العدد 2465 - السبت 06 يونيو 2009م الموافق 12 جمادى الآخرة 1430هـ

الجودر: خطاب الرئيس أوباما تفاؤلي يجب أن تتبعه خطوات عملية

أكد أهمية العدل والإنصاف للأمم... وأشاد بالوجيه راشد الزياني

الوسط - محرر الشئون المحلية 

06 يونيو 2009

أبدى إمام جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس ترحيبه بما جاء في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة أمس الأول لكنه قال إنه خطاب تفاؤلي، يجب أن تتبعه خطوات عملية.

وأضاف هذه أيدينا نمدها لكل داعية سلام وتسامح وعدل وإنصاف، ونقف بقوة مع حوار الحضارات، فيكفي العالم اليوم ما يشاهده من صور الخراب والدمار.

وركز على الخطوات العملية التي تطلع إليها دعما لخطاب الرئيس الأميركي، قائلا: نطالب بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة الأمن إلى المنطقة وتحديدا في العراق وأفغانستان، وأن يتم دعم قوى الاعتدال في العالم، وإغلاق معتقل غوانتنامو.

وأردف أن المسئولية اليوم تطالب الرئيس الأميركي بإيقاف التقارير التي تتدخل في الشئون الداخلية للدول، وإطلاق المعتقلين على ذمة الحرب ضد الإرهاب، وأبرزهم المعتقل عبدالرحيم المرباطي والمعتقل عبدالله النعيمي، وأن تتم محاكمتهم في وطنهم.

وقال تطرق الرئيس اوباما إلى التطرف وأشكاله، وحذر ممن يسعون إلى تأجيج نيران الفرقة والانقسام، تطرق إلى القضية الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية، وعرج على محرقة اليهود التي ليس لنا دخل فيها، وأغفل محرقة غزة التي استخدم فيها الجيش الإسرائيلي جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ضد شعب أعزل، وتطرق إلى المفاعل النووي الإيراني وخطره على المنطقة، وأغفل السلاح النووي الإسرائيلي والهندي والباكستاني، وتحدث عن الديمقراطية، والحرية الدينية، ونحن نعلم، والعالم بأسره يعلم أنه ليس هناك دين له من التسامح الديني وصور الشورى والديمقراطية مثل الدين الإسلامي، وهذا التاريخ يشهد.

وتطرق الجودر إلى فترة حكم الرئيس الأميركي السابق إذ تم فيها تقسيم العالم إلى قسمين، إما معي أو ضدي، وهذه المعادلة الجائرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ففي كل الأزمنة والحقب التاريخية نشاهد أن هناك فئات ليس لها صلة بالسياسات والحروب، فهناك المرأة والطفل والشيخ العجوز، وهناك العابد والناسك، وهناك الدول المسالمة، فكيف يقسم العالم إلى فسطاطين. وأردف أن هذه السياسة أنبتت لنا سموم الكراهية والأحقاد والبغضاء في المنطقة، فقد كانت سياسة عقيمة قائمة على هدم العلاقات، وتوتير الأجواء، لذلك نحتاج اليوم إلى ثماني سنوات أخرى لإعادة هذه العلاقات إلى أصلها الأصيل، ولا يكون ذلك إلا بالعدل والإنصاف، وبدعاة الوسطية والاعتدال.

وقال إمام جامع قلالي إن العدل والإنصاف علامة بارزة في الأمم المتحضرة، والدول المحترمة، فلا تسجل لها حضارة، ولا يعرف لها تاريخ إلا حينما يعلو العدل ساحاتها، ويسود الإنصاف بين الناس، وكلما كبر حجم الدول أصبحت مسئوليتها تجاه العدل أكبر وأعظم، فتنصر الضعيف حتى يأخذ حقه من القوي، وتمسك على يد الظالم حتى لا يجور على المظلوم، لقوله (ص) «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل وكيف ننصره وهو ظالم؟!، قال: أن تمسك على يديه فتمنعه من الظلم».

وبين أن العدل والإنصاف توافقت عليه الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية، والفطر السوية، والعقول والضمائر البشرية، فبالعدل والإنصاف كان بقاء الدول، واستقرار الأمم، وأي أمة حادت عن هذا المبدأ العظيم اجتاحتها رياح الانهيار والسقوط، أمراض وأسقام وآفات وبلايا، جوع وفقر وحرائق وأعاصير وفيضانات، فالعدل والإنصاف هو أن يمكن كل صاحب حق من حقه، بلا تمييز ولا تفاضل، ولا فرز ولا تصنيف، قال تعالى: «لا تَظلِمُونَ ولا تُظلَمُونَ» (البقرة:279).

وأوضح أن العدل والإنصاف بين البشر ينظم العلاقة بين الراعي والرعية، والرئيس والمرؤوس، ورب الأسرة والأبناء، فهو عدل مع الله، وعدل مع العباد، وعدل مع النفس، وعدل كل راع «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» (البخاري ومسلم).

ودعا الجودر إلى االتمسك بالعدل المحمدي، والإنصاف النبوي الذي سار عليه الصحابة وأهل البيت.

وتطرق الجودر في خطبته بالأمس إلى مآثر الفقيد الوجيه راشد بن عبدالرحمن الزياني، الذي وصفه بصاحب الأيادي البيضاء، والسجل الحافل بالعطاء والعمل الخيري والإنساني.

وقال إنه رجل من الرعيل الأول الذي نذر حياته خدمة لهذا الوطن، عرف بالصدق والأمانة والتدين، وعرف بحبه للفقراء والمساكين والمحتاجين، وقد ترك إرثا أدبيّا وتاريخيا لهذا الوطن.

العدد 2465 - السبت 06 يونيو 2009م الموافق 12 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً