أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى في كلمته أمام الندوة الدولية الخامسة حول الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا، والتي عقدت في جامعة ولاية زنجبار في تنزانيا بأن الإسلام دين أرسل للبشرية جمعاء.
واستلهم إحسان أوغلى موضوع المحاضرة، ليسلط الضوء على رحابة الإسلام، ويفند في الوقت نفسه الاتهامات الموجهة إليه في سياق حملة (الإسلاموفوبيا) أو التخويف من الإسلام التي تطلقها بعض الجهات الغربية، وتصف، من خلالها، الدين الإسلامي بأوصاف تتنافى مع روح التسامح والتعددية التي عرف بها في مناطق عدة، ومن بينها ساحل شرق إفريقيا.
وفي الندوة التي حضرها رئيس جمهورية زنجبار علي محمد شين و وزير الإعلام في سلطنة عمان عبد المنعم بن منصور الحسني، ، قال الأمين العام لـ (التعاون الإسلامي) إن الندوة تستقي أهميتها من توضيحها الكثير من الحقائق المتعلقة بتاريخ الحضارة الإسلامية في المنطقة الشرقية من القارة الإفريقية، حيث استطاع سكان هذه المنطقة احتواء العرب المهاجرين، وكانت تدين بالإسلام، وتتكلم، على امتداد الساحل الشرقي للمحيط الهندي، اللغة العربية، في أجواء من التسامح والتعايش اللا مسبوق.
وانطلق إحسان أوغلى، الذي بدأ زيارة إلى تنزانيا أمس الأول وتنتهي غدا الخميس، من هذه الحقيقة ليؤكد من جديد أن الإسلام احتضن مختلف الأعراق، وخاطب الجماعات العرقية من دون تفريق، الأمر الذي ساهم في دخول أبناء هذه المناطق في الدين الإسلامي، وبناء حضارة إسلامية في زنجبار ومحيطها الفريد.
وفي الوقت الذي نفى فيه الأمين العام للمنظمة وجود أي بديل عن الحوار مع الآخر، في ظل التعددية الحضارية، من أجل نبذ ظاهرة الإسلاموفوبيا، أكد كذلك بأن المسلمين مطالبين في الوقت الحالي بجلاء الصورة المزيفة التي تحاول هذه الظاهرة إلصاقها بهم وبدينهم ورموزهم المقدسة.
وأشار إحسان أوغلى إلى أن ذلك كله لن يتأتى إلا من خلال إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين تسامح وتعايش وسلام، وهو ما يتفق مع قيمه النبيلة، ورسالته الإنسانية.
يذكر أن الندوة التي تعد الخامسة من نوعها، والتي تبحث في الحضارة الإسلامية في شرق إفريقيا، جاءت بناء على مبادرة أطلقها مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية، (إرسيكا) قبل عقدين، حين كان الأمين العام الحالي، أكمل الدين إحسان أوغلى يشغل منصب مدير المركز في اسطنبول.
واستطاع المركز من خلال 4 ندوات سابقة طباعة أربعة مجلدات قيّمة حول تاريخ (زنجبار)وشرق إفريقيا؛ هذه المنطقة الإسلامية الغنية بالحضارة، ودورها في نشر الدين الإسلامي، وإغناء الحضارة الإسلامية بوصفها بوابة بحرية تصل آسيا وإفريقيا.