العدد 357 - الخميس 28 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ

أعمال الصيانة في مدارس التربية وضعت الأنشطة الصيفية في مأزق

صيف البحرين... وقطاع الشباب والأطفال

تشمر الشمس عن سواعدها في فصل الصيف فيهرب أصحاب الدخل العالي إلى خارج البلاد إذ لا يجدون حلا سوى أن يشدوا أمتعتهم ويسافروا إلى المناطق الأقل حرارة هربا من حرارة الصيف والرطوبة الخانقة.

وفي الطرف المقابل تمنع الظروف المادية الصعبة عدداً لا يستهان به من أصحاب الدخل المتوسط من السفر إلى الخارج، فيضطرون إلى البقاء في الوطن وتحمل حرارة الشمس، ومنهم من يستطيع إشراك أبنائه في الأنشطة الصيفية، ومنهم من لا يستطيع.

«الوسط» تجولت في أرجاء عدة من هذا الوطن الصغير في مساحته الكبير بأهله في محاولات لرصد الأنشطة الشبابية التي سجلت فارقا هذا العام مقارنة بالأعوام الأخرى إذ لم يتسبب توقف فعاليات «صيفك على كيفك» وما شابهها من شعارات أخرى راجت العام الماضي وتوقفت هذا العام في استمرار الأنشطة الصيفية ذات الطابع الشبابي.

ماهية الأنشطة الصيفية، أهدافها، وما قدمته لفئة الأطفال والشباب، ما السلبيات التي صادفها المنظمون وكيف طوّعوها لتعزيز الإيجابيات ونقاط أخرى يناقشها هذا التحقيق مع عدد من المهتمين والمشاركين في الأنشطة الصيفية.

يقول رئيس الأنشطة الشبابية في المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام الجودر: «أعدت المؤسسة العامة للشباب والرياضة برامج شبابية متنوعة للصيف، ضمت أنشطة ترفيهية كالرحلات البحرية وسباق السيارات، وأنشطة ثقافية كالندوات ومسابقة في الشعر ومسابقة في القرآن الكريم والحديث الشريف، كذلك يشمل البرنامج أنشطة اجتماعية يقوم بها الشباب مع ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يقوم الشباب فيها بتنظيم يوم ترفيهي مدته خمس ساعات مع أطفال (متلازمة داون)، ويهدف هذا النشاط لتحقيق التكافل الاجتماعي وإشعار الشباب بأهمية تقديم الاهتمام إلى هذه الفئة من المجتمع».

إلى ذلك، نظمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة في صيف هذا العام «يوم المبدع» الذي يهدف إلى تنمية أصحاب المواهب باختلاف أنواعها سواء في مجال الرسم أو المخترعات أو الكمبيوتر وغيرها بحسب تأكيد الجودر، الذي يقول: «حققت البرامج نجاحات اتضحت من خلال الاستبنات التي وزعت على الشباب في كل الأنشطة التي يشاركون فيها».

وعن المعوقات التي تواجه النشاط قال الجودر: «تعد الموازنة من أهم المعوقات التي تواجهنا في تنظيم النشاط، ولكن المؤسسة العامة سعت جاهدة من أجل التغلب عليها بما يتوافق مع طموح الشباب وتطلعاتهم، كذلك يواجه النشاط مشكلة التقصير الإعلامي فالنشاط يعاني من غياب التغطية الإعلامية من قبل وسائل الإعلام المختلفة».

وأوضح الجودر أن روح الحماس لدى الشباب وهمتهم العالية ساهمت كثيرا في تطوير النشاط في كل عام، ما يساهم في زيادة عدد المشاركين.

بين الأهلي والمحرق

وليس بعيدا عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة يعتبر النادي الأهلي أحد الأندية العريقة في مجال النشاط الصيفي في البحرين ويعود ذلك إلى العام 1989 وقد استطاع نتيجة لذلك تبوؤ مركز الريادة في هذا المجال بين الأندية في البحرين ما جعله مركز جذب للأطفال من أجل مزاولة النشاط الصيفي. عن ذلك يقول مدير النشاط الصيفي في النادي إبراهيم خميس: «يتزايد أعداد المشاركين الراغبين في الانضمام إلى النشاط الصيفي في النادي كل عام وقد وصل العدد ذروته إلى 1200 طالب وطالبة بين عامي 1996 - 1998، والسبب يعود في ذلك إلى تمياز النادي وريادته في مجال النشاط الصيفي الذي انطلق عام 1989(...) وقد تمكنا من التغلب على مشكلة الإقبال المتزايد من خلال المرافق المتعددة في النادي ووجود أحواض السباحة الصغيرة والكبيرة، بالإضافة إلى وجود الإختصاصيين المؤهلين من حملة الشهادات العليا من الرجال والنساء».

