقوف الكامل إلى جانب الشعب العراقي بكل ما لديهما من إمكانات من اجل استعادة العراق وضعه الطبيعي ومطالبين بانسحاب فوري للقوات الأميركية وإعطاء الحق الكامل للشعب العراقي في تقرير مصيره.

وعلى الصعيد البرلماني الثنائي اتفق الجانبان على مواصلة التعاون بين الأردن والبحرين في مجالات العمل البرلماني بما يخدم الأهداف المشتركة للبلدين التي سعى لتوطيدها ملكا البلدين من خلال تشكيل لجنة برلمانية أردنية، وتبادل الزيارات البرلمانية والتنسيق المشترك في المؤتمرات البرلمانية الدولية والإسلامية والإقليمية، وتنسيق المواقف في الدفاع عن القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل الدولية، وتبادل الخبرات والمعلومات والدراسات في مجالي العمل البرلماني والادارة البرلمانية بين مجلسي البلدين.

وقال مراقبون برلمانيون ان زيارة رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني إلى الأردن فتحت الآفاق لعمل دبلوماسي برلماني يمكن من فعل الكثير في المرحلة المقبلة باعتباره احد وسائل الدبلوماسية الشعبية بحيث يصل أراضي جديدة تساهم بجدية في تعميق العلاقة بين المؤسسات الشعبية العربية ومن ثم تقوم بدور كبير في تنشيط العمل البرلماني العربي