ويتابع خميس حديثه: «استطعنا من خلال وجود الإدارة الناضجة في النادي أن نواكب التغيرات والمستجدات التي يشهدها المجتمع، إذ كان لفلسفة القائمين على النشاط الصيفي التي تعتمد على تعلم الطفل عن طريق الترفيه وترك حرية الاختيار له، أبلغ الأثر في إظهار النشاط الصيفي بالشكل الذي يلبي رغبات الأطفال وتوفير الجو المناسب لهم».

«ويشارك في النشاط الصيفي للنادي الأهلي لهذا العام 276 شخصاً من كلا الجنسين يمارسون أنشطة متعددة منها تعليم السباحة، الألعاب الفردية و الجماعية، والرسم إلى جانب الزيارات والرحلات».

وعن النشاط الصيفي بنادي المحرق يحدثنا رئيس النشاط الصيفي في النادي محمد بن دينة: «نادي المحرق قام بدوره الاجتماعي في فترة الصيف من خلال تحفيظ القرآن وغرس تعاليم الدين الحنيف عند المشاركين، وتدريس السباحة على يد مدرسين مؤهلين، وتعليم الحاسب الآلي بالاتفاق مع أحد المعاهد المتخصصة في هذا المجال، بالإضافة إلى تعليم لعبة الشطرنج بالتعاون مع الاتحاد البحريني للألعاب الذهنية، والألعاب الرياضية المختلفة ككرة القدم والسلة وغيرها إلى جانب الزيارات الترفيهية والمحاضرات التثقيفية، وقد بلغ عدد المشاركين في نشاط هذا العام 350 شخصاً من الذكور والإناث».

ويقول بن دينة: «تعاون المؤسسة العامة للشباب والرياضة ومحافظة المحرق وجمعية التربية الإسلامية كان له بالغ الأثر في التغلب على المعوقات التي واجهت النشاط، وقد أسهمت جودة التعليم والتدريب التي أعتمدها النادي في النشاط الصيفي في تنمية قدرات الأطفال واكتسابهم خبرات، إضافة إلى غرس مبادئ الدين الحنيف لديهم واحترام الوالدين».

المشاركون... ماذا قالوا؟

يقول عبدالرحمن سعد (12 سنة): «هذه هي السنة الأولى التي أشارك فيها في النشاط الصيفي، وقد كانت تجربة ممتعة ومفيدة، فقد استطعت تعلم أشياء كثيرة مثل الكمبيوتر والشطرنج بالإضافة إلى المهارات الرياضية(...) كنت في السابق لا أجيد السباحة ولكن بفضل الله وتعاون المدرسين تمكنت من ممارسة السباحة بشكل جيد، وأتمنى أن أشارك في الأعوام المقبلة».

ويشاركه زميله أحمد عبدالعزيز (12 سنة) الرأي فيقول: «هي السنة الأولى لي أنا أيضا في النشاط الصيفي، النشاط يساعدني على الاستيقاظ في الصباح بكل نشاط وحيوية وقد استطعت من خلاله قضاء أوقات الفراغ المملة في أشياء مفيدة مثل تعلم القراءة والسباحة، وتمكنت من حفظ بعض السور القرآنية».

أما طالب بركات (15 سنة) فيقول: «أشارك في النشاط الصيفي للسنة الرابعة على التوالي وقد لاحظت بأن النشاط يتطور في كل عام، يساعدني النشاط على ممارسة هوايتي المفضلة وهي كرة القدم، والتعرف على أصدقاء جدد، ولا يسعني إلا أن أثني على دور المدرسين القائمين على هذا النشاط».

رأي الأهالي

تقول فاطمة محمد (موظفة في القطاع الحكومي): «الظروف المادية لا تسمح لنا بالسفر في هذا الصيف ما يضطرني إلى إشراك الأبناء في الأنشطة الصيفية، وهي أنشطة متنوعة ومميزة، وقد أسهمت في إكسابهم مهارات وخبرات جديدة».

سامية علي (موظفة في بنك) قالت: «تعودنا على السفر في كل إجازة صيفية، ولكن في إجازة العام الماضي لم تسمح لنا الظروف بالسفر، وقد قمت بإشراك أبنائي نتيجة لذلك في النشاط الصيفي، وفي هذا العام عندما خيرتهم بين السفر إلى الخارج أو المشاركة في النشاط الصيفي اختاروا النشاط الصيفي».

ويرى حسين عباس (مدرس): «النشاط الصيفي يضيف الكثير إلى شخصية الأطفال والشباب، ويكسبهم خبرات ومهارات جديدة في التعامل، ويساعدهم على تنمية مواهبهم المختلفة».

تتنوع الأنشطة الصيفية وتختلف وفقا لعدة عوامل منها الجهة المنظمة للنشاط وطبيعة عملها والموازنة التي يتطلبها ومدى توافر المكان الملائم لعقده وغيرها. وإن كنا نتكلم عن النشاط الصيفي فنحن لا نعني بذلك النشاط الرياضي فقط فهناك الكثير والكثير من الأنشطة.

وفي جولتنا الصيفية توجهنا إلى مركز سلمان الثقافي للتعرف على نوعية الأنشطة الصيفية لديهم، وكان اللقاء مع القائمة بأعمال مراقب مركز سلمان الثقافي نبيهة الخياط التي حدثتنا عن أنشطتهم قائلة: «يشارك في النشاط الصيفي بمركز سلمان الثقافي هذا العام 500 طفل، وقد تم إعداد برنامج يشمل الكثير من الأنشطة منها الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى خلق حب القراءة عند الأطفال من خلال ورش العمل المتنوعة، كذلك عرض أفلام عن البيئة وفتح المجال أمام الأطفال لإبداء وجهات نظرهم وملاحظاتهم عن الأفلام التي يشاهدونها لتعويدهم على الحوار والتحدث الجيد، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل عن فن الكتابة الأدبية والاتفاق مع الصحف المحلية من أجل نشر كتابات الأطفال لتشجيعهم وتحفيزهم على الكتابة، ويتضمن النشاط الصيفي كذلك على أنشطة فنية تشمل الرسم باستخدام خامات متعددة، ونشاط مسرحي يهدف إلى تعليم الأطفال أساسيات العمل المسرحي بدءاً من إعداد النصوص وحتى الوقوف على خشبة المسرح».

ولم ينسَ مركز سلمان النشاط الرياضي إذ تقول الخياط: «حرص المركز على تحقيق التنوع في النشاط الرياضي نظرا لانجذاب الكثير من الأطفال إليه، ولم يقتصر هذا النشاط على الألعاب الرياضية المعتادة ككرة القدم والتنس وغيرها بل تعداها ليشمل الألعاب الشعبية التقليدية، وأقام المركز ضمن نشاط هذا العام أيضا روضة المرور التي تهدف إلى تعليم الأطفال السلوكيات المرورية الصحيحة».

وينظم المركز برنامج «حوارات ثقافية» إذ يناقش في كل أسبوع قضية تهتم بثقافة الطفل ويكون الحوار فيها مفتوحاً للأطفال، ويسعى المركز خلال فترة الإجازة الصيفية إلى اجتذاب أطفال القرى ممن لا تسمح ظروفهم بزيارة المركز، وذلك من خلال زيارتهم في مناطقهم وتقديم الندوات والمحاضرات التثقيفية لهم في شتى المجالات.

ومن مركز سلمان إلى جمعية الذكر الحكيم لعلوم القرآن التي تعد أول جمعية في البحرين تعنى بعلوم القرآن وفنونه وحملت على عاتقها هي الأخرى مسئولية تنظيم برنامج صيفي يهتم بتدريس القرآن الكريم، يقول المشرف العام على الجمعية شاكر خميس: «كما هي الحال في السنوات السابقة نظمت الجمعية هذا العام برنامجاً صيفياً يتضمن تعليم التلاوة والتجويد إلى جانب برامج ترفيهية متنوعة، وقد شهد البرنامج إقبالاً كبيراً وخصوصاً من النساء. وقد ساهم افتتاح فروع جديدة للجمعية في سار وكرزكان وسترة إلى جانب فرع السنابس في استفادة عدد أكبر من الأطفال والشباب من البرنامج الصيفي للجمعية».

وعبر خميس عن النقص في الكادر النسائي المؤهل للتدريس كأحد أهم المعوقات التي واجهت الجمعية في تنظيم برنامجها الصيفي ما اضطرها إلى تقليص أعداد الإناث.

جمعية رعاية الطفل والأمومة كان لها نصيب في النشاط الصيفي كذلك، إذ تقول نائبة رئيسة الجمعية محفوظة الزياني: «يقام النشاط الصيفي لهذا العام تحت شعار «العب وتعلم» بمشاركة 40 طفلاً وذلك في المركز الثقافي في المحرق، ويشتمل النشاط على الكثير من البرامج منها تعليم الكمبيوتر والقراءة والسباحة والأعمال اليدوية بالإضافة إلى زيارة المعالم السياحية في البحرين».

وأبدت الزياني سرورها من تكاتف أعضاء الجمعية ما أسهم في تذليل الصعوبات.

وعن النشاط الصيفي في جمعية الهلال الأحمر البحريني تقول نائبة رئيس لجنة الشباب والناشئة أنيسة الحويحي: «يعد هذا النشاط التاسع ضمن سلسلة النشاطات الصيفية التي تنظمها الجمعية، ويتركز النشاط على الندوات التثقيفية المتنوعة أهمها الندوات المتعلقة بصلب عمل الهلال الأحمر بالإضافة إلى معالجة مشكلات الشباب، إلى جانب دورات مستقبلية في الدفاع المدني».

وعن المعوقات التي تواجه تنظيم النشاط، تقول الحويحي: «تعد مشكلة التطوع أهم معوق تواجهه الجمعية في تنظيم النشاط الصيفي، فهناك تراجع كبير لدى الناس في المشاركة في العمل التطوعي».

الأندية المدرسية

تهتم وزارة التربية والتعليم بالأندية المدرسية التربوية، لما لها من أهمية في حفظ أوقات الطلاب بالنافع المفيد، وإكسابهم المعارف والمهارات، ورعاية المواهب وتوجيهها. يقول جاسم الحربان اختصاصي أول احتفالات ومهرجانات في وزارة التربية والتعليم: «استحدثت وزارة التربية والتعليم مشروع الأندية المدرسية التربوية ضمن النشاط الصيفي لهذا العام على أن تستمر طوال العام، وتهدف هذه الأنشطة إلى بناء الشخصية المتوازنة للطلاب، واكتشاف المواهب لدى الطلاب وصقلها وتدعيم خبراتهم وتنمية مهاراتهم المختلفة، بالإضافة إلى حماية الطلاب من آثار الفراغ السلبية وتدريبهم على تحمل المسئولية والمشاركة الاجتماعية».

يواصل الحربان: «تشتمل هذه الأندية على أنشطة ثقافية كالمحاضرات المتنوعة والمسابقات الثقافية والشعر وكتابة القصة القصيرة إلى جانب التصوير الفوتوغرافي، وتسعى هذه الأنشطة إلى التعريف بالثقافة الإسلامية ورفع المستوى الثقافي لدى الطلاب، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية توجد أنشطة اجتماعية تخدم المجتمع وأنشطة فنية كالرسم والخط والأعمال اليدوية والمسرح والموسيقى وأنشطة رياضية متنوعة».

وأوضح الحربان أنه تم افتتاح 10 أندية مدرسية تتوزع على محافظات المملكة، وقد أسهم تعاون الوزارة وكفاءة العاملين في هذه الأندية على التغلب على المعوقات.

توقف أنشطة المراكز

على رغم ما تحققه الأنشطة الصيفية باختلاف أنواعها من القضاء على وقت الفراغ الذي تسببه العطلة الصيفية، بالإضافة إلى كسرها للروتين باحتوائها على عناصر الجذب والتشويق، إلا أن وزارة التربية والتعليم كانت عائقا في وجه عدد من الجهات من ناحية وبين تنفيذها لبرامجها الصيفية من ناحية أخرى بسبب غياب المكان.

البداية كانت مع نادي سار إذ يقول رئيس مجلس الإدارة سيد سلمان المحفوظ: «تقدمنا بطلب إلى مديرة مدرسة سار الابتدائية للبنين لاستخدام المدرسة من أجل إقامة النشاط الصيفي فيها، وحصلنا على موافقة شفهية من المديرة ومن موظفي وزارة التربية والتعليم لإقامة النشاط الصيفي في المدرسة، وقمنا على إثرها باستقبال طلبات التسجيل التي فاقت 500 طلب».

«جاء قرار وزارة التربية والتعليم رفض طلبات الأندية والصناديق الخيرية لاستخدام مدارس الوزارة في أنشطتها الصيفية الذي بررته بـ (أعمال الصيانة) و(العدد الهائل من الطلبات) وهذا أوقع نادي سار في مأزق حرج».

وقد حاول نادي سار جاهدا الحصول على مكان بديل من أجل إقامة النشاط، إذ قام بمخاطبة إحدى المدارس الخاصة التي تقع في المنطقة إلا أن المبلغ المرتفع الذي طلبته هذه المدرسة حال دون الاستفادة منها، وأشار المحفوظ إلى أن النادي بدأ في برنامج تصفيف الشعر والسباحة اللذين يقامان في النادي وفي بركة خاصة، فيما تم إلغاء البرامج الدراسية لعدم توافر المكان.

ومن سار إلى الديه إذ كان صندوق الديه الخيري هو الآخر في قائمة المتضررين من قرار الوزارة إذ يقول أمين سر الصندوق ياسر منصور: «وقعنا في المأزق نفسه الذي وقع فيه نادي سار، إذ قمنا بالاتصال مع مدرسة الرازي الابتدائية وحصلنا على موافقة مبدئية لإقامة البرنامج الصيفي، ثم حصلنا على موافقة شفهية من الوزارة على إثرها نشرنا الإعلانات الخاصة بالنشاط الصيفي وقام الكثيرون بالتسجيل، إلا أن قرار وزارة التربية والتعليم المفاجئ جعلهم يوقفون التسجيل وبالتالي إلغاء البرنامج لغياب المكان».

وأشار منصور إلى أن عدداً كبيراً من الأسر في المنطقة كانت تعتمد على هذا البرنامج لإدخال أبنائها فيها بما يتناسب مع موازناتها المحدودة، وان إلغاءه وضعهم في مأزق حرج آخر.

و لم يكن مركز السنابس الثقافي بأفضل حظا من سابقيه إذ تروي رئيسة لجنة المرأة والطفل في المركز بهجة هلال ما حدث قائلة: «تقدمنا بطلب إلى وزارة التربية والتعليم من أجل استخدام مدرسة السنابس الابتدائية في النشاط الصيفي وقد حصلنا على موافقة من الوزارة مقابل مبلغ تأمين قدره 200 دينار، وعندما أردنا دفع مبلغ التأمين أخبرتنا الوزارة عن إيقاف النشاط وطلبت منا إدارة التربية الرياضية والكشفية في الوزارة مهلة لتقصي الأمر للتعرف على سبب عدم الموافقة وذلك لعدم وضوح الأمر لديهم».

وتواصل هلال حديثها: «واستمرت المراجعة مع الوزارة لمدة أسبوع كامل، تفاجأنا بعدها بخطاب من المؤسسة العامة للشباب والرياضة يبلغنا بأن مدارس وزارة التربية والتعليم لن تعطى إلى المراكز أو الصناديق الخيرية لإقامة الأنشطة الصيفية باستثناء الأندية المدرسية التي أقرتها الوزارة. وقد كان الوقت ضيقاً جدا فكنا قد أعلنا عن التسجيل وبدأنا في استقبال عدد من الطلبات، ما اضطرنا إلى تلقيص الكثير من البرامج وإقامة النشاط في المركز».

و قد أبدت هلال استياءها من قرار الوزارة الذي لم يراع عدم وجود أندية مدرسية في منطقة السنابس، وأثنت هلال على موقف إدارة التربية الرياضية والكشفية في الوزارة التي أبدت تعاونها معهم، موضحة بأن الرفض لم يكن بيدهم.

ويشتمل النشاط الصيفي الذي تشرف عليه مجموعة متخصصة من منطقة السنابس من الرجال والنساء، يشتمل على الخط والرسم ودوري رياضي لكلا الجنسين، إلى جانب برامج خاصة بالإناث تضم الخياطة والتطريز بالإضافة إلى اللياقة البدينة وبرنامج للتجميل بالتعاون مع صالون أثينا في السنابس الذي تم التعاون معه لتنفيذ هذا النشاط، ويشارك في النشاط 60 شخصاً من الذكور إلى جانب 75 من الإناث. كان صيفاً ساخناً ذاك الذي عاشه طلبة المدارس الذين استفادوا من الانشطة الصيفية التي نظمتها النوادي والصناديق والجمعيات الأهلية، وتبقى الأنشطة الصيفية بديلا عن السفر للخارج، تجمع الشباب والأطفال بعيدا عن حرارة الصيف ولهيب الشمس وتخرطهم في أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية متنوعة، تسعى من خلالها إلى تنمية هواياتهم ومواهبهم، وإضفاء الكثير على شخصيتهم

العدد 357 - الخميس 28 أغسطس 2003م الموافق 29 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً